مهند سليمان من المنامة: أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بان القمة العربية قد تنعقد في اقرب وقت في حال وجود أولويات قصوى لانعقادها ، وقال إننا لا نريد قمة من أجل قمة فقط بل يجب أن تكون هناك ظروف وبنود تدرس لضمان نجاحها، وقال إن القمة يجب أن تكون لها معنى ، مشيرا الى أن حوارات تجرى حاليا وإن عاهل البحرين يقوم باتصالات يومية مع القادة العرب لتوحيد الجهود في أجل الاستقرار والأمن وإعادته إلى لبنان، وشدد الوزير على أن المواقف العربية جميعها لم تؤثر على إسرائيل يوما ما ، كما إن البحرين ليست قلقة من حزب الله ، كاشفا عن لقاء سيقعد اليوم مع السفير اللبناني لبحث الدعم البحريني للبنان.

وكشف الوزير بأن البحرين ستشكل لجنة عليا لجمع التبرعات وضمان تسليمها إلى الجهات المعنية في لبنان ، وإن اللجنة ستتعامل مع كافة الجهات الحكومية البحرينية إلى جانب الجمعيات والهيئات الخيرية والمدنية التي ترغب في التبرع، واكد بان البحرين لن تتردد في أي خطوة من شأنها إعادة الاستقرار والأمن للبنان.

وقال الوزير ردا على سؤال لإيلاف في اللقاء الذي جمعه مع مراسلي الصحف والوكالات الأجنبية بنادي المراسلين على إن لبنان ليس بحاجة إلى المال أكثر من الدعم المعنوي من الدول العربية وقال إن الأموال المتبرع بها من الدول الخليجية لن تسد احتياجاتها ، وإن الدول العربية أجمعت على إن إسرائيل هي المسؤولة عن إعادة البناء وتعويض لبنان بسبب الدمار الذي تسببت به في البنية التحتية ومنازل المدنيين، وقال إن ذلك لا يعني تنصلا من الدول العربية بل إلى جانب الدعم العربي الذي ستقدمه الدول.

واكد الوزير إن وزارة الخارجية وضعت موضوع إعادة فتح السفارة في لبنان ضمن سلم أولوياتها التي تتضمن أيضا فتح سفارات وقنصليات في دول مختلفة.

وحول ما نشر في وسائل الإعلام حول المشادات بين وزير الخارجية السعودي ونظيره السوري قال الوزير ان لا مشادات حصلت بين الوزراء وإن الاختلاف في الرأي شيئ طبيعي، واكد إن الاجتماع الوزاري استمر 8 ساعات متواصلة وكانت الالتزام الأول تحكيم الضمير لإنقاذ لبنان من الهجوم.

وقال الوزير ان الاجتماع لم يناقش موضوع إطلاق سراح الأسيرين وإن مشروع قرار لبنان الذي تقدمت به تم الموافقة عليه دون تغيير حسب رغبتها وإيمانا من الدول بأن لبنان هو أدرى بمصلحته وما يحتاجه من موقف ودعم ، مضيفا بأن فلسطين هي الأخرى قدمت مشروع قرار وتم الموافقة عليه بالكامل دون تغيير.

وحول ما تناقلته وكالات الأنباء عن محاولة إيران لتوريط حزب الله قال الوزير إن quot;هذا الكلام غير معقول وليس واقعيquot;.

واعتبر الوزير إن عمليات السلام ماتت وإذا أردنا أي عملية يجب ان تعود إلى المربع الأول مرة أخرى ، مشددا على إن الجامعة العربية لا ترمي الكرة في الملعب الدولي وتتنصل من دورها ، وإن العملية بكاملها أمام العالم الدولي وضعت.

وقال الوزير إن البحرين لا تتبع لأحد في مواقفها وإن مواقفها صريحة وواضحة ومؤمنة بها ، واكد بأن لبنان يجب ان يبسط سلطته على أراضيه والحديث عن حزب الله شأن لبناني.

وعبر وزير الخارجية عن أسفه لعدم وجود رؤية وإستراتيجية عربية موحدة واضحة ، وقال بان ما حصل في لبنان لم يكن مخطط له وغير مدروس مما تسبب في أزمة دولية كبيرة ، وإن حزب الله لم يحسب حسابه ودراسة إمكانياته وإمكانيات العدو والوضع في المنطقة ولبنان خصيصا لإشعال هذه الحرب.

وقال quot; صار لنا عقودا ونحن نخطو بخطوات غير مدروسة ودائما لنا ردود أفعال فقط ، ولكن الرؤية والإستراتيجية في التعامل هي غير موجودةquot;.

واكد الوزير بان اللبنانيين يموتون يوميا من قصف قوات إسرائيل وإن قرارات الجامعة كانت واضحة في المطالبة بوقف النيران لكن إسرائيل لا تؤمن بهذه القرارات منذ وجودها ، ورحب بفكرة وجود قوات متعددة الجنسية لتكون كفاصل للأوضاع في لبنان وفلسطين.

وحول حديث إسرائيل عن عدم وجود شركاء سلام قال الوزير ان هذه المقولة سأم العرب منها وهناك شركاء حقيقيون قادرون على تحقيق السلام لكن الإسرائيليون هم من يتنصلون دائما.

وذكر بان البحرين والدول العربية تعمل بجدية لأن لا تطال الحرب وتتسع للدول المجاورة ، وإن هناك محاولات جديدة لتجنيب المنطقة ويلات الحروب، وذكر بأن لبنان خاض حروب طاحنة في السابقة وجروحه ألتئمت بصعوبة وهو ليس بحاجة لأن يعيد هذه الفترات مرة أخرى.

وشدد على إنه كان من المفترض ان ينظر قبل بدء الحرب إلى اقتصاد لبنان وشعبه الذي تعب وأرهق من الحروب وهو شعب مفكر ومحب للعمل والتطوير وبناء بلده وقال ( لما نعرض لبنان إلى مزيد من الهزات).

وتوقع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد أن لا تستمر الحرب طويلا وإن مبادرات حل النزاع قد تجد طريقه لإيقاف اندلاع الحرب والخروج بأقل خسائر بشرية معظمها من اللبنانيين الأبرياء.

وشدد على إنه لا تباين بين الموقف الإيراني والموقف العربي وقال بأن إيران تطالب بوقف إطلاق النيران فورا وهذا هو كلام جميع الدول العربية ( ونحن ملتزمين بكلامنا أمام العالم).

واكد الوزير على إن حزب الله لم يخذل أحداً في موقف أو تمرد ، وقال بأن حزب الله كحال أي حزب عربي يدعو لتحرير الدول العربية المحتلة ، شدد بان الدول العربية لا تشكك في وطنية أحد وعلاقة حزب الله ببقية الأطراف نعتبره شأنا داخليا للبنان.

وأكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن وزارة الداخلية بعثت بتوجيهات من وزيرها بفريق عمل من الضباط وضباط الصف بالوزارة، للعاصمة السورية دمشق لتقديم المساعدة للسفارة البحرينية، والعمل على سرعة إعادة المواطنين البحرينيين الذين جاءوا من لبنان إلى سوريا، بسبب الأحداث الجارية ، وتقديم جميع الخدمات والتسهيلات اللازمة لهؤلاء المواطنين، من أجل إعادتهم إلى ذويهم سالمين وبأقصى سرعة، وللتخفيف عنهم بعد ما واجهوه من ظرف طارئ.

وعبر الوزير عن القلق من التطورات الأخيرة في لبنان، داعيا إلى وقف التصعيد العسكري، والاحتكام إلى صوت المنطق، واعتماد الحوار والطرق الدبلوماسية لحل الأزمة، وأكد أن البحرين تقف ضد كل ما من شأنه تعريض لبنان وسيادته إلى المخاطر غير المحسوبة، داعيا الأطراف الدولية المؤثرة إلى ممارسة نفوذها من اجل الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة السريعة إلى طاولة المفاوضات، وأحياء مبادرة السلام العربية؛ ليعم السلام الحقيقي المنطقة.

وشدد الوزير على ان موقف البحرين ثابت في إدانة استخدام القوة، واستهداف المدنيين العزل، وما ينتج عنه من خسائر بشرية، وتدمير للمؤسسات والمنشآت المدنية.