خسائر الأمس: 5 بنوك ومدرستان و155 متهماً و82 مصاباً
تجدد المواجهات في مدينة المحلة الكبرى في مصر


هدوء حذر في المحلة المصرية وتوقعات بحظر التجوال

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد أن تفقد اليوم المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المصري مواقع أحداث العنف والمواجهات الدامية التي شهدتها مدينة quot;المحلة الكبرىquot; في دلتا مصر، قال شهود عيان إن موكبه الذي تؤمنه قوات الأمن تعرض للقذف بالأحجار من قبل مجهولين، وتجددت المواجهات يوم الاثنين، حيث ألقى متظاهرون الحجارة على قوات الأمن التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع، وألقت القبض على بعض المتظاهرين.

وقالت مصادر في أوساط العمال في مدينة quot; المحلة الكبرى quot; إن ترتيبات الإضراب يوم أمس جرى إجهاضها من خلال ما وصفته تلك المصادر بضربة استباقية تمثلت باحتجاز الناشطين ومنعهم من الوصول إلى أماكن عملهم، بينما استمالت جهات الإدارة عدداً من العمال، ووعدتهم بالاستجابة إلى مطالبهم بزيادة الأجور والحوافز، وتحسين أحوال العمل وغيرها من المطالب التي طالما كانت سبباً مباشراً لاندلاع الاحتجاجات العمالية مؤخراً في المحلة ومدن صناعية أخرى في مصر. كما أجرى فريق من محققي النيابة العامة معاينة للخسائر والتلفيات التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة، كما زار الفريق أيضاً المصابين من المواطنين ورجال الأمن في المستشفيات.

مصابون وخسائر

وفي ختام جولته في المدينة المنكوبة طالب النائب العام المصري بسرعة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحصر آثار الأحداث التي وقعت مساء الأحد، واستمرت حتى صباح يوم الاثنين في المدينة الصناعية وتحديد المسؤولية الجنائية عنها . كما طالب النائب العام بإنجاز التحقيقات اللازمة مع المتهمين الذين ألقي القبض عليهم إثر هذه الأحداث وعددهم 155متهماً، والانتهاء من الاستماع إلى أقوال كافة المصابين وشهود العيان في هذه الاحداث الدامية التي شهدتها المدينة الصناعية الشهيرة في دلتا مصر.

ووفقاً لمصدر قضائي فقد اتضح من المعاينة المبدئية التي أجراها فريق محققي النيابة العامة أن التلفيات طالت ماكينات الصرف الآلي في خمسة بنوك في المدينة وهي فروع بنك مصر، وبنك مصر للمعاملات الإسلامية، وبنك الإسكندرية، والبنك الأهلي المصري، والبنك الوطني.

كما تفقد فريق المحققين أيضاً مدرستين هما مدرسة طه حسين، ومدرسة عبد الحي خليفة، وتبين تدمير الطابق الأرضي بالكامل لمدرسة طه حسين وإلحاق حريق كبير بها وتصدع أسقفها وجدرانها، فضلا عن احتراق جميع محتويات المدرستين من مكاتب وسجلات ومعدات مدرسية، وكذلك سرقة وإتلاف 40 جهاز حاسب آلي من المدرستين.

كما كشفت المعاينات أيضاً عن تلف العديد من المحلات التجارية في المدينة، وتلف عشرات من أعمدة الإنارة وتلف أبراج الاتصالات الهاتفية وإشعال النيران في quot;فلنكاتquot; السكك الحديدية، بالإضافة إلى سيارات خدمات عامة، وأخرى خاصة يمتلكها مواطنون وشركات خاصة. وانتقل أعضاء النيابة العامة لسؤال المصابين في مستشفيات المحلة وطنطا والمنصورة والقاهرة، وعددهم 82 مصابا من بينهم 37 من ضباط وجنود الشرطة و45 من المدنيين حيث أدلى معظم المصابين بأقوالهم حول ظروف وملابسات تعرضهم للإصابات التي لحقت بهم.

قصة الأحداث

وروى شهود عيان اتصلنا بهم في مدينة المحلة الكبرى تفاصيل ما حدث في المدينة قائلين إنها بدت اليوم كمدينة أشباح، فقد كانت شبه خالية تقريباً من المارة، وأغلقت معظم المحال التجارية فيها، باستثناء الوجود الأمني المكثف في مداخل المدينة وكافة الميادين والشوارع بها، فضلاً عن مصانع الغزل والنسيج المنتشرة في المدينة ، بالإضافة إلى المقار الحكومية في المدينة.

ومضى شهود العيان قائلين إن المواجهات بدأت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، بعد أن نجحت السلطات في إفشال الإضراب بين صفوف العمال بالفعل، ودفعهم إلى العمل في المصانع، وحضرت كاميرات محطات التلفزيون الحكومي لتصورهم لإثبات فشل الإضراب الذي كانت قد دعت إليه عدة قوى سياسية من مشارب مختلفة في البلاد يوم الأحد.

غير أن هذه الأوضاع التي ظلت تحت السيطرة التامة، خرجت عن هذا الإطار بعد إلقاء القبض على قياديين نقابيين في شركة غزل المحلة، وهو الأمر الذي تزامن مع انتهاء وردية العمل الثانية في المصنع وخرج آلاف العمال في تظاهرات وانضم إليها آلاف من أهالي المدينة، وتحدث البعض عن غرباء وصلوا إلى المدينة للمشاركة في هذه التظاهرات، لكن شهوداً آخرين قالوا إن المسيرات والتظاهرات بدأت هادئة وسلمية، وانطلقت بشكل عفوي، لكن بعد المواجهات مع قوات الأمن انفلت الأمر وتحولت إلى أعمال شغب وعنف على النحو الذي وقعت معه تلك الخسائر الهائلة التي أشرنا إليها.

صور من قلب الحدث