مصادر صحفية عديدة ومن جهات مختلفة بدأت ترصد وتسلط الضوء مؤخرا على الفساد الذي يضرب أطنابه بالعراق وأصبحت تأثيراته تطال أغلب فئات الشعب العراقي وتنذر بحدوث شروخ عميقة في المنظومة الاخلاقيه ككل التي أصبحت مهددة بالإنهيار كنتيجه حتميه لإزدياد تلك الظاهرة بأنواعها المالي والإداري والمحسوبيات وسرقة المال العام،وكشفت تلك المصادر والتقارير النقاب عن أسماء وأحزاب وواجهات دينيه وسياسية متورطه فيه وداعمة له وخاصه في شمال العراق،هذه المنطقة التي تتعرض الى تعتيم وضبابيه تمارسها الاحزاب الكرديه العميلة التي تسيطر على شمال العراق على كل صحفي وناقد، وحالها لا يقل سوءا عن حال بقية المناطق العراقيه وربما أسوأ، الا أن بعض من وسائل الاعلام العالمية هذه والتي كانت تجامل وتساير وتنفذ وصايا المحتل وأجندته في وصف الاوضاع في العراق بصوره معكوسه للتشويش على الرأي العام العالمي المناهض للحرب والعدوان وأبرازه بالصورة المثاليه التي تخدم أجندة الإحتلال، وخاصه عندما كانوا يتحدثون عن المنطقة الشماليه التي يصفونها بأنها أصبحت واحة للديمقراطيه والشفافية،لكن بعد أن فاحت روائح الفساد الكريهة أضطروا الى فضحها ورفع التعتيم عليها حتى يحافظوا على جزء من مصداقية تلك الوسائل الإعلامية الشهيرة والتي تضررت كثيرا نتيجة لكونها سمحت لنفسها بأن تكون أبواق للمحتلين في تزييف الحقائق.

فها هو تقرير لمراسل البي بي سي تلك الوسيلة الاعلامية العريقة والتي كانت تبث بعض التقارير المغلوطة،قد صححت بعض الخلل الذي أصاب مصداقيتها،وما تقرير مراسلها مؤخراlsquo; الا عودة للمهنية الصحفية ونقل الحقيقة، ففي تقرير لمراسلها من شمال العراق كتب فيه مشاهداته وبعض المقابلات مع عينة من المواطنين،حيث وصف الاوضاع في مدينة اربيل،من لحظة نزوله الى مطار المدينة حتى وصوله الى مركزها، حيث قال ينبهر المرء ببعض الأشياء الدعائية ومظاهر الرفاهية التي سوف تشدك وأنت تتجه من المطار المرتب، صوب مركز المدينة حيث الفيلات الفارهة الى مبان حكوميه ومقرات للحزبين المستأثرين بالسلطة المنتشرة على جانبي الطريق بطراز حديث وبناء جديد، لكن خلف هذه المظاهر والابنية الشاهقة يصارع المواطن الكردي العراقي في سبيل البقاء والحصول على لقمة العيش وبعضهم لم يجد الا الهروب منفذ، فالآلآف من الشباب الكردي يغامرون سنويا للعبور الى منافي اللجوء بحثا عن عمل أو حياة حره كريمة بعيدا عن سطوة الحزبين القاسية، فقد تحدث مع بعض الناس الذين وصفوا له الاوضاع المزرية والظروف الصعبه التي يعانون منها من بطالة، الى تدني في مستوى الأجور والخدمات، الى أمتهان لكرامة الانسان حيث السجن والتصفية الجسديه مصير كل من تسول له نفسه نقد هذا الواقع، فقد غيب السجن عشرات الالاف من الشباب المطالب بتوفير الحد الادنى من الخدمات ووقف الفساد،وفي المقابل تجد عوائل وحاشية الحزبين وأتباعهما في وضع مختلف حيث المال والنفوذ والوظائف، لقد تناول هذا الصحفي المهني في مقاله أيضا نجل رئيس أحدى هاتين الميليشيتين ويدعى قباد طالباني الذي يقيم في أمريكا منذ عشر سنيين، فبالرغم من صغر سنه الذي لا يتجاوز الثلاثين عاما فهو يتبؤ مركزا مهما منذ ثمانية أعوام ويبذر الملايين من الدولارات في سبيل تحسين صورة المتحكمين بالاوضاع في الشمال أضافة الى طموحه في خلافة والده وتحييد كل المنافسين على زعامة الحزب الذي ينتمي اليه والده.

وفي الحديث عن الأنجال لا بد أن نعرج ولو قليلا على ذكر نجل أحد قادة الميليشيات في جنوب العراق (حتى لا نتهم بالعنصرية) هذا الذي ينعق ليل نهار مطالبا بفيدرالية، وهو بالتأكيد لا يفهم معناها، ولا يدرك ما يقول لكن الزمن والظروف جعلته يتحدث ويتصرف وكأنه يملك قرار العراقيين أبناء الجنوب أو مفوض بالتحدث نيابة عنهم وهو لا يمت للجنوب وأهله بأي صفة، هذا النجل الذي يشرف ويدير عمليات تهريب النفط بصورة منتظمة،وهو من المتاجرين بدماء وقوت الشعب العراقي، وله صولات وجولات في الفساد وتبذير المال العام والسطو عليه أسوة بأنجال الشمال، حيث لم يكتف آباء هؤلاء بما أستولوا عليه من السحت الحرام وأمعنوا في أذلال هذا الشعب بل وٌرثوا هذه الصفات السيئة لأبناءهم.

أما الأشارة القويه الاخرى التي شخصت الفساد في شمال العراق بحرفية وبدون مجاملة ووضعت النقاط على الحروف وبكل وضوح هو الكاتب مايكل روبن الخبير في شؤون الشرق الأوسط الذي سلط الضوء على ثروة قادة الميليشيات التي أصبحت تنافس ثروات بعض الامراء في بعض الدول الخليجية أضافة الى الصفقات السياسية المشبوهة التي تعقدها هذه الميليشيات وطالب هذا الخبير الجاسوس صراحة بالحد من سلطات الميليشيات وحتى أسقاطها، مما دعى قادة الميليشيات بالرد عليه ورفع دعوى ضده في المحاكم الأمريكيه، وهذا هو دليل على صدقية تلك التقارير التي أثارت الهلع في نفوس هؤلاء الذين لا زالوا يبتزون العراق.

أن الكشف عن حجم ثروة مسعود البرزاني في تقرير مايكل روبين والتي قدرت بملياري دولار عدا عن حاشيته وأزلامه الذين يتحكمون في كل شئ،له مغزى كبير،فهو يعني بأن الحليف الامريكي بدأ ينفض يديه عن عملاءه، مما يشجع مناضلي شعبنا في شمال الوطن الى تكثيف العمل للاطاحة برؤوس الفساد وأعادة الحقوق للمظلومين والمحرومين من أبناء شعبنا الكردي عن طريق نظام عدالة أجتماعي يحفظ لكل أنسان كرامته البشرية.

وللتغطيه على كل هذا الفساد والانتهاك الصارخ لحقوق الأنسان الذي يمارسه مسعود في شمال العراق تراه يعمد الى حرف الأنظار وتوتير الاوضاع والمطالبه بالمزيد من الأراضي ومغامرا بالشعب الكردي عن طريق التحرش بالجيران وأبتزاز الأخوان شركاء الوطن
وجعل الشعب الكردي أسير أبديآ لرغباته ورغبات عائلته المتحكمة بالبسطاء من ابناء هذا الشعب منذ مئة عام تقريبا عن طريق رئاستها للطريقه النقشبندية في فترات زمنية ماضية تلك الرئاسة للطريقة النقشبنديه أستغلت بدهاء لأضافة نوع من الهالة على هذه العائلة مما جعلها تتحكم بكثير من هؤلاء البسطاء وتشدد من قبضتها عليهم وتسحقهم فقرا وبؤسآ كما يفعل بعض المعممين ذلك في بقية أجزاء العراق

أن على مثقفي العراق ومخلصيه اليوم واجب وطني وأخلاقي في تعرية ما تقوم به هذه العائلة من ممارسات وأزالة صفة البطولة والقدسية عنها وفضح كل ما تقوم به من جرائم بحق الوطن والبسطاء،حتى يتم لفظهم وتخليص العراق من شرهم وشرور كل المفسدين في كل مكان من أرض العراق الطاهرة.

حيدر مفتن جارالله الساعدي
[email protected]