محمد حميدة من القاهرة: في خطوة من شأنها منع الإساءة الى رموز مصر او التشكيك في وطنيتهم من خلال الأعمال الفنية، يعتزم النائب محمد مصيلحي تقديم مشروع قانون يجرم من يسيء إلى رموز مصر او يشكك في وطنيتهم في الدورة البرلمانية المقبلة. وتأتي هذه الخطوة من جانب النائب عقب موافقة الرقابة المصرية على المصنفات الفنية على السماح بعرض الفيلم الأميركي quot;احبك يا رجلquot;في دور العرض المصرية والذي يتضمن إساءات بالغة الى الرئيس الراحل أنور السادات.

وقال محمد مصيلحي لـ quot;إيلاف quot; ان قانون العقوبات المصري بحاجة لإضافة مادة جديدة تجرم وتعاقب من يتعرض لرموز مصر او يشكك في وطنيتهم، مؤكدا ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لوقف عرض الفيلم الأميركي الذي يعرض في دور العرض المصرية حاليا والتحقيق مع المسؤولين الذين صرحوا بعرض هذا العمل المشين.

الفيلم من إخراج جون هامبورج، وسيناريو لاري ليفين، وتمثيل جاسون سيجيل وبول رود، وإنتاج شركة quot;دريم ووركسquot;، ويتضمن مشهدا حواريا بين شخصين يبديان إعجابهما بالكلب المرافق لهما، فيسأل أحدهما الآخر عن اسم الكلب، ليرد الثاني بأنه أنور السادات، الرئيس الأسبق لجمهورية مصر. فيسأله صديقه: هل أسميته السادات لأنك معجب بالرئيس المصري أنور السادات، فيرد عليه: لا، ولكن لأنه يشبهه تماما. وتركز الكاميرا على وجه الكلب ثم على صورة للرئيس السادات. وقد عرض الفيلم الكوميدي لأكثر من 11 أسبوعا، في دور العرض الأميركية إلا أن عرضه في مصر بعد حذف المشهد الخاص بالكلب.

وقد زاد التعرض لرموز مصر في الأعمال الفنية الأجنبية بشكل لافتفي الفترة الأخيرة وهو ما عزا البعض الى تسميته ب quot;الاختراق الاجنبي للرموز السياسية المصرية quot;، ونشبت حالة من الشد والجذب في العام الماضي بين مصر وإيران في أعقاب صناعة الأولى فيلما يسيء الى رمز مصر الراحل الرئيس السادات حمل اسم quot;إعدام فرعونquot; وتطاول عليه بشكل دعا أسرة الزعيم الى مقاضاة صناع الفيلم ، ودفع الباحث فتحي عثمان الى عمل فيلم عن رمز الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني ردا على فيلم إعدام فرعون لكن القصة تعرضت لمقصلة الرقابة على المصنفات الفنية ولا يزال المعترك بين الباحث والرقابة قائما في المحكمة.

وقد أثار موقف الرقابة المصرية بالسماح بعرض الفيلم من جانب، ورفض فيلم quot;الخميني بين الحقيقة والخيال quot;للباحث المذكور على الجانب الأخر، حالة من الدهشة والاستنكار، حيث جاء فى حيثيات رفضها لفيلم الخميني بين الحقيقة والخيال بانها quot;ترفض مقابلة الإساءة بإساءة لما ان الفيلم يتعرض لرمز اسلامي ديني هو الإمام الخميني quot;، إلا أنها وافقت على الإساءات التي تضمنها فيلم quot;احبك يا رجلquot; الى الرئيس السادات. وقال فتحي عثمانلـ quot;إيلافquot; ان موقف الرقابة مستغرب ويدعو الى التساؤل حول حقيقة دورها، كيف تحجر على أعمال إبداعية بحجة أنها تسيء الى رموز أجنبية بينما تسمح بعرض أعمال على الجانب المقابل تتطاول على رموز مصر مثل رجل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات،quot;انه تناقض واضح .. هو حلال على الاجانب وحرام على المصريين!!quot;. وطالب عثمان بضرورة إجراء تحقيق مع المسؤولين الذين أجازوا الفيلم وسمحوا بعرضه ومعرفة دوافعهم ومعاقبة صناع الفيلم ايضا وفقا لقانون العقوبات حتى يكون ذلك رادعا لمن تسول له نفسه التطاول او الإساءة لرموز لعبت دورا مهما في التاريخ المصري.

وليس quot;احبك يارجل quot;الأول من نوعه الذي يتناول رموز مصر بالإساءة ومن تعود به الذاكرة الى هوليوود يجد عشرات الأفلام التي تهاجم الرموز المصرية فضلا عن العشرات الأخرى التي تهاجم العرب والمسلمين وتسيء للإسلام والرسول الكريم (ص) بشكل فج وقذر، اعطت لها الحكومة ودن من طين واخرى من عجين وليس الفيلم الأميركي quot;حرب شارلى ولسونquot; الذي أساء إساءة بالغة إلى المشير عبد الحليم أبو غزالة عندما كان وزيرا للدفاع الوحيد، فهناك الفيلم الأميركي quot;تسليم المشتبه بهمquot; الذي يعبر عن قانون بالاسم نفسه، خرج بعد 11 سبتمبر يقضي بأن يتم استجواب كل مشتبه به من جنسية ما في بلده، وفي الفيلم يتم إرسال مصري لاستجوابه في مصر، فيلقى أشد وأقصى صنوف التعذيب، لينتهك الفيلم على الملأ سيادة الدولة المصرية. وليس فيلم quot; روح شاكيد quot; الاسرائيلي الذي تناول الأسرى المصريين ببعيد أيضا.