محمد الحمامصي: في ختام ملتقي القاهرة للإبداع الروائي أعلن فوز الكاتب الروائي إدوار الخراط بجائزته التي تبلغ قيمتها ما يقرب من مائة ألف جنيه مصري، وقد فاز بالجائزة في الدورات السابقة كل من عبد الرحمن منيف والطيب صالح وصنع الله إبراهيم الذي أعلن رفضه لها في ليلة لا تزال عالقة بذاكرة المثقفين المصريين، وكانت المنافسة في هذه الدورة أقل حدة من دورات الملتقي السابقة.
ضمت اللجنة التي اختارت الخراط كل من يمني العيد رئيسة وعضوية إبراهيم فتحي وسعيد يقطين ةعبد المنعم تليمة وفاطمة المحسن وإلياس فركوح، وأمانة د. أحمد مجاهد، وقد ألقي الخراط محاضرة طويلة تناول فيها رؤيته الروائية وتجربته عبر ما يزيد عن نصف قرن.
ويحتل الخراط مكانة بارزة علي خارطة الثقافة المصرية خاصة والعربية عامة وقد حظيت أعماله القصصية والروائية باهتمام نقدي كبير وترجمت الى العديد من اللغات كالإنكليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية وغيرها، وفضلا عن تجربته الإبداعية المتميزة فهو إلي القصة والرواية شاعر وناقد له باع طويل في التنظير ومترجم له العديد من الترجمات أشهرها رواية الحرب والسلام لتولستوى وفنان تشكيلي له أكثر من معرض وله أيضا كتابات نقدية في الفن التشكيلي. ومجمل كتبه في الإبداع والنقد والترجمة تتجاوز المائة كتاب.. من أهم أعماله القصصية والروائية: أبنية متطايرة (رواية) ـ حيطان عالية (قصص) ـ حريق الأخيلة (رواية) ـ ساعات الكبرياء (قصص) ـ اسكندريتي (كولاج قصصي) ـ رامة والتنين (رواية) ـ يقين العطش (رواية) ـ الزمن الأخير (رواية) ـ عمل نبيل (مختارات) ـ محطة السكة الحديد (رواية) ـ رقصة الأشواق (مختارات) ـ أضلاع الصحراء (رواية) ـ صخور السماء (رواية) ـ يا بنات اسكندرية (رواية) ـ الغجرية والمخزنجي ـ حجارة بوبيللو (رواية).. ومن أعماله الشعرية: (تأويلات: سبع قصائد إلي عدلي رزق الله)، (لماذا؟: مقاطع من قصيدة حب) و(ضربتني أجنحة طائرك)، و(سبع سحابات، دانتيللا السماء)..
وفي تصريح خاص أكد الخراط أن الأجيال الجديدة من كتاب الرواية علي اختلاف وتنوع اتجاهاتها تتمتع بروح المغامرة وأيضا ليس فقط الوعد والبشارة بل الانجاز والتحقق، هناك بالفعل مغامرات جديرة بالتقدير والاهتمام النقدي عند الأجيال الجديدة من الروائيين والقصاصين.
وعن موقف مسيرته الروائية الآن قال: ماذا تريد لي أن أقول، ماذا علي أن أفعل إلا أن أكتب وأستجيب لما يمكن أن أسميه أشواق الروح وأشواك العالم.
وردا علي تسأؤل بشأن مسيرته الروائية إلي أين أفضت رؤاها الإبداعية: هذا سؤال يوجه للنقاد، لا للكاتب، الكاتب يقوم بمهمته وللنقاد أن يقوموا بمهمتهم من تحليل وتقييم.
وعن الوضع الثقافي في مصر الآن أكد الخراط أنه ليس من السهل توصيفه، من ناحية الإبداع الروائي والقصصي الشعر هناك ازدهار ومغامرة واقتحام، هناك بلا شك انجازات، أما الناحية الثقافية العامة فهي تحتاج إلي أكثر من توصيف لأن هناك وضع معقد ومركب، هناك نوع من التهميش للثقافة الجادة والتي نسميها عادة الثقافة الرفيعة وهي مجرد الثقافة، وهناك نوع من الهيمنة أو السيطرة أو علي الأقل النفوذ الواسع لأجهزة الإعلام العريضة مثل التليفزيون، لكني أتصور أن الوضع الثقافي وخاصة فيما بالإبداع هو من الأشياء القليلة في حياتنا التي تدعو إلي التأمل والتفاؤل، بينما هناك أشياء كثيرة تدعو علي الأسى علي الأقل.