كل أمة تعتقد انها افضل الأمم. وتستند في ذلك الى كتبها الدينية والتاريخية.
ونحن بالمثل نرى اننا خير أمة اخرجت للناس.
لست عالم نحو، ولا أنا بالنابغة في اللغة العربية. لكني اقول ان كلمة quot;اخرجتquot; فعل ماض. واذا كنا خير أمة، فذلك كان في الماضي فقط. عندما كانت لنا هوية محددة.
كنا خير أمة في العلم..
كنا خير أمة في الهداية..
كنا خير أمة في التسامح..
نحن اليوم بلا علم، ولا تسامح، ولا نستطيع حتى ان نهدي انفسنا الى الطريق الصحيح، ناهيك عن ان نهدي الآخرين.
أقول ذلك بمناسبة حوار مع اصدقاء لي.
كانوا يسخرون من اليهود واسطورة الشعب المختار. كانوا يسخرون من الغرب المسيحي الكافر. قالوا اننا نحن المسلمون وحدنا خير أمة، لا اليهود ولا النصارى.
لن اقول ان اليهود اليوم هم افضل منا حالا، على مستوى القوة.
ولن اقول ان النصارى هم افضل من حيث العلم.
لكني سأقول قطعا اننا ما عدنا اليوم خير أمة لا في القوة ولا في العلم ولا في شيء.
حتى في اسلامنا، نحن مسلمون بالهوية، بالوراثة. والدليل اننا اليوم نحتل قائمة اكثر دول العالم تخلفا: اقتصاديا، علميا، وطبعا طبعا.. سياسيا!
نحن نعيش على ارث الماضي. نجتر الماضي. حتى استهلكنا كل بطولاتنا.. كل انتصاراتنا، وافرغنا تاريخنا من محتواه.
سأعطي مثلا بسيطا..
منذ احداث رسوم الكاريكاتير، ودعوات المقاطعة التي أخلت كل رفوف مخازننا وحتى صيدلياتنا من المنتجات الدنماركية.. ماذا عملنا باستثناء المظاهرات، وحرق السفارات؟
هل استطعنا ان ننتج اطعمة بديلة؟
حسن.. لننسى الاطعمة، فتلك قد تكون منتجات كمالية لمن شاء ان يحاجج..
ماذا اذا عن الادوية الدنماركية؟
قاطعناها.. فهل انتجنا بديلا لها؟ او على الاقل، هل فكر احد من دعاة المقاطعة في انتاج البديل؟
اذا كانت الحاجة ام الاختراع، فهناك حاجة لا تنتهي الى العلاج.. لكن اين هو الاختراع؟
هل بعد ذلك نقول اننا خير أمة اخرجت للناس؟
سأدعي هنا..
مجرد ادعاء..
انني قد عرفت الفارق الزمني الذي يفصل بيننا وبين اؤلئك (الكفار) الذين استطاعوا هزيمتنا بالعلم والعقل.
سأقول ان الفارق هو تحديدا 579 عاما. ويمكننا سويا الحساب..
حسب التقويم الميلادي نحن في العام 2007. وحسب التقويم الهجري نحن في العام 1427.
في الواقع ان الهجري الخاص بنا هو الميلادي الحقيقي الذي نحن عليه.
اي اننا في العام 1427 ميلادية. اي اننا ما نزال في القرن الخامس عشر الميلادي، من حيث العلم والتقدم.
ولا داعي لأن نخدر انفسنا بنشوة اننا الأمة الافضل، ونحن حتى اللحظة عاجزون عن اكتشاف دواء!

[email protected]