تفاوتت ردود أفعال المسلمين على محاضرة بابا الفاتيكان التي اقتبس فيها من المناظرة التي دارت بين الإمبراطور الروماني والمسلم الفارسي عندما قال الإمبراطور إن النبي محمد قد جاء بكل قبيح ومشين وأنه نشر دينه بحد السيف. والإسلام، كبقية الأديان الأخرى لم يسلم من النقد والتهكم منذ أن ظهر، كما لم تسلم المسيحية أو اليهودية من ذلك. وما زال الناس يكتبون في الصحف والكتب ويذيعون من الراديو والتلفزيون آراءهم ونقدهم للمسيحية واليهودية دون أن تنقلب الدنيا على رؤوسهم. وحتى الأفلام والمسرحيات تنتقد وتتهكم على المسيح وعلى موسى ولا يخرج الناس في مظاهرات ولا يحرقون دور السينما. وفي بداية الإسلام كان الناس في مكة يشتمون محمد ويتهكمون عليه وكانت آيات القرآن تنصحه بأن يصفح عنهم صفحاً جميلاً. وحتى في المدينة عندما كان بعض الناس يتهكمون على القرآن، نزلت الآيات على النبي تقول له: (وقد نزّل عليكم في الكتاب إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (النساء 140). وكذلك: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما يُنسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (الأنعام 68). وكذلك قال له: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون) ((الزخرف 83). وكرر نفس الآية في المعارج، 42. وأخيراً قال له: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون) (الأنعام 69). فالقرآن لم ينصح النبي أن يخرج في مظاهرة ويحطم كل شيء عندما يتهكم الناس من القرآن أو من النبي نفسه، وإنما نصحه أن يهجرهم ولا يجلس معهم. وكذلك نصحه بأن ليس على الذين آمنوا أن يحاسبوا الذين يخوضون في آيات الله لأن الله سوف يحاسبهم بنفسه. وحتى قبل ظهور الإسلام عندما جاء أبرهة بجيشه نحو الكعبة وطلب القرشيون من عبد المطلب جد النبي حماية الكعبة، قال لهم عبد المطلب (إنّ للبيت ربٌ يحميه). فإذا فهم عبد المطلب أن الله يحمي بيته ودينه، لماذا لا يفهم مسلمو اليوم أن الله يستطيع أن يحمي دينه ونبيه، خاصة أنه قال في القرآن: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم يفترون ). فالله جعل لكل نبي عدو من الإنس يتهكمون عليه ويتقولون عنه القاويل، ولو شاء الله لما فعلوا شيئاً. فإذا أمر الله نبيه أن يترك الأعداء يفترون الكذب عليه وعلى الله، لماذا يثور المسلمون للدفاع عن الإسلام بهذه الرعونة؟ ولماذا لا يتبعون ما قال به القرآن للنبي: (والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين) (المائدة 67). فالله قادر على أن يعصم نبيه من الناس والنبي ليس في حاجة للمسلمين ليدافعوا عنه. والله قادر أن يحفظ دينه، وقد قال: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) (الحجرات 9).
وقد نفهم أن تخرج الرجرجة والدهماء الذين يكونون الغالبية العظمى من مسلمي اليوم في مظاهرات كما حدث في إندونيسيا عندما خرج أكثر من مئة من أعضاء جماعة اسلامية اندونيسية متشددة خلال تظاهرة في جاكرتا تدعو الى quot;صلب الباباquot; بنديكتوس السادس عشر بعد تصريحاته حول الاسلام. ورفع المتظاهرون الناشطون في جبهة المدافعين عن الاسلام، لافتات كتب عليها quot;اصلبوا الباباquot; وquot;الفاتيكان محور الشيطانquot; وquot;النبي عظيم والبابا صغير وحقيرquot;.(إيلاف 18 سبتمبر 2006). ولكن نعجز أن نفهم أن يدافع أساتذة في الجامعات الإسلامية، مثل الدكتور أحمد الطيب، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر، عن الإسلام ونبيه بكليشهات محفوظة تطير في وجه الحقائق المعروفة في التاريخ الإسلامي. فقد كتب د. أحمد الطيب مقالاً بعنوان quot;العقيدة والعقل وبابا الفاتيكانquot; بتاريخ 25 سبتمبر 2006، قال فيه، مخاطباً البابا: (ألا تتفقون معي في أن المسيحية هي أحفل الأديان بخوارق العادات وأكثرها اعتمادا علي المعجزات في إيمانها بالمسيح عليه السلامrlm;!rlm; وهل المعجزات إلا حوادث وتصرفات تتجاوز حدود العقل وتصطدم بشرائع الكون ونواميسهrlm;!!rlm; ثم ماهي أدلة العقول التي يمكن أن أعثر عليها في الأناجيل للتصديق بسيدنا عيسي عليه السلام؟rlm;!rlm; أليست هي الخوارق والخوارق وحدهاrlm;!!rlm; وماذا كانت الأدلة التي أعتمد عليها التلاميذ الإثنا عشر الذين أرسلهم يسوع لهداية الناس؟rlm;!rlm; أليست هي شفاء المرضيrlm;,rlm; وإحياء الموتي من قبورهمrlm;,rlm; وإبراء الأبرص وطرد الشياطين والأرواح النجسةrlm;!!rlm; كما يخبرنا الإصحاح العاشر في إنجيل متيrlm;!!rlm; ثم ألا تتفق معي في أن الفيلسوف الألماني كانت الذي ورد ذكره في سياق محاضرتكم إنما أحال ملف الاعتقاد المسيحي برمته إلي العقل العمليrlm;,rlm; لأنه لم يستطع أن يؤسس هذا الاعتقاد علي أساس من العقل النظري وقال قولته الشهيرةrlm;:rlm; لقد اضطررت أن أرفع المعرفة لكي آخذ مكانا للايمانrlm;,rlm; بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحدهrlm;,rlm; يحفزهم إلي هذه العقلانية عشرات الآيات القرآنية التي تؤصل العقل كأساس للإيمان في أكثر منrlm;120rlm; موضعا كما ذكرناrlm;..rlm; بل تحفزهم الآية التي تقول فاعلم أنه لا إله إلا الله.) انتهى.
وليس بيننا من خلاف أن اليهودية والمسيحية أعتمدتا على المعجزات لإثبات نبوة موسى وعيسى، بينما لم يستطع محمد أن يأتي بأي معجزات عندما طلب منه القرشيون أن يأتي لهم بمعجزات مثل موسى وعيسى، وقال لهم القرآن في ذلك: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل الآيات إلا تخويفاً) (الإسراء 59). فمحمد لم تكن له آيات لأن الناس في الماضي قد كذبوا الآيات ولم يقتنعوا بها. فهل أتى محمد بالمنطق بدل الآيات ليقنع الناس بدينه؟ لا أعتقد ذلك. ولكن بدون أي اعتبار للحقائق يقول د. أحمد الطيب للبابا: (بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحدهrlm;). فمن هم فلاسفة الإسلام الذين ربطوا الإيمان بالعقل؟ هل قصد حجة الإسلام الغزالي الذي سفه الفلسفة والفلاسفة في كتابه quot;تهافت الفلاسفةquot; وكذلك في كتابه quot;إحياء علوم الدينquot;، أم قصد ابن حزم الأندلسي الذي قال في هجومه على المعتزلة عندما قدموا العقل على النقل: (لو عرف هذا الجاهل معنى العقل لم يجب بهذا السخف لأن العقل على الحقيقة إنما هو استعمال الطاعات واجتناب المعاصي وما عدا هذا فليس عقلاً بل هو سخف وحمق.) (الملل والنحل لابن حزم،ج2، ص 59). وقد أورد ابن خلكان ملخصا وبالجملة عن الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا، وقال: (ولكن أكثر العلماء على كفرهما وزندقتهما حتى قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال: لا نشك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا، وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 353). فالإمام الغزالي حكم بكفر الفاربي وابن سينا لأنهما استعملا العقل في مفهوم الإيمان. ويقول سيد قطب: (هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية) (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته للأستاذ سيد قطب، دار الشروق، ص 10).
وقد أفتى عدد كبير من فقهاء الإسلام بتحريم المنطق والعقل، فنجد مثلاً في كتاب quot;الحاوي للفتاوىquot; ما يلي: (مسألة - هل العقل أفضل من العلم الحادث أم العلم. الجواب - هذه المسألة اختلف فيها العلماء ورجحوا تفضيل العلم لأن الباري تعالى يوصف بصفة العلم ولا يوصف بصفة العقل وما ساغ وصفه تعالى به أفضل مما لم يسغ وإن كان العلم الذي يوصف به تعالى قديماً ووصفنا حادث فإن الباري لا يوصف بصفة العقل أصلاً ولا على جهة القدم ومن الأدلة على تفضيل العلم أن متعلقه أشرف وأنه ورد بفضله أحاديث كثيرة صحيحة وحسنة ولم يرد في فضل العقل حديث.) (الحاوي للفتاوى للإمام جلال الدين السيوطي، ج2، الفتاوى الأصولية الدينية، مبحث الإلهيات). فجلال الدين السيوطي يقول إنه لم يرد ولا حديث واحد في فضل العقل بينما وردت عدة أحاديث عن فضل العلم أي الشريعة الإسلامية.
وفي نفس الكتاب نجد في صفحة 339 (فن المنطق فن خبيث مذموم يحرم الاشتغال به، يُبنى بعض ما فيه على القول بالهيولى الذي هو كفر يجر إلى الفلسفة والزندقة وليس له ثمرة دينية أصلاً بل ولا دنيوية - نص على مجموع ما ذكرته أئمة الدين وعلماء الشريعة فأول من نص على ذلك الإمام الشافعي رضي الله عنه ونص عليه من أصحابه إمام الحرمين والغزالي في آخر أمره وابن الصباغ صاحب الشامل وابن القشيري ونصر المقدسي والعماد بن يونس وحفده والسلفي وابن بندار وابن عساكر وابن الأثير وابن الصلاح وابن عبد السلام وأبو شامة والنووي وابن دقيق العيد والبرهان الجعبري وأبو حيان والشرف الدمياطي والذهبي والطيبي والملوي والأسنوي والأذرعي والولي العراقي والشرف بن المقري وأفتى به شيخنا قاضي القضاة شرف الدين المناوي، ونص عليه من أئمة المالكية ابن أبي زيد صاحب الرسالة والقاضي أبو بكر ابن العربي وأبو بكر الطرطوشي وأبو الوليد الباجي وأبو طالب المكي صاحب قوت القلوب وأبو الحسن ابن الحصار وأبو عامر بن الربيع وأبو الحسن ابن حبيب وأبو حبيب المالقي وابن المنير وابن رشد وابن أبي جمرة وعامة أهل المغرب.) فهذه قائمة ببعض علماء الإسلام الذين أفتوا بحرمة المنطق وعلم الكلام والعقل. أما ابن نجيم فيقول: ( العلم أفضل من العقل عندنا خلافاً للمعتزلة) (البحر الرائق لابن نجيم، ج8، كتاب الكراهية).
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول عن العقل: (فكذلك القلب الذي اعتقد قيام الدليل العقلي القاطع على نفي الصفات أو بعضها أو نفي عموم خلقه لكل شيء أو نفي أمره ونهيه أو امتناع المعاد أو غير ذلك لا ينفعه الاستدلال عليه في ذلك بالكتاب والسنة إلا مع بيان فساد ذلك المعارض ، وفساد ذلك المعارض قد يعلم جملة وتفصيلا ، أما الجملة فإنه من آمن بالله ورسوله إيمانا تاما وعلم مراد الرسول قطعا تيقن ثبوت ما أخبر به وعلم أن ما عارض ذلك من الحجج فهي حجج داحضة من جنس شبه السوفسطائية كما قال تعالى ، والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ، سورة الشورى 16 ، وأما التفصيل فبعلم فساد تلك الحجة المعارضة وهذا الأصل نقيض الأصل الذي ذكره طائفة من الملحدين كما ذكره الرازي في أول كتابه نهاية العقول حيث ذكر أن الإستدلال بالسمعيات في المسائل الأصولية لا يمكن بحال لأن الإستدلال بها موقوف على مقدمات ظنية وعلى دفع المعارض العقلي وإن العلم بإنتفاء المعارض لا يمكن إذ يجوز أن يكون في نفس الأمر دليل عقل يناقض ما دل عليه القرآن ولم يخطر ببال المستمع) (تعارض العقل والنقل لابن تيمية، ج1، ص 7). فهاهو شيخ الإسلام ابن تيمية يفتي بإلحاد الرازي لأنه استعمل الدليل العقلي في مناقشة الإيمان.
فهذه أمثلة مما قاله معظم فقهاء الإسلام الذين كفّروا المعتزلة وأهل الكلام والفلسفة وحرقوا الفلاسفة مع كتبهم وحرقوا كتب أخوان الصفا. وما زال الجامع الأزهر يصادر الكتب ويمنع الأعمال الفنية لأنه لا يثق بعقل القارئ المسلم في معرفة الصالح من الطالح. ومع ذلك يخاطب الدكتور أحمد الطيب البابا بقوله: (rlm;..rlm; ومالي أذهب بعيدا وهذا هو القديس أنسليم يقولrlm;:rlm;يجب أن تعتقد أولا بما يعرض علي قلبك دون نظرrlm;..rlm; ولكم أن تقارنوا بين الإيمان المسيحي الذي يشترط عدم النظر العقلي وبين الإيمان الإسلامي الذي يشترط سبق النظر العقلي علي كل خطوة في مشوار الإيمانrlm;.rlm; ووقتها سنعرف إن كان الإسلام دين عقل أو دين خوارق مضادا للعقل ومضادا لجوهر اللهrlm;.) انتهى.
أي عقل عناه د. أحمد الطيب وهو لا شك قد قرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال: (كلام الله ورسوله هو الإمام والفرقان الذي يجب إتباعه فيثبتون ما أثبته الله ورسوله وينفون ما نفاه الله ورسوله ويجعلون العبارات المحدثة المجملة المتشابهة ممنوعا من إطلاقها نفيا وإثباتا لا يطلقون اللفظ ولا ينفونه إلا بعد الإستفسار والتفصيل فإذا تبين المعنى أثبت حقه ونفى باطله بخلاف كلام الله ورسوله فإنه حق يجب قبوله وإن لم يفهم معناه وكلام غير المعصوم لا يجب قبوله حتى يفهم معناه) (تعارض العقل والنقل، ج1، ص 29). فإذا كان على المؤمن أن يقبل كلام الرسول حتى وإن لم يفهم معناه، ألا يعني هذا أن كلام الرسول لا يخضع للعقل ولا للمنطق؟ فأين الإيمان العقلي الإسلامي الذي يتفوق على الإيمان المسيحي المبنى على المعجزة؟
ويستمر شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول: (فإن الناس متفقون على أن كثيرا مما جاء به الرسول معلوم بالإضطرار من دينه كإيجاب العبادات وتحريم الفواحش والظلم وتوحيد الصانع وإثبات المعاد وغير ذلك ، وحينئذ فلو قال قائل إذا قام الدليل العقلي القطعي على مناقضة هذا فلا بد من تقديم أحدهما فلو قدم هذا السمعي قدح في أصله وإن قدم العقلي لزم تكذيب الرسول فيما علم بالاضطرار أنه جاء به وهذا هو الكفر الصريح فلا بد لهم من جواب عن هذا ، والجواب عنه أنه يمتنع أن يقوم عقلي قطعي يناقض هذا ، فتبين أن كل ما قام عليه دليل قطعي سمعي يمتنع أن يعارضه قطعي عقلي ، ومثل هذا الغلط يقع فيه كثير من الناس يقدرون تقديرا يلزم منه لوازم) (تعارض العقل والنقل، ج1، ص 31). فالدليل العقلي لا يجوز أن يتعارض مع ما سمعه أحدهم من النبي ورواه عن طريق العنعنة. فهل هذا هو الإيمان العقلي الذي عناه د. أحمد الطيب؟
وبدون أي مراعاة للحقيقة يقول د. أحمد الطيب: (المغالطة المكرورة والمملولة أيضاrlm;,rlm; والتي تقول إن الإسلام جاء بالسيف وبالعدوان فإني أستسمح البروفيسور الكاثوليكي خوري في أن أذكره بأن نبي الإسلام لم يقل لنا في القرآنrlm;:rlm;لاتظنوا أني جئت لألقي سلاما علي الأرضrlm;.rlm; ما جئت لألقي سلاما بل سيفاrlm;..rlm; فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيهrlm;,rlm; والأبنة ضد أمهاrlm;..rlm; ألخ ولم يأمرنا نبي الإسلام بأن نتعامل مع أعدائنا بأنrlm;:rlm;نقتل جميع الرجال والنساء والأطفال والرضع والبقر والغنم والإبل والحميرrlm;..rlm; وسعادة البروفيسور الكاثوليكي أعلم مني بهذه النصوص وبمن نسبت إليهrlm;,rlm; وفي أي الكتب المقدسة تقرأ وتتليrlm;..rlm; وهاهنا حوار عميق يمنعني ديني من الانجراف إليهrlm;..rlm; وأكتفي بالإشارة إلي أن النساء والأطفال والرضع والبقر والغنمrlm;..rlm; ألخrlm;.rlm; يحرم قتلهم في شريعة الإسلامrlm;,rlm; حتي وهم في معسكر العدوrlm;) انتهى.
وربما نسي د. أحمد أو تناسى أن يذكر أن القرآن يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وأخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأؤلئك هم الظالمون) ( التوبة 23) أليس هذا تفريقاً بين االأب والابن وبين الأخ وأخيه؟ أما قتل الأطفال والنساء فيكفي أن يقرأ د. أحمد الطيب تفاصيل قتل أطفال بني قريظة الذين أنبتوا شعر عاناتهم، وكذلك فتاوى الفقهاء الذين أجازوا قتل الأطفال والنساء إذا تترس بهم العدو. وما فتوى الشيخ القرضاوي عن قتل أطفال ونساء اليهود ببعيدة عن الأذهان.