اعتبر استراتيجية بوش الجديدة في العراق ايجابية
طالباني : انهاء العنف الطائفي مسؤوليتنا


أسامة مهدي من لندن : اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني ان استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش الجديدة في العراق ايجابية لكنه اشار الى ان جانبها الامني العسكري لن يحقق تقدما مالم يتزامن مع تحرك سياسي واقتصادي وتفعيل للمصالحة الوطنية مؤكدا ان التصدي للعنف الطائفي هو من مسؤولية الحكومة العراقية في اشارة لتقارير ذكرت ان القوات الاميركية ستضرب بقوة مسلحين متطرفين شيعة وسنة . وقال طالباني في بيان حول الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم إن الأفكار التي طرحها بوش تمثل انطلاقة جديدة لتحسين الأوضاع الأمنية وهي تتناسق وتتماشى مع الخطط التي وضعتها الحكومة العراقية لمواجهة الإرهاب والقضاء على كل أنواع العنف والتجاوز على القانون وحصر السلاح بيد الدولة.


وشدد على ان إنهاء العنف الطائفي هو مسؤولية العراقيين في حين أن محاربة الإرهاب هي مسؤولية مشتركة للجميع وان مهمة حفظ الأمن والاستقرار هي في خاتمة المطاف قضية مركزية للدولة العراقية واوضح إن السلطة التنفيذية العراقية تبذل قصارى الجهود للاستفادة من المتغيرات الجديدة التي طرحتها إستراتيجية الرئيس بوش واستثمار ما توفره من فرص للإسراع في انجاز الخطط الموضوعة لضمان امن المواطن واستقرار البلاد .. وفيما يلي نص البيان :

quot;يمر بلدنا العراق بفترة بالغة الحساسية في تاريخه، ويواجه عقبات وصعوبات كأداء تعترض مسيرته نحو الأمن والاستقرار والديمقراطية ويحظى كفاح العراقيين في سبيل تجاوز الصعاب بتعاطف الكثيرين في العالم وبدعم من أصدقائنا وحلفائناquot;.
وفي هذا السياق اطلعنا باهتمام فائق على ما عرضه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد جورج دبليو بوش من تعديلات ايجابية على إستراتيجية بلاده التي تقود قوات التحالف الدولي العاملة بالتعاون مع القوات العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار وتهيئة مستلزمات البناء الديمقراطي السلمي والنهوض الاقتصادي.


ورغم الإدراك الكامل لأهمية الجانب الأمني العسكري، فإن الرئاسة العراقية ترى أن أي تقدم على هذا المحور لن يكون دائما وراسخا ما لم يتزامن مع تحرك حثيث على المحورين السياسي والاقتصادي وهو الأمر الذي يتحقق بتفعيل مشروع المصالحة الوطنية وإعادة النظر في عدد من القوانين واللوائح التشريعية من اجل تحقيق إجماع على الثوابت الوطنية.


إن الأفكار التي طرحها فخامة الرئيس تمثل انطلاقة جديدة لتحسين الأوضاع الأمنية وهي تتناسق وتتماشى مع الخطط التي وضعتها الحكومة العراقية لمواجهة الإرهاب والقضاء على كل أنواع العنف والتجاوز على القانون، وحصر السلاح بيد الدولة. وهذه أهداف أساسية تتوخى تحقيقها خطة امن بغداد التي وضعت بإشراف دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي.ونحن إذ نقدر عالي التقدير جهود وتضحيات الحلفاء والأصدقاء، نود التأكيد على أن إنهاء العنف الطائفي هو مسؤولية العراقيين في حين أن محاربة الإرهاب هي مسؤولية مشتركة للجميع، وان مهمة حفظ الأمن والاستقرار هي في خاتمة المطاف قضية مركزية للدولة العراقية.إن السلطة التنفيذية العراقية تبذل قصارى الجهود للاستفادة إلى أقصى حد من المتغيرات الجديدة التي طرحتها إستراتيجية الرئيس بوش، واستثمار ما توفره من فرص للإسراع في انجاز الخطط الموضوعة لضمان امن المواطن واستقرار البلاد.

جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق

ويأتي موقف طالباني هذا بعد ان كشفت مصادر في بغداد وواشنطن أن الحكومة العراقية فوضت الجيش الأميركي بمباشرة استهداف الميليشيات المتطرفة الشيعية والسنية الضالعة في أعمال العنف الطائفي وقادتها وفرق الموت في بغداد ورفعت القيود التي كانت تفرضها على العمليات العسكرية الأميركية في مدينة الصدر معقل المسلحين المتشددين من أنصار رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدرالذي يقود جيش المهدي بمسلحيه الذين يتجاوز عددهم ثمانية الاف فرد .
واضاقت المصادر ان هذه التدابير الجديدة تأتي في إطار تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للرئيس الأميركي جورج بوش عشية إعلانه عن الاستراتيجية الجديدة في العراق، الوفاء باستحقاقات الخطة.

ومن جانبه قال السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد ان بعض القادة العراقيين أخطأوا التقدير عندما ظنوا أن الدعم الاميركي سيستمر دون شروط لكنهم يدركون الان أن صبر الشعب الاميركي ينفد.وفي مقابلة مع شبكة quot; سي.ان.ان quot; امس قال زاد ان المالكي أدرك ان المساعي الديبلوماسية لم تنجح في حل الميليشيات الشيعية وان الوقت حان للتحرك, واوضح ان الحكومة العراقية مستعدة هذه المرة لاتخاذ تحرك حاسم . واضاف quot; الرئيس (جورج بوش) كان حازما منذ البداية وبعض الناس ربما أخطأوا التقدير بظنهم أنهم مهما فعلوا أو لم يفعلوا فسيستمر الدعم بسبب الموقف الثابت الذي اتخذه الرئيس منذ البداية.. الرئيس بعث برسالة جيدة وشديدة للغاية بأن صبر الشعب الامريكي ينفد quot;.


واكد خليل زاد أن المالكي قدم التزاما باتخاذ اجراءات صارمة ضد الميليشيات الشيعية وهو مطلب أساسي من واشنطن والاقلية العربية السنية التي تلقي على عاتق الميليشيات مسؤولية ادارة فرق اعدام .
وعندما سئل ان كان المالكي سيتصدى بالفعل لجيش المهدي هذه المرة أجاب خليل زاد quot; تعهد بذلك لرئيس الولايات المتحدة. لن يكون هناك مخبأ. أخبرني أنه منح المساعي الديبلوماسية مع الميليشيات فرصة والان سيتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لانجاز هذه المهمة.. هذه أفضل فرصة لديهم للتحرك واذا لم يتحركوا فانهم يدركون أن هناك الكثير على المحك بالنسبة لهم أيضا quot;.

وكان الوكيل الشرعي للمرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني قد طالب الحكومة العراقية خلال خطبة الجمعة امس ب'الحزم واتخاذ القرارات' محذرا من ان 'الفشل سيقضي على الجميع'.وقال أحمد الصافي امام آلاف المصلين في مرقد الإمام الحسين وسط كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) ان 'الوضع بحاجة الى حزم واتخاذ قرارات من الحكومة التي يريدها الشعب قوية، والا فإن الفشل سيحصد الجميع'. وأكد ان الشعب 'بحاجة الى حكومة قوية تستطيع تحديد المشاكل ومعالجتها، فهو ما يزال ينتظر حل مشاكله، بينما يبدو على المسؤولين الارتباك بسبب عدم الوفاء بوعودهم'.


وحذر الصافي من ان 'الشعب العراقي هو الخاسر في حال حدوث شيء ما'.كما انتقد في الوقت ذاته اعلان الحكومة خطة أمنية قائلا 'سمعنا ان هناك خطة أمنية جديدة لقد نفذت خطط سابقة ولم تنجح لأن فيها سلبيات وهكذا يستمر وضع الخطط وأرواح الناس تزهق'. واتهم الصافي 'التكفيريين' بذلك قائلا ان 'حالات القتل والتشريد والتنكيل أصبحت مستشرية بشكل هجمة شرسة على العراق من قبل التكفيريين'.وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد)، شدد امام جمعة النجف صدرالدين القبانجي المقرب من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على 'ضرورة توحيد السلاح بيد الدولة يجب ألا تكون هناك حكومات متعددة في الدولة الواحدة'. وقال ان 'الميليشيات غير الارهابية مدعوة الى الالتحام بمؤسسات الدولة'.