رام الله (الضفة الغربية): قال طوني بلير مبعوث اللجنة الدولية الرباعية للشرق الأوسط، إن القضية الفلسطينية جوهرية ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين بل من أجل الإستقرار العالمي. وقال بلير في مقابلة مع جريدة القدس اليومية الفلسطينية نشرت يوم الأربعاء quot;أعتقد بصدق أن القضية الفلسطينية جوهرية ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين بل من اجل الاستقرار العالمي.quot; وأضاف قائلاً: quot;اعتقد انه اذا تمكنا من اقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام بجوار اسرائيل فلن تكون هذه الخطوة مهمة بحد ذاتها بل ستكون رمزًا للوفاق والسلام في كل مكانquot;.

ومضى بلير قائلاً إن هناك املاً وهناك عوامل زخم للتحرك حتى ولو لم تثمر هذه العوامل النتيجة المرجوة حتى الان. وقال quot;الا ان الثلاثة اشهر القادمة ستكون حاسمة في ترجمة ذلك الى اشياء ملموسة. بالنسبة الى الاسرائيليين فإن املهم الاكبر هو الامن وقيام دولة فلسطينية مسالمة ولن يتحقق السلام في هذه المنطقة ما لم تقم هذه الدولةquot;.

وكان بلير وصل الاراضي الفلسطينية يوم الثلاثاء والتقى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض كل على حده ولم تصدر اي تصريحات حول ما جرى في اللقاءين. ومن المقرر ان يزور بلير مدينة الخليل يوم الاربعاء. وتهدف مهمة بلير في الشرق الاوسط الى مساعدة الفلسطينيين على بناء قدراتهم الاقتصادية وبناء مؤسساتهم لاقامة دولتهم.

وقال بلير للصحيفة quot;ما سأقوم به له علاقة بالاقتصاد ولكني اعتقد انه لا بد من حدوث ثلاثة اشياء بالفعل. اولاً يجب ان يكون هناك فهم سياسي قوي وهذا ما يقوم به الرئيس عباس ورئيس الوزراء (الاسرائيلي ايهود) اولمرت، وثانيًا يجب ان تكون هناك خطة فلسطينية لقيام الدولة وليس مجرد قطعة الارض.. فهناك قواعد للحكم ومؤسسات وقوة امنية ملائمة ونظام تعليم وضمان اجتماعي ولذلك نريد من مؤتمر السلام ان يركز على ذلك.quot; واضاف قائلا quot;وثالثا وبصراحة اشياء تحدث على ارض الواقع منها التطوير الاقتصادي ونعمل على سلة من المشروعات مع السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية وهذا مع الامرين السابقين ضروري للعمل على كل المساعدات معا وفي الوقت نفسه.quot;

وفي رده على سؤال عن توفير ضمانات لعدم قيام اسرائيل بتدمير مشاريع اقيمت بمساعدة المجتمع الدولي قال بلير quot;لابد من الاهتمام بهذه النقطة وهذا ما قلته للجنة الرباعية طيلة الوقت وهو اذا ما قمنا بالتنمية الاقتصادية ولكن دون اتفاقية سياسية فهذه التنمية لن تكون مجدية واذا لم تتوفر القدرات الفلسطينية فلن تكون هناك اتفاقية سياسية لانه بالنسبة للاسرائيليين لا يتعلق الامر فقط بالأراضي، ولكن بنوعية الدولة الفلسطينية وهل ستكون شريكًا أمنيًا مناسبًا أم لاquot;.

ويستعد الفلسطينيون لعرض مجموعة من المشاريع على اجتماع الدول المانحة المقرر عقده في ديسمبر كانون الاول القادم. وقال رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة فياض ان الاجتماع سيعقد على الاغلب في باريس بمشاركة دولية واسعة وسط توقعات بالحصول على دعم مادي كبير للمشاريع التي سيتم الانتهاء من اعدادها قبل نهاية الشهر وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال بلير للصحيفة quot;سأركز على محاولة مساعدة الفلسطينيين للحصول على دولة. ولا يمكن الفصل بين الشؤون الامنية والسياسية المتداخلة ولكني سأركز على التأكد من اجندة العمل الفلسطينية التي ستنشر في كانون الاول المقبل للحصول على موافقة الدول المانحة من اجل ان يقوم المجتمع الدولي بتقديم المساعدة والمهم ان نحدث التغييرات المطلوبة... وما اركز عليه انا هو القدرات الفلسطينيةquot;.

وحول والوضع في قطاع غزة قال بلير quot;المهم بالنسبة إلى غزة هو ايجاد ظروف لمواطني غزة ان يكونوا عند توفرها شركاء في الدولة الفلسطينية العتيدة... لذلك يجب حل المشكلة بعناية كبيرة فهي قضية صعبة ولكن من وجهة نظري يمكن اذا تحركت العملية (السلمية) فكل شيء ممكنquot;. وأضاف quot;المهم هو تلبية حاجات الناس في غزة... المهم عدم التقليل من معاناة مواطني غزةquot;.

وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد هزيمتها قوات الامن التابعة لعباس في يونيو حزيران الماضي فيما وصف بأنه أسوأ اقتتال داخلي تشهده الاراضي الفلسطينية. وسقط في القتال ما يقرب من 190 قتيلاً من الجانبين اضافة الى عشرات الجرحى.