جواد الحسناوي
إيلاف من بغداد: كشف جواد الحسناوي القيادي في التيار الصدري جوانب مما وصفه بالتغلغل الإيراني في العراق وخاصة في محافظات الجنوب والفرات الأوسط وخاصة كربلاء حيث يشغل منصب نائب المحافظ، المنصب الثاني إلى جانب منصب المحافظ الذي يشغله عقيل الخزعلي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية ومسؤول الحزب في المحافظة.

وقال الحسناوي لـ quot;ايلافquot;: quot;إن الوجه الأول لهذا التغلغل جاء عبر عبور عشرات الآلاف من عناصر المعارضة السابقة إلى العراق من إيران بعد أن قضوا عقودًا طويلة هناك، وتمكنت المنظومة الاستخبارية والعسكرية الإيرانية من غسل أدمغة الكثير منهم وتحويلهم إلى عناصر منفذة بالكامل للأجندة الإيرانية في العراق، ماسخين بذلك الصورة المثلى لتاريخهم النضالي والصورة المثلى لمسميات كبيرة في تاريخ العمل الإسلامي ومنها فكر حزب الدعوة الإسلامية الذي أرسى قواعده الشهيد محمد باقر الصدر من أجل مجتمع عراقي موحد يدار بحكم إسلامي عادل لامجال فيه للطائفية المقيتة وأجنداتها العفنة التي عملت هذه الشخصيات للترويج لها في المشروع السياسي العراقي بعد إسقاط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 تنفيذًا مباشرًا لأجندة إيرانية عجلت بملء فراغ السلطة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، ووضعت كذلك الخطوط العريضة لتشكيل مؤسسة السلطة في العراق عمومًا والسلطات المحلية في المحافظات الشيعية الجنوبية بشكل خاصquot;.

وأضاف الحسناوي quot;ان بعضهم من عناصر أحزاب المعارضة السابقة وبعد تثبيت أقدامهم في هذه المحافظات ووصولهم المبكر إلى هرم السلطة الأعلى أصبحوا لاحقًا غطاء متينًا لعمل ضباط الاطلاعات الإيرانية بشكل مباشر الذين تقوم بإدخالهم من الحدود شركات سياحية دينية توجد مكاتبها داخل منطقة ما بين حرمي العباس والحسين عليهما السلام، وتتبع بشكل مباشر إلى منظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى والتي تشكلت وامتلكت جانبًا مهمًا من الخبرات الأمنية والاستخبارية في إيران خلال عمل المعارضة السابق في إيران، وتسلمت أعلى المناصب الأمنية في الجهاز الأمني والعسكري من خلال قرار دمج المليشيات سيئ الصيت رقم 91 خلال فترة مجلس الحكم المنحل أدبان فترة إدارة الحاكم المدني للعراق السفير بول بريمير، القرار الذي وفر الغطاء الكاف لبعض الأحزاب الإسلامية ومنها حزب الدعوة الإسلامي والمجلس الأعلى لزج عشرات الآلاف من عناصرها في الأجهزة الأمنية والعسكرية وبرتب كبيرة، على الرغم من ان اغلب أفراد هذه العناصر لا يمتلك شهادات التعليم الأولية حتى درجة التعليم الابتدائيquot;.

وأكد الحسناوي quot;أن استلام السيد باقر صولاغ مهام وزارة الداخلية في حكومة الدكتور الجعفري أضاف أعدادًا كبيرة من عناصر مليشيات حزب الدعوى والمجلس الإسلامي الأعلى إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهذه العناصر المنفذة لأجندات خارجية ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه متخذة من القواعد الشعبية الواسعة للتيار الصدري حبلاً لنشر غسيلها القذر عليهquot;.

وقال quot;لكن استتباب الوضع الأمني في العراق بفضل قراري التجميد الحكيمين لسماحة السيد مقتدى الصدر والثورة المباركة لأبناء عشائر العراق التي قادها شهيد العراق الكبير عبد الستار أبو ريشة ضد الزمر الإرهابية والتكفيرية، بالتزامن مع الزيادة العددية للقوات الأميركية بدءا من حزيران الماضي أماط اللثام عن الوجود القبيح لعنصر هذه المليشيات فاندفعت بقوة للانتقام من قواعد التيار الصدري مستهدفة حتى العوائل البريئة والأطفال الرضع، منتقمة من إلتزام العناصر المخلصة في التيار الصدري بقراري التجميد الحكيمين من سماحة السيد مقتدى الصدر لأن هذا الالتزام كشف الوجه القبيح لعناصر هذه المليشيات من جهة وأعطى أكثر من جهة معنية بالشأن العراقي اكتشاف شبكات تزوير كبيرة لمنح الشهادات العلمية لإفراد هذه المليشيات من ألاميين لتبرير بقائها في المناصب العليا ومنها الأمنية التي هناك الكثير من أبناء العراق من هم أحق من أفراد هذه المليشيات، والتي طاردتهم هذه العناصر بالاعتقالات والتصفيات والتهجير، مضيفًا أن عناصر هذه المليشيات وبحكم استلامهم لأعلى المناصب الأمنية استحوذت على الغطاء الكافي لإدخال عناصر المخابرات والتخريب الإيرانية التي اخترقت الجسد العراقي وبشكل امن إلى ملذاتها الآمنة في العراق ومنها للأسف الضريح العلوي الطاهر في النجف وضريحي الأماميين الحسين والعباس في كربلاء، إضافة إلى مواصلة هذه شركات السياحة الدينية تلك وبغطاء المليشيات المخترقة لأجهزة الدولة كانت تواصل نقل كافة معدات الدعم اللوجستي وأجهزة الاتصالات والأسلحة المتطورة إلى هذه العناصر في ملاذاتها الآمنةquot;.

وقال الحسناوي quot;ان العناصر الموالية لإيران وبعيد سقوط النظام السابق مباشرة بدأت بالسيطرة على ضريحي الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) عبر حشد كافة أبناء الجاليات غير العربية وخاصة المنحدرين من اصول ايرانية على مستوى القيادة وتشكيل ما يعرف بقوة ما بين الحرمين الذي وصل العدد الإجمالي لها حاليًا إلى أكثر من سبعة آلاف عنصر مزودين بأحدث أسلحة القنص وبقية الأسلحة المتطورة والتي فاجأت الشارع الكربلائي، حين استخدمت على زوار الإمام الحسين في الزيارة الشعبانية الأخيرة، بعد أن بدأ تشكيل هذه القوة بتشكيل ما يعرف بالفوج الرابع المكون من ألف عنصر من الأصول غير العربية، وهو وان كان يسمى بالفوج الرابع ويستلم رواتبه من ميزانية الدولية إلا أن هذا الفوج حاله حال بقية عناصر مليشيا ما بين الحرمين البالغ إجمالي عددها أكثر من سبعة ألاف عنصر لايأتمر بأي من أوامر الحكومة المركزية في بغداد، وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية ولا بأمر الحكومة المحلية في كربلاء التي اشغل نائب مدير السلطة التنفيذية فيها، وإنما يستلم أوامره ومخصصات إضافية من أميني الحضرتين الحسينية والعباسية وان هذه المليشيا أحكمت سيطرتها بالكامل على مساحة محيطة بالروضتين الشريفتين تقدر بأكثر من 2 كم ، إضافة إلى داخل الروضتين، وحولتها إلى ثكنة عسكرية تنطلق منها أعمال الاغتيالات والتصفيات للعناصر العربية التي أدركت خطورة التمدد والنفوذ الإيراني في العراق ومنها شيوخ العشائر العربية والكفاءات الرافضة لسيطرة الجهلة والأميين وعملاء النظام الإيراني وقيادات التيار الصدريالداعية إلى المرجعية العربية والرافضة للنفوذ الإيراني وخطورته في العراق خاصة بعد انكشاف خطورة هذه الدور أمام الشارع العراقي بشكل عام والشارع الكربلائي بشكل خاصquot;.

وأضاف quot;ان إيرادات الحضرتين العباسية والحسينية في كربلاء تتجاوز الثلاثة مليار دينا شهريًا ، تستخدم في غالبيتها في تمويل وتسليح عناصر هذه المليشيا التي تسعى لإسقاط المدينة بالكامل تحت نفوذ العناصر الإيرانية الولاء وتعميم ايرنة الجنوب على كافة المحافظات الأخرى
وأشار الحسناوي ان مكاتب شركات السياحة الدينية الواقعة داخل محيط الروضتين العباسية والحسينية والمتمتعة بحماية أفراد هذه المليشيا تمتلك مكاتب أخرى لتقديم كافة الوثائق المزورة لعناصر المخابرات الإيرانية للتحرك بيسر عبر عموم العراق،مضيفا ان سيطرة العناصر الموالية لإيران على اغلب مفاصل الجهاز الإداري في المحافظة سمح باستصدار الكثير من الوثائق الثبوتية من خلال دوائر النفوس في المحافظة للعناصر الإيرانية ، وبعد ممانعة كبيرة ممن تحملوا وزر معارضة هذا النفر الضال البائع لوطنه نقلت عمليات التزوير هذه إلى محافظة النجف الاشرف.

لكن اشد ما يؤسف له في هذه الممارسات البشعة بحسب الحسناوي هو ان تحول الروضتين الطاهرتين منملاذًا للخائفين إلى سراديب وأقبية سوداء لممارسة أبشع وسائل التعذيب بحق الرافضين لهذه النفوذ، وان هذه العناصر وبالاستيلاء على اموال الاضرحة المقدسة والأموال الواردة من إيران وعبر وسائل القسر والإرهاب استولت على الكثير من الأراضي والممتلكات العائدة للدولة ، ولم تكتف بذلك ونما مارست أبشع الوسائل لإجبار الأهالي للتخلي عن ممتلكاتهم من أراض وعقارات لإيراني الأصل من الوافدين السابقين إلى كربلاء أو من الوافدين الجدد التي زورت لهم المستمسكات العراقية أو تعاون واضح من زعماء السلطة المحلية المدعومين من بغداد.

ودعا الحسناوي الدول العربية الانفتاح الكامل على إخوتهم وأبناء عمومتهم من عرب العراق والشيعة منهم بشكل خاص لئلا يقتطع جنوب العراق إقطاعا خاصا للكشميري والشهرستاني والسندي وغيرهم الكثير في إشارة صريحة للعوائل والبيوتات المتحدرة من اصول غير عربية والتي لها القدح المعلى في السلطة والنفوذ في جنوب العرق في الظرف الراهن.