واشنطن: كشف الجيش الأميركي أنّ قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية استلمت قيادة عمليات البحرية الإيرانية في الخليج. وهذا يعني، وفقا لأكبر مسؤول عسكري ميداني أميركي، أنّ الخطوة quot;استراتيجيةquot; فضلا عن كونها تعني أنّ قوات البحرية الأميركية تعمل في نفس المياه التي تعمل فيها منظمة تعتبرها الولايات المتحدة quot;أكبر داعم للنشاط الإرهابيquot;.

وجاءت التصريحات من قبل الأدميرال مايكل مولين، قائد هيئة الأركان العسكرية الأميركية، الأربعاء، في معهد كارليسل، ردا على أسئلة من طلبة عسكريين. quot;

وإثر ذلك، أصدر الأسطول الخامس الأميركي من البحرين بيانا مكتوبا قال فيه quot;استنادا إلى أنشطة تمّت ملاحظتها في الخليج العربي خلال عدّة شهور ماضية، يبدو أنّ البحرية الإيرانية نقلت مناطق مراقبتها إلى المنطقة بين مضيق هرمز وخليج عمان، تاركة للبحرية التابعة لحرس الثورة الإيرانية مهمة الحضور في الخليج العربي.quot; وتنظر البحرية الأميركية إلى حرس الثورة الإيرانية على أنّه أكثر عدائية من البحرية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.

وتشكلت قوات الحرس الثوري الإيراني عام 1979 quot;لحماية الثورةquot; وهو ما يتمّ تأوليه بصفة عامة على أنّ مهمته الأساسية تتمثّل في التأكّد من كون قوات الأمن الداخلي لن تهدد الدولة الثيوقراطية، وفقا للمحلل في مجموعة تفكير تابعة للبحرية الأمريكية في الإسكندرية بفرجينيا، ويليام سامي.

وقال مولين إنّ إيران quot;اتخذت قرارا استراتيجيا في الشهور الأخيرة لمنح كلّ الخليج إلى حرس الثورة لمدة السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.quot; وأضاف quot;إنها مسألة مهمة لأنني أعتقد أنّ جزءا من خلافنا مع إيران هو حرس الثورة بصفة خاصة.quot;

وطيلة الشهور الماضية، اتخذت قوات حرس الثورة الإيرانية مواقع لها قرب أنابيب النفط العراقية في أقصى الشمال من الخليج.

ويستخدم الحرس الثوري هذا الموقع كمركز مراقبة للمنطقة التي تتولى القوات الأمريكية عادة أمر مراقبتها.

وقال مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون إنّ تصريحات مولين تعكس مخاوفه بشأن، ليس فقط ملف إيران النووي، وإنّما أيضا شحنها للسلاح إلى أفغانستان والعراق ومواقفها بشأن إسرائيل.

وتعتقد الولايات المتحدة أنّ حرس الثورة هو من يتكفل بنقل الأسلحة، غير أنّها توقفت عن التصريح بذلك قائلة إنّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة المركزية الإيرانية.

وبفعل إجراءات جديدة تقررت بعد حادث احتجاز بحارة بريطانيين من قبل حرس الثورة، ومن ضمنها مراقبة الزوارق بطائرة مقاتلة وكذلك بسفينة حربية، فإنه من عادة قطع البحرية الأمريكية أن تكون على مقربة من البحرية الإيرانية.

غير أنّ مسؤولا أميركيا أوضح أنّ قوات حرس الثورة quot;نادرا ما تردّquot; على محاولات البحرية الأمريكية إقامة الاتصالات بين القطع البحرية.

واعتبر الكثير من كبار قادة البحرية الأمريكية القرار الإيراني quot;مهما من الناحية العسكريةquot; لأنّ لحرس الثورة أنشطة إرهابية حيث أنّ السفن الحربية الأمريكية لا تريد من القطع البحرية التابعة لحرس الثورة الإيرانية أن تبحر على مقربة منها.

ويرى محللون في تطور الأحداث تكتيكا يحبذه الحرس الثوري من خلال زرع الألغام واستخدام عدد كبير من الزوارق الصغيرة تكون مليئة بالمتفجرات أو غيرها من أجل ضمان اقتراب دائم من العدوّ.quot;

وقال ويليام سامي إنّ إيران quot;تريد أن تبعث برسالة مفادها أنّها جاهزة لأي احتمال عسكري وأنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها بضراوة.quot;

غير أنّ القرار الإيراني يمكن أيضا أن يدفع دول الجوار الخليجيين إلى الانضمام إلى قوات الولايات المتحدة التي حمت أمن الدول العربية في الخليج طيلة عقود، وفقا لسامي.