الانترنت الوسط المثالي لبث الإشاعات الانتخابية
أوباما: لست مسلماً وولائي للعلم الأميركي

بلقيس دارغوث من دبي: لا تقتصر الحملات الانتخابية في أميركا على الندوات والمقابلات الصحافية والبيانات الصحافية المنمقة والمدروسة بعناية، بل أصبحت المدونات وغرف الدردشة الاميركية تؤثر عميقا في شحن الرأي العام الأميركي لدرجة دفعت بالمرشحين تخصيص فريق يتابع كل جديد يطفو على شاشات أجهزة الكومبيوتر مؤيدا أو معارضا. وفيما يحتدم السباق نحو البيت الأبيض والمنصب الأهم في الولايات المتحدة الأميركية، تكثر الضربات الموجعة بين المرشحين لتسجيل نقاط أكثر أو تشويه صورة المرشح الآخر رغم تصريحات تنفي التوجه بالحملات إلى زوايا تثير مشاعر العنصرية سواء للعرق او الجنس، خصوصا وان المرشحين الاساسيين للحزب الديمقراطي هما رجل من أصل افريقي وامرأة، وفي حال فوز اي منهما فستكون سابقة في التاريخ الأميركي.

وتدور في أروقة منتديات الرأي والمدونات مؤخرا اشاعات حول مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة الأميركية باراك أوباما بأنه مسلم الهوى ويتخفى تحت عباءة الديانة المسيحية ليخفي حقيقة معتقداته الدينية. اوباما الذي ولد لاب كيني مسلم وأم مسيحية بيضاء، تربى تربية مسيحية وفق معتقدات والدته. وفي ندوة للحزب الديمقراطي في لاس فيغاس نفى اوباما الأنباء المتواترة نفيا قاطعا بالقول :quot; لنوضح الحقائق، أنا مسيحي أؤمن بالإنجيل، وأدين بالولاء للعلم الأميركيquot;.

ووفق صحيفة التايمز فإن اوباما عضو في كنيسة quot;شيكاغو تيرنيتي اوف كرايستquot; ويمارس مسيحيته بفاعلية. الا ان منافسيه من الحزب الجمهوري لا يوفرون فرصة لتذكير الناخبين الاميركيين بان اسم والده quot;حسينquot; والذي تخصص في الاقتصاد بجامعة هارفارد، وما لبث ان هجر عائلته عندما كان عمر ابنه سنتين.

ويقول مساعدو منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية ان الحديث عن العرق يؤذي بصورة كلينتون ولا يحشد لها الدعم، فعندما قالت كلينتون quot;ان اقرار المساواة بين البيض والسود في اميركا احتاج لرئيس quot;، ليندون جونسن انذاك، اعتبر الاميركيون من اصول افريقية ان في تصريحاتها تقليل من شأن إرث الناشط في الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر كينغ. وعمد فريق حملتها الانتخابية خلال اليومين الماضيين على تخطي هذه الجملة عبر إيضاح قصدها وتبريره بلقاءات ومقابلات صحافية.

وكان اوباما اشتكى من بعض شعارات مؤيديه وقال quot;يصدر عن البعض تصريحات لا أجرؤ شخصيا على قولها.. لا أود لحملتي الانتخابية أن تتخذ هذا المنحى العنصري، ووافقته هيلاري كلينتون على هذا الأمر قائلة quot;لدى كل منا مؤيدين لا يمكن السيطرة عليهم جميعا طبعا، ولا بد أن نقود هذه الحملة الى حيث نريد.quot;

وبعد فوز اوباما في ولاية أياوا ونجاح كلينتون المفاجئ في ولاية نيوهامشير، يحتدم السباق الديمقراطي نحو المكتب البيضاوي، ويسعى المرشحان المدعومان ماليا بشكل قوي إلى الفوز في ولاية نيفادا والتي لن تكون نقطة إضافية بل من المرجح أن تؤثر على اصوت الناخبين في كاليفورنيا، في الخامس من فبراير المقبل حيث سيكون لكاليفورنيا الدور الأبرز في تحديد مصير مرشح الحزب الديمقراطي وربما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فإما تكون أول امرأة أو أول أميركي من أصول افريقية.