إستمرار المواقف الشاجبة والمؤيدة لإستقلال

انقسام مجلس الامن حول كوسوفو

كوسوفيون وصرب يتظاهرون في عدد من الدول الاوروبية

برلمان كوسوفو اعلن استقلال الاقليم وقدم العلم

بريشتينا تحتفل بإستقلال كوسوفو

كوسوفو: باريس وواشنطن تعترفان ولندن في الطريق

الياس توما من براغ : بدأت دولة كوسوفو الجديدة تواجه جملة من التحديات بعد أن اختارت طريق إعلان الاستقلال الأحادي الجانب الأمر الذي اعتبر فريدا في أوروبا بهذا الشكل منذ انتهاء الحرب العالمة الثانية خاصة وانه لم يكن لها وضع الجمهورية في إطار اتحاد فيدرالي كما كان وضع جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي السابق التي تحولت إلى دول مستقلة بعد انهيار الاتحاد .

وتمثل مسالة الحصول على الاعتراف الدولي من التحديات الأكثر إلحاحية بوجه قيادة الدولة الجديدة لأنه من دونه لن يتم إضفاء الشرعية الدولية ولذلك سارع رئيس الدولة الجديدة فاتمير سيديو ورئيس الحكومة هاشم تاجي إلى توجيه رسائل لقادة 192 دولة في العالم تتضمن طلبات للاعتراف بالدولة الجديدة التي ستكون بمساحتها التي تقل عن 11 الف كم مربع وبسكانها المقدرين بنحو مليوني نسمة من الدول الصغيرة في أوروبا .

وبالنظر للدعم الأوروبي والأميركي القوي لإعلان الاستقلال الأحادي الجانب بالتوافق مع خطة مارتي اهتساري وإعلان الولايات المتحدة اعترافها اليوم بكوسوفو فان مسلسل الاعترافات سيظهر بسرعة في حين ستلاقي الدولة الجديدة صعوبات جمة في الانضمام إلى المنظمات الدولية بالنظر للموقف الروسي القوي المعارض لذلك.

وستواجه الدولة الجديدة على الأرجح بعد تيقن صربيا من عدم فعالية الإجراءات العقابية السياسية التي ستلجأ إليها إجراءات اقتصادية مثل قطع إمدادات الكهرباء والغاز والنفط غير أن استخدام هذه الأسلحة سيكون إشكاليا بالنسبة لصربيا لأنه سيلحق الضرر بصرب كوسوفو ولأنه سيجعل صربيا تخل بالتزاماتها الدولية بالنظر لكون صربيا تصدر الكهرباء إلى اليونان عبر كوسوفو أما بالنسبة لشبكات الاتصال الهاتفي فستطيع صربيا قطع الاتصالات الأرضية كون مفتاح كوسوفو الدولي لا يزال في صربيا غير أن شبكة الهاتف المحمول تابعه لشبكة مونت كارلو في حين تتزود شبكة الانترنت في كوسوفو من مقدونيا المجاورة.

ويكمن التحدي الأكبر الذي يمس حياة السكان الألبان في التحدي الاقتصادي والمعيشي فكوسوفو دولة فقيرة خمس السكان فيها يعيشون من تحويلات أقاربهم الذين يعملون في الغرب ونسبة البطالة تصل إلى 40 بالمائة في حين أن مستوى المعيشة في كوسوفو لا يزال على مستوى خمسة بالمائة من المعدل الوسطي للاتحاد الأوروبي ولهذا تنشط فيها عصابات المافيا على نطاق واسع ولاسيما منها المتخصصة بالدعارة وتهريب المخدرات.

ويتطلع الألبان إلى الدعم المالي والاقتصادي الأوروبي الذي سيتدفق إليهم والى دخول الاستثمارات الغربية عليهم خاصة بعد أن أشارت دراسة إلى وجود مناجم للفحم والذهب والحديد والنيكل والكروم غير أن مسالة دخول الاستثمارات سترتبط والى حد كبير بموضوع توفر الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

وستكون من التحديات الجديدة والقوية لقيادات ألبان كوسوفو أيضا الحصول على ثقة صرب كوسوفو الأمر الذي لن يكون سهلا في ظل موقفهم الرافض بقوة لخطوة الاستقلال ودعم بلغراد القوي لهم في هذا الأمر.

وبكل الأحوال فان من الواضح منذ الآن أن دولة كوسوفو الجديدة لن تكون دولة مستقلة بالمعني الحقيقي للكلمة وإنما دولة تحت الوصاية الأوروبية بالتوافق مع خطة مارتي اهتساري ولذلك فان الألبان لم يدخلوا فقط في حالة من الاختبار لقوتهم وإمكانياتهم وإنما دخلت معهم أوروبا والغرب أيضا في امتحان لإثبات أن الاستقلال الأحادي الجانب تحت الوصاية الذي تم اختياره للاتفاق على القانون الدولي كان خيارا واقعيا وانه الأفضل من ترك الأمور على حالها.