واشنطن: في إطار كلمته بمناسبة مرور خمس سنوات على بدء الحرب على العراق، اقتبس الرئيس الأميركي جورج بوش جزءاً من حديث سابق لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، استدل فيه على تحقيق تقدم في العراق، بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين. وقال بوش، في كلمته: quot;لقد قال أسامة بن لادن مرة أن الناس عندما يشاهدون حصاناً قوياً وآخر ضعيف، فغنهم بطبيعتهم سوف يختارون الحصان القويquot;، واستطرد الرئيس الأميركي قائلاً: quot;بهزيمة القاعدة في العراق، سوف نظهر للعالم أن القاعدة هي الحصان الضعيف.quot;

ووصف بوش سقوط نظام صدام بأنه يمثل أحد quot;لحظات النصرquot; في الحرب على العراق، التي أعطى الرئيس الأميركي الضوء الأخضر لقوات بلاده لشنها على الدولة العربية، في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات. وقال: quot;نتجية ما قمنا بعمله فقد أُغلقت غرف التعذيب والاغتصاب وسجون الأطفال التي كان يقيمها نظام صدام، ونتيجة ما قمنا بعمله فإن نظام صدام لن يمكنه مجدداً أن يغزو جيرانه أو يهاجمهم بالأسلحة الكيميائية.quot;

وأضاف الرئيس الأميركي قائلاً، في كلمته التي ألقاها الأربعاء: quot;نتيجة ما قمنا بعمله فقد أصبح العالم أفضل، كما أصبحت الولايات المتحدة أكثر أمناً.quot; وقال بوش إن quot;الإطاحة بنظام صدام حسين كانت قراراً صائباً، وأن المعركة التي تخوضها أميركا يمكنها أن تنتصر فيها، بل ويجب أن تنتصر.quot;

كما تطرق بوش أن زيادة القوات الأميركية في العراق في يناير/ كانون الأول عام 2007، قائلاً إنها شكلت quot;نجاحاًquot;، وكانت ضرورية في إحدى المراحل quot;عندما بدأ القتال بالتداعيquot;، معتبراً أن هذه الزيادة فتحت الباب أمام تحقيق انتصار استراتيجي كبير في الحرب الشاملة على الإرهاب.

وحول مستقبل قوات بلاده بالعراق، أوضح الرئيس الأميركي أنه سينتظر تقييماً من قائد قوات التحالف، الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأميركي ببغداد، رايان كروكر، اللذين سيقدمان تقريراً بهذا الشأن إلى الكونغرس الشهر المقبل. وقال بوش: quot;سوف أنتظر توصياتهما قبل أن أُصدر أي قرار بشأن يتعلق بمستوى قواتنا في العراق، فإن أي انسحاب يجب أن يتم على أساس ما يجري على أرض الواقع، وكذلك توصيات قادة قواتنا.quot;

زيباري: حققنا مكاسب

وفي الإطار نفسه، أعلن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الثلاثاء أن مخاطر اندلاع حرب أهلية في العراق قد زالت بعد quot;خمس سنوات من الدموع والدماءquot;، محذراً من أن انسحاباً سريعاً للقوات الأميركية من البلاد سيطيح بالمكاسب الأمنية والإنجازات التي تحققت ويعرض البلاد لعواقب وخيمة. ونقلت الأسوشيتد برس عنه اعترافه بارتكاب كافة الأطراف لأخطاء، لكنه أصر على أن العراقيين حققوا تقدماً ملحوظاً رغم العنف الذي أودى بحياة عشرات الآلاف منهم ونحو 4000 جندي أميركي.

الحرب مسؤولة عن التدهور الاقتصادي

وعلى صعيد التكلفة العسكرية، والإنفاق الأميركي عليها، عبر أكثر من 70 في المائة من الأميركيين عن اعتقادهم بأن الإنفاق الحكومي على الحرب على العراق مسؤول بصورة جزئية عن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية.

وكشف استطلاع للرأي أن سبعة من كل 10 أميركيين يعتقدون ذلك، بينما رفض ذلك 28 في المائة من الأميركيين. وأظهر الاستطلاع أن 32 في المائة من الأميركيين يؤيدون الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، فيما يعارضها 66 في المائة منهم.

وقال 61 في المائة من أفراد عينة الاستطلاع، التي بلغت 1019 شخصاً، إنهم يرغبون برؤية الرئيس الأميركي المقبل يتخذ قراراً بسحب جزء كبير من القوات الأميركية من العراق في غضون الشهور الأولى لتسلمه منصبه.

وكان ناطق باسم البيت الأبيض قد ذكر أن الحرب على العراق كلفت الخزينة الأميركية 406.2 مليار دولار، وذلك حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2007. يذكر أن الاقتصاد الأميركي يمر حالياً بصعوبات بالغة، وبخاصة مع تدهور قيمة الدولار، وارتفاع أسعار النفط بصورة غير مسبوقة، حيث سجل نحو 107 دولارات الثلاثاء.