دمشق: غلبت سوريا مصالحها في لبنان على مكانتها كدولة مضيفة للقمة العربية التي تبدأ أعمالها في دمشق يوم السبت في ظل غياب جلي لزعيمي السعودية ومصر.
ورفض الرئيس بشار الاسد الذي تدعمه ايران مطالب للضغط على حلفاء سوريا اللبنانيين للتخلي عن مطلبهم الخاص بحصة أكبر من السلطة في بيروت مما دفع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك وكليهما حليف للولايات المتحدة الى عدم المشاركة في القمة.
ويستهدف غيابهما احراج دمشق التي كانت هدفا لضغوط غربية جديدة في الاسابيع الاخيرة.
وتتهم السعودية والولايات المتحدة دمشق باطالة أمد الازمة بين حكومة بيروت المدعومة من الغرب والمعارضة المؤيدة لسوريا. وأدت الازمة الى بقاء لبنان بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقررت السعودية أن تكتفي بارسال مسؤول غير كبير للمشاركة في أعمال القمة بعد أن باءت بالفشل جهود الوساطة مع سوريا لحل الازمة اللبنانية.
وألح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل على اتخاذ اجراء متشدد ضد سوريا أثناء جولة قام بها في الولايات المتحدة وأوروبا في فبراير شباط الماضي والتي جاءت بعد أيام من قيامه بزيارة سرية لدمشق قال دبلوماسيون انها لم تفلح في التوصل الى اتفاق.
ويمثل مصر في القمة التي ستعقد يومي 29 و30 مارس اذار وزير دولة. أما لبنان فسيقاطع القمة.
وتؤيد سوريا مطالب المعارضة بقيادة حزب الله بأن يكون لها تمثيل حاسم في الحكومة يعطيها حق نقض القرارات. وقال مصدر سوري انه طلب من دمشق أن تبيع حزب الله بقبول تشكيل حكومة لبنانية حرة في أن quot;تنفذ أوامر اسرائيل.quot;
واستطرد قائلا quot;قائمة المطالب من سوريا لن تقف عند حل الازمة السياسية. ستكون هناك مسألة سلاح حزب الله والنفوذ الايراني في لبنان.quot;
ويثير استياء السعودية أن سوريا تعزز تحالفها مع الجمهورية الاسلامية التي تدعم أيضا حزب الله في الوقت الذي تعاظم فيه نفوذ ايران الاقليمي بعد الغزو الامريكي للعراق.
وقال سياسي عربي على اتصال بالمسؤولين السوريين ان التنسيق بين سوريا وايران ظل قويا على الرغم من اغتيال قائد عسكري لحزب الله في دمشق في فبراير شباط الماضي.
وأضاف السياسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن سوريا تعتقد أن الازمة في لبنان يمكن أن تستمر حتى انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني أو ما بعدها وتتضمن احتمال نشوب حرب جديدة بين اسرائيل وحزب الله قد تشمل سوريا هذه المرة.
وكان لبنان على مدى عقود ساحة قتال بالنسبة لسوريا في صراعها مع اسرائيل. وأجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان عام 2005 في ظل ضغوط دولية في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
وانهار اتفاق بين فرنسا وسوريا لايجاد حل في لبنان وسط تبادل انتقادات حادة في نهاية العام الماضي.
وتزايدت مرة أخرى عزلة سوريا التي كانت بدأت في التاكل. ووسعت واشنطن العقوبات على سوريا هذا العام وأرسلت سفنا حربية قبالة شواطئ لبنان التي من بين أهدافها اظهار نفاد صبرها مع دمشق.
كما دعا خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي هذا الشهر الى ممارسة ضغوط أكبر على سوريا. وقال انها تعتمد على وكلاء لها في لبنان للحيلولة دون انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان بينما تتقلص الاغلبية البرلمانية نتيجة لاغتيال أعضاء في المجلس.
وينفي مسؤولون سوريون عرقلة انتخاب رئيس للبنان. وقالوا ان سوريا أيدت سليمان كمرشح توافقي وانها عملت من خلال حزب الله على اقناع زعيم المعارضة ميشال عون وهو ليس حليفا لدمشق بالتنازل عن ترشحه للرئاسة.
وقال المعلق السياسي السوري ابراهيم الدراجي انه حتى لو قبلت سوريا المطالب السعودية والامريكية فانها لا تستطيع اجبار حزب الله على قبول حلول سياسية لا يقبلها.
وقال دبلوماسي في دمشق ان تركيز سوريا عل مصالحها المتصورة في لبنان قد يكلفها الكثير.
وأضاف الدبلوماسي quot;السوريون يدفعون ثمنا باهظا لسياسة أحادية التفكير.quot; وتابع قائلا quot;انهم خسروا ود الغرب ومضوا في طريقهم ليدخلوا في صراع مع السعودية وقيدوا أنفسهم في اطار استراتيجي مع ايران.quot;