-1-

مثل زهرة النرجس الرقيقة التي تخترق صلابة الصخر الأصم، وتخرج من بين شقوقه لتصافح وجه الشمس وتسعى نحو النور، يخرج الليبراليون السوريون الجدد من صحراء الصمت السورية، لكي يُسمعوا صوتهم الجديد للعالم الحر.
مثل شهاب لامع في ظلام دامس، يبرق صوت الليبراليين السوريين الجدد في تجمعهم الجديد الذي يريدون من ورائه قول كلمة الحقيقة للناس، لحماية الناس وصون حياتهم.
من جمهورية صمت القبور والزنازين يخرج نور جديد، يبشر بأمل جديد، وغد جديد، ورياح جديدة، تتمثل في هذه الكوكبة من الشباب السوري الليبرالي الجديد الذي قام بانشاء تجمع لليبراليين السوريين الجدد من كافة الأعراق السورية، ومن كافة الطوائف، ومن كافة الأديان، من أجل أن تعود سوريا إلى عصبة العالم وإلى الرابطة الإنسانية، لتؤدي دورها المُفتقد كما قال بيان تجمع الليبراليين السوريين الجدد الذي وصلني عبر بريدي قبل أيام.
فسوريا يليق بها – كما قال البيان – دستور متمدن وحضاري، ينظم شؤونها، ويساوي بين جميع القاطنين كمواطنين لا كرعايا. لا فرق بين سني وعلوي إلا بتقوى الله في الوطن والمال العام والحريات العامة.

-2-
التجمع الليبرالي السوري الجديد، هو من نتائج وايجابيات انبثاق فجر التاسع من نيسان 2003 على ضفتي دجلة والفرات. وهو نتيجة انهيار أول وأكبر صنم من الأصنام العربية الضخمة (هُبل العراق) في بغداد التي جاءت بها الجاهلية العربية الجديدة (حزب البعث) وتقوم الآن المرتزقة الدينية والقومجية بمحاولة اعادة الاصنام الى حيث كانت بعد أن داستها (كنادر) الشعب العراقي فجر التاسع من نيسان المجيد.. فجر الحرية العربية والديمقراطية العربية التي انتظرناها خمسة عشر قرناً من الزمان لتأتي على ظهر جمل عربي أو على ظهر حصان عربي بالدفوف وبالتي هي أحسن ولم تأتِ، فاضطررنا بعد انتظار طويل إلى احضارها على أجنحة صواريخ الكروز والتوماهوك، حيث لم تعد تفلُّ كلمات الأحرار حديد العبيد، وغدا حديد البعيد هو من يفلُّ حديد العبيد في العالم العربي للأسف الشديد. وصدقت كلمة:

لا يفلّ الحديد إلا الحديد!

-3-

التجمع الليبرالي السوري الجديد لن يكون وحده في العالم العربي للدفاع عن الديمقراطية والحرية وإنارة طريق الحق والعدل. فهو طائر الحرية في سرب الليبراليين العرب الجدد الذين يمثلهم "مركز دعم الديمقراطية في لاهاي"، و"مركز دعم الديمقراطية العربية في أمريكا" الذي سيخرج إلى النور بعد أيام و"الرابطة الجامعية الأمريكية" التي تضم نخبة من النشطاء من العرب والأمريكيين، و"التجمع العربي الليبرالي الجديد" الذي هو الآن قيد الإعداد والتحضير للخروج إلى النور.

وهكذا تتابع مواكب الحرية العربية ومواكب الليبراليين العرب الجدد من الشمال والجنوب ومن الشرق ومن الغرب لكي تكتم أنفاس الطغيان والاستبداد في العالم العربي وتعيد العالم العربي المسروق والمخطوف من الأحزاب القومية الأصولية ومن الأحزاب الدينية الأصولية كذلك، والتي رفعت رايات الارهاب الحمراء في كل مكان في العالم من أجل أن تسود الفوضى ويعم الظلام هذا العالم. فهدف الليبراليين العرب الجدد هو أن يسمع العالم الصوت الآخر للعرب، ويرى الوجه الآخر للعرب، ويقرأ الصفحة الجديدة للعرب، بعد أن أصبح حبر العرب هو الدم، وأقلامهم هي السيوف، ومنابرهم هي الكهوف.

-4-

التجمع الليبرالي السوري الجديد منارة عالية للحرية .
لماذا وكيف؟
لأنه كما يقول بيان التأسيس: " سوف يتم التركيز على الجهد المعرفي والثقافي والعمل على كل الصعد لوقف مسلسل الانهيارات في البلاد الذي يشمل جميع مناحي الحياة اقتصادياً، وأخلاقياً، ومعرفياً، وإنسانياً، وغير ذلك بحيث أصبحت الأوضاع غير مقبولة والحياة لا تطاق، ولذلك تم الاتفاق على الإعلان عن تأسيس التجمع الليبرالي السوري الجديد.
لنقرأ باقي بيان تأسيس هذا التجمع الليبرالي الجديد:

1. إن التجمع إطار منظم يرى في تفعيل الحراك المعرفي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي في سورية عملية ذات أهمية قصوى وهو في الوقت نفسه ليست لديه طموحات سلطوية أو نفعية.

2. إن التجمع يعتبر سوريا وطناً لكل السوريين في العالم.

3. إن التجمع مشرع الأبواب لكل من يؤمن برسالته بغض النظر عن انتمائه القومي أو الديني أو أي انتماء آخر.

4. إن التجمع يعتبر أن مفهوم (الانتماء السوري) يقابل التعريف السائد (عربي سوري) الذي انتهت صلاحيته بعد الفشل الذريع.

5. يرى التجمع أن سورية وطن تعددي وأن تعدديته أصيلة وتاريخية وما عداها هو الطارئ لذلك يرى في علمنة الدولة الحل الوحيد للقضايا الخلافية من قومية ومذهبية وغيرها.

6. يرى التجمع ضرورة العمل الواسع لنشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان والشفافية وبالتالي نبذ كل أشكال التفرقة وعلى كافة الصعد.

7. يرى التجمع أن الفساد أصبح ظاهرة شاملة تقف عائقاً بوجه كل ادعاءات الإصلاح والتطوير لذلك يرى ضرورة العمل المكثف لكشف وتعرية ركائز هذا الوباء.

8. يرى التجمع ضرورة التحضير لمشروع يهدف إلى عقلنه الأعراف والتقاليد السائدة.

9. يرى التجمع في مكافحة ومجابهة كافة أشكال التمييز الطائفي والعرقي وأي شكل آخر من أشكال التمييز واجباً إنسانيا،وحضاريا وأخلاقيا.

10. يعطي التجمع أهمية فائقة لإعادة الحوار حول مفاهيم السيادة والوطن والوطنية والدولة والمواطنة.

11. يرى التجمع أهمية التأكيد على مسألة المساواة التامة في النظر إلى مواطني البلاد واعتبار الجميع ومن غير استثناء مواطنين من الدرجة الأولى وبالتالي مجابهة رعاية السلطة أو مؤسساتها لأية جهة بدواعي التمييز القومي أو الطائفي أو غيره.

12. يرى التجمع ضرورة التركيز على إشاعة مفاهيم العمل السلمي والعلني، ونبذ كل أشكال العنف.

13. يرى التجمع أهمية التواصل مع الآخر محلياً، وإقليمياً، ودولياً وسيسعى للتنسيق والتبادل والحوار مع الأخر أينما كان.

14. يرى التجمع ضرورة الدفع في مسيرة إعادة تأهيل سورية بهدف الانضمام الحقيقي الفاعل إلى المجتمع العالمي ليأخذ أبناء سورية دورهم الإيجابي في مسيرة الحضارة الإنسانية المعاصرة.

15. يعتبر التجمع هذا البيان مجرد ورقة عمل تمهِّد لمباشرة العمل وفق تطلع الجميع لممارسة الحرية المفقودة بدل انتظارها واستجدائها. وأن هذه الورقة مفتوحة على صيرورة التغيير غير المقيدة بأية ذريعة .

-5-

إن تجمع الليبراليين السوريين الجدد وطروحاتهم الحضارية السلمية هو انقاذ لسوريا المهددة الآن بغزو كالغزو الذي تم على العراق. فأمريكا لن تسكت عن سوريا ولن تسكت عن باقي أنظمة الحكم التوتاليتارية في المنطقة. فالعراق كان هو البداية ولن يكون النهاية، سواء جاء الديمقراطيون الأمريكيون إلى الحكم أم بقي الجمهوريون. فالذين يعتقدون بأن مايكل مور هو ضمير أمريكا هم الخاسرون. فأمريكا بجمهورييها وديمقراطييها تعلم بأن دورها في العراق وفي العالم العربية هو دور المحرر وليس المحتل، والشعب الأمريكي يفخر بهذا الدور مهما عظمت تضحياته بالمال والنفس.

-6-


إن "قانون محاسبة سوريا" الذي صدر في 12/11/2003 وقرار مجلس الأمن 1559 الذي صدر في 4/9/2004 والذي تبنته أمريكا بالدرجة الأولى وقضى بانسحاب سوريا من لبنان، ومشروع القرار 363 الجديد المطروح على الكونجرس الآن تحت عنوان " انتهاكات حقوق الانسان والحريات المدنية للشعب السوري".. كلها أجراس انذار جدية وقوية للنظام السوري بأن يعتدل أو يعتزل، وهي أجراس الانذار نفسها التي قُرعت على مسامع صدام، إلا أن صدام كان أصم فلم يسمعها، فاضطرت امريكا إلى اسماعه صفارات بوارجها وهدير طائراتها ودمار صواريخها.

ففي خطوة مفاجئة في توقيتها وسرعتها، طرح في مجلس النواب الاميركي في 12/9/2004 مشروع القرار الخاص “بانتهاكات حقوق الانسان والحريات المدنية للشعب السوري” على يد الحكومة السورية. وقد طرح المشروع على اعضاء المجلس بكامله للتصويت مساء امس. وجرت مناقشة اولية سريعة له.

ومشروع القرار الذي يحمل الرقم 363 قدمته النائبة الجمهورية اليانا روس ليتنن عن ولاية فلوريدا يوم 11 شباط/فبراير الماضي. وبلغ عدد الموقعين عليه حتى يوم 12/9/2004، 28 نائباً ونائبة. وأدرج المشروع تحت عنوان رسمي هو “التعبير عن القلق العميق لدى الكونغرس حيال استمرار الانتهاكات الفادحة لحقوق الانسان والحريات المدنية للشعب السوري من جانب الحكومة السورية”.

7-


الليبراليون السوريون الجدد الآن أمامهم فرصة كبيرة للوحدة وللتمكن من القوة. وهم مع هذه الأهداف النبيلة التي اعلنوها في بيان التأسيس يستحقون الدعم والمساندة من كافة قوى التحرر في العالم من أجل أن يسود العدل وتسود الحرية والديمقراطية في العالم العربي.


ومن أراد الاتصال بهم ودعمهم، فهذا هو عنوانهم على الانترنت:
www.liberalsyria.com

(تنشر بالتزامن مع جريدة "السياسة" الكويتية و "المدى" العراقية و "الأحداث المغربية")


[email protected]

انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص

ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف