كل المسئولين منشغلون في بغداد، هذه الأيام، ابتداء من رئيس الجمهورية حتى اصغر الأعضاء سنا في الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة حديثا، لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بالطاقم الوزاري الجديد الذي سيسافر إلى الفضاء الخارجي على متن سفينة فضائية بابلية مهمتها كشف الأسباب التي أدت إلى عدم قدرة كريستوف كولومبس الذي اكتشف القارة الأمريكية لكنه لم يستطع العودة إلى اسبانيا بسبب تكنولوجيا الإرهابيين الزرقاويين وبسبب التعقل في تدفق تيار الطاقة الكهربائية العراقيةوفق نظرية 2 – 6 – 2 وبسبب استقرار الطاقة النفطية التي يستوطن المستهلكون بسببها داخل منظومة البانزينخانات البغدادية والإقليمية والاستعانة بالطاقة الشمسية كما هو حال أجدادنا في القرن السادس عشر ..!
رحم الله الدكتور علي الوردي الذي كان قد وصف الشخصية العراقية بأنها "شخصية تواكلية" مرة، و بأنها شخصية "ازدواجية" بنفس الوقت.. الحقيقة لو أن السفينة العملياتية لملك الموت "عزرائيل" تخلفت عن القبض على روحه المعطاء عقدا آخر من الزمن، لكي تمتد به الحياة حتى اليوم لوجدناه قد مزق ثيابه متجولا مع اللطامة ورجال التطبيرفي صحن الكاظمين الشريفين وهو يلطم على صدره بسبب شعوره بالذنب حول عدم اكتشافه لشخصية الوزير العراقي في القرن الواحد والعشرين، أوعدم اكتشافه الهياكل الجيولوجية التي تحيط برئيس الوزراء أو عدم اكتشافه الحمم البركانية والبهلوانية الرقيقة التي تشق قنواتها في دروب عضو البرلمان أو عدم اكتشافه الحلقات متعددة المراكز حول قادة الأحزاب الوطنية الذين يشتركون جميعا بصفة واحدة هي أنهم لا يعرفون كيف يقيسون الزمن ..!
الوقت يضيع دقيقة بعد دقيقة وأسبوعا بعد أسبوع، بينما يستمر طاقم السفينة الفضائية الوزارية العراقية في ممارسةاللعبة الديمقراطية وهم يستذكرون اللعبة الطفولية البريئة "ختيلة الختيلة " في داخل مبنى الوكالة العراقية لشؤون الفضاء الخارجي في المنطقة الخضراء ببغداد بالتعاون مع وكالة ناسا الأميركية رعاها الله..!
لقد أرسل لي المرحوم الدكتور علي الوردي رسالة مستعجلة بالبريد الالكتروني يؤكد فيها انه اكتشف نظرية جديدة تقوم على المعادلات التالية :
· إن متوسط المنصب الرئاسي يعادل متوسط ثلاثة مناصب وزارية..!
· وان متوسط المنصب الوزاري يعادل روبوت عدد ثلاثة من الأحزاب الوطنية..!
· وان متوسط كلفة الوزارة السيادية الواحدة تعادل اجتماعات ستين يوما صلبة شديدة العمق نحو الداخل العراقي حيث المشهد الخلاب بلا ضوء ولا كهرباء.!
يصرالعالم العراقي الدكتور علي الوردي على أن تجاربه بعد وفاته قد أثبتت أن المنظومة الوزارية العراقية الجديدة حالها مثل حال الكواكب في المنظومة الشمسية الخارجية التي يتطلع إليها كل يوم مع مجموعة من حوريات الجنة في زحل ونبتون وأورانوس ينتظرون على أحر من جمر الهيدروجين والهليوم تشكيل المنظومة الوزارية العراقية الجديدة من المذنبات ذات العمر القصير (ثمانية شهور) التي قد تكون طليعة مجموعة العوالم الطائفية والقومية والاثنية التي تضم في عضويتها عناصر الجاذبية المنزلقة إلى الجزء الداخلي بين النهرين، بينما ما زال معادل الجاذبية فيها يقف حتى هذه الساعةعند درجة الصفر، متميزة بخواص حادة حول معاني التحالف والتخالف. وبين صعوبة التفريق بين "الوحدة"الوطنية و"الوهدة" الوطنية وصار المتفاوضون العراقيون كلهم يفتشون عن طبيب أسنان لمعالجة طواقم أسنان طاقم السفينة الوزارية كي تتحقق الفائدة العملية لاستكشاف التوافقية الكوكبية في قاعدة المنطقة الخضراء استعدادا لانطلاق السفينة الفضائية.!
المطلوب الآن، كي لا يضيع وقت أطول ، هو توفير طبيب أسنان عراقي غير قومي غير محلي غير طائفي غير قبلي غير شوفيني غير منغلق ليكون القوة الشافية لطواقم أسنان المتفاوضين كي يتفاهموا بلغة الموبايل الشفافة وليتحدثوا بلغة وطنية ذكية متبادلة حول حسابات الإرهاب النووي ذي الدرجات الحرارية العالية من النوع البلستوسيساوي الذي يستخدمه العالم الذري أبو مصعب الزرقاوي و طاقمه من تلامذة علي حسن كيماوي ..!
أيها الأصدقاء العراقيون انتظروا قريبا تفصيلة السفينة الوزارية الجديدة في ضوء الأشعة فوق البنفسجية بعد دوران ٍ قوي ٍ بالمظلات بحثا عن الوحدة الوطنية المفقودة
فوق سطح كوكب المريخ الأحمر ..!
أيها العراقيون لا تيأسوا فالفسفور موجود ٌ، والكبريت موجود ، والهليوم موجود، والميثان موجود، لكن الخطر كل الخطر موجود في الجزيئات العضوية المعقدة المنتشرة على امتداد طاولات المتفاوضين كما أشار إليها الدكتور علي الوردي! وبالله نستعين من حامض الكبريتيك الذي يعيق تشكيل الحكومة المؤقتة التي تسير في طرق متعرجة لصياغة الدستور العراقي الأول..!!
بصرة لاهاي