نصر المجالي من لندن: يواجه حزب "استقلال المملكة المتحدة" مأزقا سياسيا واجتماعيا في مختلف الأوساط البريطانية في أول مشاركة له في البرلمان الأوروبي بعد تصريحات مثيرة اعتبرت عنصرية ضد النساء، ففي أول ظهور له في برلمان ستراسبورغ الأوروبي جاءت على لسان البرلماني غودفري بلوم الذي انتخب في الشهر الماضي عن مقاطعة يوركشير وهامبر لذلك البرلمان.

ففي تصريحات له أمام البرلمان الأوروبي حث بلوم المرأة أن تعود إلى المطبخ وتعيد تنظيف "ثلاجاتها القذرة" أفضل من أن تعمل جنبا إلى جنب منافسة للرجل، وقال أنه سيتخذ من مقعده كعضو في لجنة حقوق المرأة في برلمان ستراسبورغ للدعوة إلى حقوق الرجل أولا وليس حقوق المرأة.

يذكر أن حزب استقلال المملكة المتحدة حصد 11 مقعدا في البرلمان الأوروبي، وهو يتزعمه الإعلامي السابق لدى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي روبرت كيلروي سيلك الذي استقال قبل ثلاثة أشهر بعد تعليقات كتبها في جريد (ديلي ميل) اعتبرت عنصرية ضد العرب.

وقال البرلماني بلوم في كلامه المثير في أول يوم عمل للبرلمان الأوروبي أمس، ونقلتها الصحافة البريطانية على نحو واسع "لا أعتقد أن أي شركة صغيرة تحترم نفسها ممكن أن تستخدم سيدة تحمل عقل طفل"، وقال "هذه ليست موقفا سياسيا بقدر ما هي حقيقة نواجهها في حياتنا اليومية، حيث كل ما استطاعت المرأة من نيل حقوق لها، فإن هذا سينكس بدوره على مستخدميها".

وقال "الذي اعتقده جازما أن المرأة يمكن أن تقوم بمهماتها جيدا إذا عادت إلى منزلها ومطبخها وتنظيف ثلاجتها القذرة، أولا، فأنا أمثل نساء يوركشير في البرلمان الأوروبي اللواتي مهمتهن مشاركة أزواجهن فقط على مائدة العشاء حين يعدن من العمل".

وكان أقسى رد فعل صدر على تصريحات البرلماني بلوم، من زميلته في البرلمان الأوروبي غلينيس كينوك النائبة العمالية في ذلك البرلمان، التي قالت إن "كلام بلوم يعيدنا إلى عصر إنسان نياندرتال في العصور الحجرية الأولى، فهي تصريحات مخيفة وعلينا مواجهتها".

ومن جهته قال نايجل فاراج رئيس المجموعة البرلمانية في ستراسبورغ "النساء يشكلن ما نسبته 60 بالمائة من القوى التي انتخبتنا، ولا نسمح أن تتم معاملتهن بهذا الشكل العنصري سواء في مواقع العمل أو في أي موقع آخر"

لكن جيليان إيفانز مندوبة بليد آند كيمرو في مقاطعة ويلز عن حزب استقلال المملكة المتحدة ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي حاولت التخفيف من حدة تصريحات زميلها بلوم بقولها "لا أعتقد أن زميلي يقصد بكلامه الإساءة للمرأة، وعلينا أن نعذره كونه يقف في البرلمان الأوروبي لأول مرة".

ختاما، يشار إلى أن تصريحات البرلماني البريطاني جاءت في الوقت الذي احتج فيه حزبه على انتخاب النائب الفيدرالي الإسباني خوزيه بوريل رئسا لبرلمان ستراسبورغ حيث هزم منافسه البرلماني البولندي بورنزلو جيرميك وهو أحد أبطال حركة "تضامن" الشهيرة التي أطاحت الحكم الشيوعي في بولندا في نهاية الثمانينات من القرن الفائت.