حائز على نوبل وحقّق كشفه التاريخيّ في بار بريطانيّ
وفاة مكتشف سرّ الحياة ومنظومة الجينات الوراثية DNA

نصر المجالي من لندن: قالت مصادر طبية إن العالم البريطاني الذي فك الرموز السرية للحياة الإنسانية البروفسور فرانسيس كريك توفي ليل الخميس ـ الجمعة عن عمر ناهز ألـ 88 عاما في مستشفى ثورنتون في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

والبروفسور الراحل كريك قدم إنجازا علميا قبل نصف قرن من الزمن بمشاركة مع نظيره الأميركي البروفيسور جيمس واطسون، من خلال جلسات متتالية كانا يعقدانها في بار (إيجل) في مدينة كيمبردج البريطانية، وهو تمثل بفك رموز سر الحياة الإنسانية من خلال كشف الحلقات اللولبية لنظام الجينات البشرية DNA .

وكان البروفيسور كريك هو أول من توصل إلى حقيقة أن نظام تخزين معلومات الجينات الوراثية ينتقل كحلقة متصلة من جيل إلى جيل، حتى تكتمل الأوركسترا البشرية في شكل معقد ولكن يسهل التعرف عليه مع تقدم الاختراعات العلمية، وصولا إلى تكوين عالم الخلية البشرية الواحدة.

منظومة دي إن إيهوكان الاكتشاف الذي حققه البروفسور الراحل مقدمة أولى لانطلاق علم الأحياء الفردية التي تتصل بحياة كل مخلوق بشري على الأرض منذ الخلق والتكوين، وهو علم تلته مكتشفات عديدة خلال نصف القرن الماضي، وصولا إلى هذه الأيام. وكان البروفسور كريك حاز على جائزة نوبل للمكتشفات العلمية الإنسانية مع البروفسور الأميركي واطسون والبروفسور موريس ويلكنس في العام 1962 تكريما لإنجازاتهم العلمية الرائدة، وهو أمضى سنواته الأخيرة، متعمقا في أبحاث ودراسات طبيعة الشعور الإنساني، وهي ستنشر في وقت قريب في مجلات متخصصة.

وانضم البروفسور البريطاني الراحل منذ العام 1976 إلى معهد سالك للأبحاث العلمية في كاليفورنيا، حيث أتيحت له الفرصة هناك لاستكمال أبحاثه العلمية المتخصصة في الشؤون البشرية بيولوجيا، وخصوصا دور الجينات الوراثية على مهمات الدماغ ونشاطاته.

وفي نعيه للبروفسور كريك، قال رئيس معهد سالك من مختبره في نيويورك "سنظل نتذكر البروفسور كريك لتركيزه الذكي الشديد في أبحاثه على عالمنا الإنساني، وخصوصا لجهة الشعور البشري، وهو علم لم يقتحمه أحد من قبل، وسيظل عالمنا المعاصر يذكر للعالم الراحل إنجازاته التي كانت لصالح العالم كله".

ومن جانبه، قال عالم الأبحاث الجينية ستيفين جونز وهو بروفسور في كلية لند الجامعية "إن البروفسور الراحل كريك، يمثل تشارلز داروين القرن العشرين"، يذكر أن العالم البريطاني داروين وضع في القرن التاسع عشر نظرية النشوء والارتقاء التي تحدثت عن أصل الجنس البشري، وهي نظرية ظلت وإلى الآن مثيرة للجدال.

وختم جونز كلامه بالقول "ثورتان شهدهما القرن العشرين الماضي، هما كشف الغبار الذري الذي قاد على إنتاج القنبلة الذرية، أما الثاني فهو الكشف عن الجينيات الوراثية الذي حققه البروفسور الراحل كريك".