مسقط: قالت مسؤولة عمانية رفيعة المستوى اليوم أن المرأة العمانية تواصل عملها وتترك بصماتها القيادية في مختلف المجالات مما يعتبر أمراً إيجابياً يصب في صالح المرأة والوطن ككل. وأضافت الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائية وزيرة التنمية الإجتماعية في كلمتها اليوم عند افتتاحها لورشة العمل حول "المرأة في موقع القيادة" أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد أكد على ضرورة اشتراك المرأة العمانية في كل مكان من أرجاء هذا الوطن في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها السلطنة، وعلى كل امرأة بأن تساهم وفق مقدراتها وخبراتها ومهاراتها ووضعها في المجتمع، حيث أن الوطن في حاجة لجهود جميع أبنائه الذين يمكنهم المساهمة في دعم التقدم والتنمية، وإيجاد الاستقرار والازدهار الاقتصادي. وطالبت النساء المساهمة الفعالة في المجتمع وأن تستجيب جميع العمانيات لهذه الدعوة.

وأوضحت المسؤولة أن النساء العمانيات يمثلن نسبة 36% من إجمالي عدد الموظفين في القطاع العام ، كما أن المرأة وبشكل عام تساهم اليوم بكل فعالية ونشاط في عملية اتخاذ القرار وتتبوأ أرفع المناصب، مشيرة إلى أن النساء العمانيات برهن على أن دورهن يتجاوز الدور التقليدي المتمثل في الأمومة والأعمال المنزلية بحيث اقتحمت المرأة العمانية المجالات الإضافية الأخرى إلى جانب قيامها بواجباتها المتمثلة في مسؤولياتها كأم وكزوجة وكعاملة في نفس الوقت.

وقالت المسؤولة بصفتنا نتقلد مسؤوليات اتخاذ القرار ونتبوأ مواقع القيادة فيجب علينا أن نكون على اتصال مباشر مع المواطنين في المجتمع لنحسس مشاكلهم ونقف عليها ونجد الحلول اللازمة لها. وعلينا أن نبرهن بأننا نستطيع أن نجتاز كل العقبات وأن نتغلب على كل القيود التي تفصل بيننا والآخرين، وندع المواطنين يشعرون باستعدادنا التام والمخلص لحل مشاكلهم. وأضافت علينا أن نؤمن بشعبنا وبآماله وأن نسعى بكل ما نستطيع لتحقيق التغير المنشود، مطالبة المشاركات أن يبذلن ما في وسعهن وأن يبرهن للجميع أن بمبدأ العدالة والصدق قادرات على العمل تماماً كإخوانهم الرجال. وأكدت المسؤولة أن النساء هنا برهن على كفاءتكن ليس فقط لتجاوز الفروق وتحقيق التطور ما بينهن وبين الجنس الأخرى ولكن أيضاً بصفتهن نساء لهن تفكيرهن وشخصياتهن الخاصة. وطالبت النساء أن يقمن بتبني وتأسيس العلاقات مع إخوانهن الرجال على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون لأن المجتمعات في حاجة ماسة لجهود وتعاون الجميع، ويجب أن تبنى هذه العلاقات على الصراحة والشفافية والوضوح والثقة المتبادلة.

وقالت أن هناك بعض العقبات أمام النساء ولكن يمكن تجاوزها باتباع الأسس السابقة وبالتالي يمكن تحقيق التغير المطلوب في ذهن المجتمع حول دور المرأة على المستويين المحلي والعالمي. وأكدت أن مستقبل المرأة العمانية يبشر بالخير والازدهار وسوف تشهد الفترة القادمة اندماج أكبر بين المرأة وانصهارها في العمل وتمكينها التام للقيام بدورها المتوقع.

من جانبه أكد الدكتور فـؤاد بن جعفر ساجواني رئيـس مجلس إدارة كليـة الدراسات المصرفية والماليـة إلى أن الكلية قد أخذت زمام المبادرة في تأسيس "مركز القيادة الإدارية" الذي أعدت له سلسلة من البرامج المناسبة، مشيرا إلى هذه الورشة تأتي كخطوة أولى وهامة في هذا الاتجاه.

وأوضح المسؤول أن المرأة لعبت دوراً محورياً طوال تاريخنا، فإلى جانب دور المرأة الهام الضخم في المجتمع كونها أماً وتتحمل مسئولية الأسرة، فإن نساء اليوم يساهمن بشكل فاعل في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة ، واظهرت حصافة وقدرة عالية في دورها القيادي. ولهذا السبب أدركت شركات عالمية كبرى مثل هوليت باكارد وبيبسي كولا أهمية الدور المتعاظم للمـرأة في الكوادر التنفيذية العليا للاستفادة منهن في إعادة صياغة السياسات والإستراتيجيات .

وقال أن المرأة في السلطنة تمكنت بكل حصافة واقتدار ووضوح أن تحتل مراكز القيادة وتحملت العديد من المسؤوليـات الكبرى، كما تمكنت من استحداث العديد من الاتجاهات في محيط النسيج الإجتماعي والاقتصادي للمجتمع ككل. ولهـذا السبب كانت السلطنة من أوائل الدول في المنطقة التي مكنّت المرأة من احتلال موقعها الطبيعي لتلعب دورها الهام في تنمية الوطن. ويتمثل ذلك في العديد من المؤسسات في مختلف القطاعات الإقتصادية بما فيها القطاع المصرفي. ومع ذلك فإن أهم دليل على الأهمية الكبرى التي توليها السلطنة للمرأة ودورها الحيوي هو تعيين ثلاث نساء كوزيرات في مجلس الوزراء العماني من بينهن الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائية الموقرة وزيرة للتنمية الإجتماعية، حيث تجسد الوزيرة ليس فقط أسمى تطلعات المرأة العمانية وآمالها، بل أيضاً تحمل تطلعات وآمال المجتمع ككل والذي يقف شاهداً على إنجازات المرأة العمانية بكل فخـر واعتزاز .
كما أكد المسؤول أن السلطنة تمكنت من التقدم خطوات واسعة في اتجاه منح المرأة دورها القيادي المناسب ومع ذلك علينا بذل المزيد من الجهود لوضع الإستراتيجيات والسياسات اللازمة التي ستمكن النساء من لعب دورهن القيادي في مجال العمل الإداري وفي مختلف المجالات الأخرى.