بهاء حمزة من دبي: بعد ما يزيد قليلا على عشر سنوات قضاها الشيخ محمد بن راشد ولي عهد دبي ووزير الدفاع الإماراتي فارسا أوحد للصفحات الأولى لكل الصحف المحلية (الاتحاد والخليج والبيان ثم أخبار العرب وكذلك الفجر محدودة التوزيع) بفضل شخصيته الكاريزمية ونشاطه المتنوع يبدو أن الدور قد حل الآن على الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليؤدي دورا ملموسا في هذا المجال.

ورغم اليقين بان أي من الرجلين لم يسع للصحافة مثل العديدين من المسؤولين في أنحاء متعددة من العالم إلا أن كلا منهما يمتلك على مستوى الإمارات على الأقل الوصفة السحرية لبطل الصفحات الأولى خاصة في ظل الغياب الإرادي للشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة عن الأضواء قدر الإمكان وهي عادته منذ أن كان وليا لعهد أبو ظبي إذ يؤكد المقربون منه حبه للعمل في هدوء وضيقه من فلاشات الكاميرات وفضولية الصحافيين لهذا يقتصر ظهور الشيخ خليفة على المناسبات الرسمية فقط وفي صور رسمية، ومثله الشيخ مكتوم بن راشد حاكم دبي الذي لا يظهر في الصحف إلا على فترات متباعدة وكلما اقتضت الظروف ظهوره.

وفي ظل هذا الوضع انفرد الشيخ محمد بن راشد لسنوات طويلة (احتفلت دبي قبل أسبوعين بمرور عشر سنوات على تعيينه وليا لعهد الإمارة) بالأضواء إذ اعتاد الصحافيون والمصورون هنا على مطاردته مهنيا للظفر بخبر أو بصورة متميزة تصلح للصفحة الأولى معتمدين على انفتاحه الواضح على الإعلام والصحافة واهتمامه الشديد بها، كما كان لتنوع أنشطة واهتمامات الشيخ محمد أيضا دور كبير في انفراده بمساحات نشر هائلة إذ يجد الصحافيون ظلا له في اغلب الفعاليات من بطولات رياضية ومؤتمرات سياسية واقتصادية.

والآن يجيء الدور على الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الذي يحلو لكثيرين تشبيهه بسميّه الشيخ محمد بن راشد إذ يجتمع في الاثنين نفس الطموح الشديد والرغبة المستمرة في النجاح والتفرد إلى جانب الشخصية التي تجمع بين بساطة البدوي وصرامة العسكري إضافة إلى الانفتاح الملحوظ في كليهما ويكفي انهما الأوسع علاقات مع مسؤولين ورجال أعمال حول العالم . وكل هذه الصفات تجعل من كليهما هدفا للصحف الباحثة عن أخبار كبرى تميزها.


ومنذ بداية الشهر الحالي كانون الثاني (يناير) الذي يعد الشهر الثالث للشيخ محمد بن زايد وليا لعهد العاصمة الإماراتية اظهر رصد أجراه مراسل ايلاف في دبي انه (الشيخ محمد) حظي بنسبة جيدة جدا من الأخبار المنشورة في الصفحات الأولى في الصحف المحلية حتى انه تفوق خلال العشرة أيام الأولى من الشهر على الشيخ محمد بن راشد نفسه في أخبار الصحف الأولى إذ حظي الأول بأحد عشر خبرا في الصحف الثلاثة مقابل أربعة فقط للأخير رغم أن تلك الفترة شهدت احتفال دبي بالذكرى العاشرة لتنصيبه وليا للعهد، وذلك قبل أن تتوازن الكفة نسبيا في الأسبوع التالي بنشر ثمانية أخبار لولي عهد دبي مقابل ستة أخبار لنظيره الظبياني مع ملاحظة أن اغلب الأخبار التي جرى رصدها نشرت مصحوبة بصور وفي الصفحات الأولى للصحف الثلاث الكبرى وهي الاتحاد والبيان والخليج وانه احتسب خبرا كاملا كل خبر نشر في إحدى هذه الصحف حتى لو كان نفس الخبر وذلك لأن معايير نشر اخبار الشيوخ وحجم الخبر ومكانه وما اذا كان مرفقا بصورة ام لا تحكمها هنا حسابات خاصة بكل صحيفة مثل الامارة التي تصدر عنها والامارة التي ينتمي لها الشيخ المنشور عنه الخبر اذ تحتفي صحيفة كل امارة (الاتحاد من ابو ظبي والبيان من دبي والخليج من الشارقة) بشيوخ امارتها اكثر كما تحكم مسألة النشر ما اذا كانت الصحيفة تتبع حكومة الامارة مثل الاتحاد والبيان ام انها شركة خاصة مثل الخليج تطلب ود الجميع.


وهناك ملاحظة أخرى جديرة بالاهتمام أن الشيخ محمد بن زايد كان قاسما مشتركا في اغلب الصور التي نشرت لرئيس الدولة سواء في استقبالاته أو خلال أداء صلاة عيد الأضحى المبارك لكن هذا الظهور لم يحتسب في الرصد الإعلامي هنا كونه لم يكن معنيا بالخبر بشكل رئيسي.