رولا نصر من بيروت: إستضاف برنامج "سوبر ستار2"، مساء يوم الأحد الماضي، النجمة المصرية شيرين في الحلقة المخصصة للغناء الحديث، كونها من أبرز نجمات السنتين الأخيرتين، وهي التي تملك صوتاً قديراً وإحساساً متميزاً، إستطاعت من خلالهما تصدر لائحة "المطربين الأوائل"، رغم أن عدد أغنبات أغنياتها لا يكفي لأكثر من ألبوم واحد. فاطلت شيرين بأناقة ملفتة على مسرح "سوبر ستار2"، وقدمت أغنيتين هما "آه يا ليل" في الجزء الأول من الحلقة، و"صبري قليل" في الجزء الاخير منها، وقد غنتها مع المشتركين. شيرين علقت على الأصوات بطريقة ذكية جداً ولطيفة، فهي لم تستعرض او تعمد الى الفلسفة، كعتبرة انه لا لزوم لتقييم الأصوات بوجود أعضاء لجنة التحكيم، بل تحدثت عن خصوصية كل واحد منهم، مبيدة إعجابها بالكل دون استثناء. هذا وقد اعتبرت شيرين، ان برنامج "سوبر ستار2"، من أرقى البرامج على الإطلاق، وقالت بأنه لا يقدم مواهب، بل نجوماً، كما ذكرت أنها تفخر بدعوة البرنامج لها، خصوصاً وانها لا تغني سوى منذ سنتين فقط، مؤكدة أن جلوسها في المكان الذي جلست فيه ايضا اصالة نصري ونوال الكويتة، والمطرب وديع الصافي، شرف كبر لها ووسام تعلقه تضيفه الى مسيرتها. ومما لا شك فيه، ان وجود شيرين في حلقة الأغنية الحديثة، والبرنامج بشكل عام، منحه رونقاً خاصاً وتميزاً جديداً. اما عن حلقة النتائج التي عرضت مساء أمس مباشرة على الهواء، فقد أسفرت بشكل غير متوقع عن خروج المشترك السوري حسام مدنية، الذي أبدى عدداً من الملاحظات السلبية على النتيجة وعلى تصرفات لجنة التحكيم معه في الأسبوع الأخير، معتبراً انهم لم يعطوه حقه كمثل باقي المشتركين، ما استعدى تدخل المخرج ناصر فقيه لتبيان حقيقة ما جرى. فإليكم ما دار خلال المؤتمر....

نرى على وجهك علامات الإنزعاج، وكأن النتيجة صدمتك؟
طبعاً، تفاجأت. لم اكن أتوقع هذه النتيجة.
أي لست راضياً؟
بالتأكيد لا. لكن مجرّد الدخول في مسابقة من هذا النوع، يعتبر مخاطرة منذ البداية، أي ممكن أن نخرج في أي لحظة، والإحتمالات كلها واردة.
ما هو اكثر ما تفكر فيه في هذه اللحظة بالذات؟
لا شيء محدد، غير أنني كنت أتوقع لنفسي الإستمرار حتى المراحل الأخيرة من البرنامج، على الأقل أن أكون بين الأربعة النهائيين، خصوصاً وأنني أحبب أيضاً التواجد في الحلقة المقبلة كونها خاصة بالطرب، وهو اللون الذي أجيده أكثر وأعتبره "ملعبي"، هذا أكثر ما يحزنني.
كثر قالوا أنك خلال البرنامج، كنت تستعرض او تبالغ بعض الشيء في أدائك. هل تعتقد ان طريقتك او الأسلوب الذي اعتمدته، أثر عليك سلباً؟
هذا أمر تميزت به، والبعض اعتبره بصمتي الخاصة، سواء من صحافيين او جمهور او لجنة تحكيم... طوال حياتي، أحببت أن أضيف أشياء مني وألا اكون نسخة عن أحد. في "سوبر ستار" نحن مضطرون لتقديم أغنيات لفنانين آخرين، لكنني غنيت بطريقتي وأسلوبي أنا. والبعض قال أيضاً انه في كل حلقة كان هناك ما أسموه "مدنيات" وهو امر أعتزّ به دون شك، ويسعدني أيضاً، سواء أحبني الجمهور من خلاله ام لا. كنت أستطيع التخلي عن هذه الطريقة، لكنني لا أريد ذلك، لأنني أعرف أنها ميزتني. التقليد أسهل بكثير من أن يعطي المرء من ذاته، وفي النهاية أقول إنني قدمت ما احبه بغضّ النظر عن أي شيء.
هل ستقدم أغنياتك الخاصة بالأسلوب ذاته ؟
كل ما أستطيع قوله حالياً، هو أنني سأقدم أعمالاً مغايرة تماماً، ومختلفة عن كل ما سمعه الجمهور العربي بإذن الله.
عدا عن مسألة الأداء، انتقدت أيضاً بسبب تعابير وجهك، حيث قيل أيضاً أنك كنت تزايد من خلاها وتعمد إلى المبالغة؟
سمعت هذه الملاحظة أكثر من مرة، غير أنني من جهة أخرى أسأل؛ عندما نشاهد لاعباً رياضياً يرفع أثقالاً، هل ينظر الناس الى تعابير وجهه ام ينتظرون إن كان سيتمكن من رفعها ! او المرأة التي تلد طفلاً، هل ينظرون الى وجهها ام يقولون "حمداً لله على السلامة! لماذا ينظرون إلى وجهي وتعبيري... عندما أغني أركز في الموسيقى، ولا يشغل بالي على المسرح سوى كيفية تقديم الأغنية، فهل أضع مرآةً وانا أغني....؟
إلى أي مدى استطعت من خلال "سوبر ستار" إظهار كل قدراتك الصوتية؟
ما قدمته يشكل نسبة 50 بالمئة فقط مما أستطيع تقديمه، خصوصاً وان الأغنيات التي قدمتها لم تكون كلها من إختياري.
هل فرض عليك في إحدى المرات تقديم أغنية معينة؟
نعم، واكثر من مرة.
مثل ماذا؟
آخر مرة غنيت فيها، أي في حلقة الغناء الحديث حصل معي أمر أزعجني جداً، حيث اخترت الأغنيات ولجنة التحكيم غير موجودة.
لم تكن مقتنعاً بما غنيته مساء الأحد؟
لا أدري، لكن الكل يعرف أن في صوتي إمكانات أكبر بكثير من الأغنيتين التين قدمتهما. لكنني اخترت الأغنيات بسرعة ودون وجود لجنة التحكيم. ما حصل أنني اخترت في البداية اغنيتين، ثم طلب مني تغييرها، وعندما دخلت في المرة الثانية لم اجد اللجنة. يوم امس تعرضت لهبوط في الضغط نتيجة شدّ الأعصاب، خصوصاً وأنه يحق لي التحدث مع اللجنة كما كل المشتركين، لتنصحني بما يجب غناؤه.
أين كانت اللجنة؟
إسألوا الإدارة لا أعرف.
لو تخبرنا ماذا حصل تحديداً؟
كنت اول من دخل لاختيار الأغنيات، وكان في بالي تقديم أغنية "يا حبي اللي غاب" لملحم بركات وأغنية "عيد وحب" لكاظم الساهر. قالوا لي أنه سبق وان غنيت لملحم بركات ويجب أن أغير، رغم أن مشترطين آخرين غنوا للمطررب ذاته أكثر من مرة. المهم أنني غيرت الأغنيتين، ولدى عودتي لاطلاع اللجنة على خياري الجديد، لم اجدها. وقالوا لي أيضاً انه يجب أن اختار أغنيات أكثر حداثة، ثم تفاجأت بأحد المشتركين يريد تقديم "عسلية" (أيمن الأعتر)، وعمر الاغنية 40 سنة، فاعترضت. عند ذلك راضوني بإلغاء أغنية "عسلية " واستبدالها بأخرى. حتى أن عمار مثلاً، غنى 3 مرات لملحم بركات، فلماذا لم تطبق عليه الشروط ذاتها!
هل تعتبر أن هناك مؤامرة ضدك؟
لا أعرف، لكن هذا ما حصل. انا اعترضت على الموضوع وتحدثت مع المخرج ناصر فقيه على أن يراجع الوقائع لنتحدث بما يجري مع اللجنة، ثم أهمل الموضوع. لست أقول أن سبب خروجي هو اختيار الأغنيات، لكنني انزعجت من عدم معاملتي مثل الآخرين.
ألا تخشى مما تقوله؟
كلا، لأن ما أقوله صحيح، والكل يعرف ذلك.
لكن حسام من جهة اخرى، لك باع طويل في مجال الفن، ودون شك أنت تعرف أكثر من أي شخص آخر ما الذي يليق بك ويناسب صوتك؟
صحيح، لهذا عندما دخلت أولاً كنت اعرف ما أريده لكنهم غيروا لي الأغنيات، فوقعت بحيرة.
هل تضع اللون على اللجنة؟
لا أعرف.
لكن لصالح من قد يستبعد حسام مدينة؟
لصالح الكل، لأنني دون شك كنت سأتميز بالغناء الطربي.
لمن توجه الإتهام؟
الكل عرف بما حصل معي، لكن احداً لم يوصل الموضوع إلى الإدارة.
عادة، يتعانق المشتركون بعد حلقة النتائج.. بينما لاحظنا اليوم بعض الفتور، وهذا المشهد الأسبوعي لم نره. هل أنت على خلاف مع الزملاء، خصوصاً أن الكل رأى كيف أبعدت يد مهند عنك؟
لا لم أكن أقصد شيئاً، لكنني أنزعج عندما يضع أحدهم يده علي. اما عن الفتور، فإن من كان سيواسيني بصدق، رحل قبلي.
مثل من تحديداً؟
محمد داود ورانيا شعبان.
لكن الباقين أيضاً تأثروا، منهم هادي أسود الذي بكى وعمار حسن؟
اعرف ان هادي تأثر، فقد سكنا معاً في غرفة واحدة في الفترة الأخيرة وهو يدرك اكثر من سواه طاقاتي الصوتية.

هنا حضر المخرج ناصر فقيه ليرد على استفسارات حسام بخصوص ما حصل مع لجنة التحكيم، وقال:
"مهما حصل في البرنامج، نحن عاجزون عن إرضاء الكل، ولا بدّ من وجود انتقادات في كل مرة. لكن في البداية أقول، أنه بخروج حسام مدينة اليوم، خسرنا صوتاً مميزاً جداً، وليس من مصلحتنا لا كبرنامج ولا كغدارة استبعاده، او استبعاد مشترك معين لمصلحة آخر.
ومن سيحمل لقب "سوبر ستار" سيصدر أعماله مع شركة إنتاج خاصة كما يعرف الجميع، لهذا فإن من سيفوز باللقب لا يعني الإدارة بشكل رئيسي، بقدر ما يهمها السير على قوانين البرنامج والإلتزام بالتصويت كما هو. ليس من مصلحتنا إستبعاد أي مشترك، خصوصاً مثل حسام. اما بخصوص ما جرى في مسألة الإختيار، فلكل يعلم ان المشترك هو صاحب القرار الأول والأخير في هذه المسألة، وليس اللجنة ولا الإدارة. أخبرني حسام بما حصل معه، على أن أراجع ما حصل، فوجدت ان كل الأغنيات المقدمة هي من الحقبة ذاته.
هنا تدخل حسام وقال:
الإعتراض كان على أغنية "عسلية" وعمرها 40 سنة.
فقال ناصر:
صحيح، لكن الفنان صابر الرباعي جددها، وهو فنان معاصر، وسبق أن اخبرنا المشتركين بأنهم يستطيعون تقديم أغنيات مجددة بأسلوب حديث، ورغم ذلك عادت اللجنة وغيرت اغنية "عسلية". البرنامج قائم على التصويت والكل يعرف ذلك، وحسام يدرك اكثر من سواه كم أننا كفريق عمل نحبه، عدا عن أن هناك اجماع بأنه صوته مهم جداً ومتميز، لكن لا نستطيع تغير قانون البرنامج، إنها لعبة التصويت.
اما عن موضوع لجنة التحكيم، فقال ناصر:
لطالما تلقى حسام النسبة الأكبر من ثناء أعضاء اللجنة، وهو يعرف أيضاً كمية الغزل التي تلقاها منها، كان من المفضلين. ما حصل مع حسام انه ربماك ان متردداً لا اعرف.
فعاد حسام ليقول:
لكنني اخترت أغنياتي وكنت مقتنعاً.
قال ناصر:
البرنامج يحرص على إظهار المشتركين كل مرة بصورة جديدة وإلا لماذا وجود لجنة التحكيم... هذا دورها. وأعتقد أنهم طلبوا منك تغير الأغنية لأنه سبق وأ، غنيت لملحم بركات وأبدعت في الطرب والقدود الحلبية وغيرها... أي أن الجمهور بات يعرف قدراتك، فنصحوك بالتغيير، لكن في النهاية القرار لك.
ما أريد قوله لحسام، أنه ما من تفرقة بين مشترك وآخر، أو تفضيل واحد على آخر. وعن قصة عدم وجود اللجنة، فنحن نعرف ان هناك وقت يجب ان نلتزم به، وقد اتصل بي الياس الربحاني وهو حزين جداً لخروج حسام كذلك فادية طنب الحاج. حصل لغط، واعرف انك منزعج لم تكن مرتاحاً ربما. كإدارة تلفزيون المستقبل، انت تعرف أنه مهما حصل هي لن تتخلى عنك، لسبب سيط هو انك تمتلك صوتاً مميزاً نحترمه. المهم ليس من يفوز باللقب، بل ما ستحقوقنه فيما بعد، سواء بعقد مع التلفزيون او من دونه.
قال حسام:
لست معترضا، وكلنا نعرف كم من الفنانين العمالقة قابعون في منازلهم ولم يحققوا الشهرة. البقاء ليس للأفضل.
هنا إستأذن ناصر فقيه لإكمال المؤتمر الصحفي، وما تبقى من أسئلة.
هل ستصوت لباقي المشتركين؟
كلا.

هل ستغير مواقفك مستقبلاً؟
كلا، لأنني أساساً مرتاح مادياً، والحمد لله لدي أملاك كثيرة في بلدي. أغني لأنني أحب الغناء، وهو مجال احبه وقد تعبت عليه كثيراً، خصوصاً وان الناس عرفوني من خلال فني وليس من خلال ما املكه او الشهادات الجامعية التي نلتها (محاماة). لهذا لا شيء يغريني، وسأبقى كما انا.

[email protected]


التصوير بعدسة ميكي