كاظم الساهر غاضب جدًا جدًا من روتانا

من اجواء التمرينات

رولا نصر من الدوحة: عقد الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر، وعلى هامش فعاليات مهرجان الدوحة الغنائي السادس، مؤتمرًا صحافيًا في فندق الشيراتون، في اليوم الذي سبق الحفل المبهر الذي أحياه ليل أمس (24 يناير 2005) من ضمن الليلة العراقية، إلى جانب كل من الفنانين العراقيين ياس خضر، امل خضير، وحسين نعمة، في ليلة كان الإبداع عنوانها الوحيد، والذي شاركته فيه أيضًا المطربة المتميزة أسماء المنور، صاحبة "الصوت النادر" كما وصفها الساهر، في تقديم دويتو "أشكو ايامًا"، أبدعت خلاله أسماء بشهادة الكل، قبيل أن تحيي هي أيضًا حفلها المقرر في مهرجان الدوحة يوم غد الأربعاء، الى جانب كل من ملحم بركات، هاني شاكر، وعبادي الجوهر.

إفتتح المؤتمر بسؤال عن مشاركة الفنانة أسماء المنور في مهرجان الدوحة، وإلى أي مدى يعتبر الدويتو الذي قدمته مع الساهر دافعًا او حافزًا لتسليط الأضواء عليها. فقال كاظم ان المطربة أسماء المنور تحمل صوتًا نادرًا جدًا في الوطن العربي، وهي قادرة على آداء أصعب الألحان والمقامات الغنائية، مؤكدًا بأن هذا ليس رأيه فقط، بل رأي اهل الإختصاص في الموسيقى والغناء. وقال الساهر ان اللحن الذي غناه معها "دويتو" من خلال أغنية "اشكو ايامًا"، هو من أصعب الأعمال التي لحنها هو شخصيًا، وقد أثنى آلاف من أبناء جمهوره على حسن اختياره لصوت أسماء، معتبرًا أنه ليس السبب في إطلاقها بل هي موجودة على الساحة واهل الوسط الفني يعرفونها جيدًا، مؤكدًا أنها ستتخذ مكانة مرموقة جدًا بمجرد ان يسمعها الجمهور قريبًا في أعمالها الخاصة.

وعن خلافه مع شركة روتانا ومدى إمكانية فسخ العقد بين الطرفين، قال الساهر انه غاضب جدًا من شركة روتانا وطريقة تعاملها معه،غير أن مسألة فسخ العقد صعبة جدًا بسبب وجود شخص الأمير الوليد بن طلال على رأس هرم الشركة، وهو الذي يكنّ له كل الإحترام والتقدير. ولكن عن الشركة، هو (أي كاظم)، غير راضٍ البتة وغاضب جدًا، لدرجة انه قال لهجة ممتعضة "انا كثييييير زعلان".
اما عن مسألة توزيع كليب "احبيني" على أكثر من محطة فضائية في الوقت الذي تفرض فيه روتانا حصر كليباتها على شاشة روتانا فقط، قال الساهر انه هو شخصيًا من قام بتوزيع الكليب، وهذا من حقه بحسب العقد المبرم بينه وبين روتانا، والذي ينصّ في أحد بنوده على أحقية الساهر بتوزيع الكليب الأول على الفضائيات الأخرى، مستذكرًا ما حصل خلال العام الماضي، عندما وعدته روتانا بتوزيع كليب "حافية القدمين" ، لكن الوعود بقيت وعودًا ولم يرسل العمل سوى لثلاث او اربع محطات فقط، بينما هو لا يريد ان يحرم جمهوره من مشاهدة اعماله في كل مكان، وهذا حق مشروع، ومن هذا المنطلق هو غاضب من روتانا التي اعتبر الساهر انها تعد اكثر مما تفعل وتنفذ.
وطرح احد الزملاء الصحافيين سؤالًا قال فيه: "إعتبر الشاعر كريم العراقي الأغنيات التي كتبتها، مجرد محاولات عادية وبسيطة وليست شعرًا بكل ما للكلمة من معنى؟"، فاجاب الساهر: "انا لم أصنف نفسي يومًا على أساس أنني شاعر، بل سبق وان صرحت بأنني اكتب الشعر عندما آخذ إجازة من الموسيقى، وقد قدمت الى جمهوري اغنيات حققت النجاح وكانت من كلماتي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "اغازلك"، "ضمني على صدرك"، "لا تتنهد"، "محروس" وغيرها الكثير".
وطرح مسؤول اللجنة الإعلامية لمهرجان الدوحة، الإعلامي تيسير عبدالله، سؤالًا حول سبب كسر كاظم الساهر للقاعدة التي يتبعها لجهة عدم غناء الحان سواه، وذلك من خلال الأوبريت الذي قدمه في دورة "خليجي 17" في قطر. فقال الساهر انه تردد في البداية، لكن عندما تعرّف على طبيعة العمل، نسي كل شيء ولم يفكر سوى بتقديم هذا الأوبريت الرائع كهدية للشعب العراقي، كما اكد الساهر على احترامه الكبير لشخص الشيخ جاسم بن حمد خصوصًا عندما نزل الى ارض الملعب في ليلة الإفتتاح. واضاف كاظم انه سبق وكسر القاعدة عندما غنى مع سارة رايتمان وليني كرافيس.

وسئل الساهر عن سبب غياب الفنانين العرب بشكل عام عن الأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية، ومنها على سبيل المثال كارثة "تسونامي" التي ضربت جنوب آسيا، عكس ما حصل في الخارج عندما تبرّع عدد كبير من الفنانين لضحايا المأساة. فقال كاظم انه يعرف عددًا كبيرًا من الفنانين الذين يقدمون اعمالًا خيرية دون ان يفصحوا او يعلنوا عنها، لذا هو متاكد ان كثيرين منهم تبرعوا والجمهور لم يعرف ذلك.
وعن مشاركته في الليلة الخاصة بالفن العراقي وإشرافه عليها، شرح الساهر ان الفكرة كانت له، عرضها على القيمين على المهرجان، فرحبوا بها وسعوا الى تنفيذها، متوجهًا لهم بالشكر الكبير. وأكد الساهر انه يشعر بالفخر تجاه الغناء في هذه الليلة التي تضم فنانين كبارًا من العراق، وعلى رأسهم ياس خضر، الى جانب حسين نعمة وامل خضير، وهم من الفنانين القديرين ولكنهم وللأسف لم يتمكنوا من الإنتشار عربيًا بسبب وجودهم في العراق طوال الفترة السابقة. كما اكد الساهر انه حاول ايضًا الإتصال بالفنان العراقي الدكتور فاضل عواد، لكنه وللأسف لم يوفق في الحصول على رقم هاتفه، وهو موجود حاليًا في ليبيا، شاكرًا إدارة المهرجان على لفتتها الكريمة ازاء الفن العراقي.
كما سئل الساهر عن اغنية "البرتقالة" وانتشار مثيلات لها في الوقت الحالي، حيث اعتبر البعض ان هذه الأغنية هي تشويه للتراث العراقي. فقال الساهر انه لا يجد "البرتقالة" سيئة او سخيفة كما يقول البعض، ابدًا، بل هي اغنية جميلة وجيدة. وأضاف بأن مشاهد الرقص في الكليب التي استحوذت على حصة الأسد من الإنتقادات، هي من التراث العراقي الموجود عند الغجر في إحدى مناطق العراق، أي أن ما شاهده الجمهور العربي هو من صميم الفولكلور، معتبرًا أنه كان من الأفضل تقديم المشاهد الراقصة بطريقة مدروسة اكثر واكثر احترامًا، كما تمنى لو ارتدت الفتيات الزي التراثي الخاص بهذه الرقصات.
وعن مهرجان "هلا فبراير" سئل الساهر عن إمكانية مشاركته في المهرجان، فقال ان الدعوة لم توجه إليه بالإساس، وفي حال وجهّت هو لا يتردد ابدًا في التواجد على أي ارض للقاء جمهوره، مؤكدًا ان علاقة قوية تربطه بأصدقاء من الكويت، وبأنه يلتقي جمهوره الكويتي في دول اخرى.
وعن اسباب عدم التعاون بينه وبين الفنان محمد عبده بعد ان اعلن فعليًا عن هذا المشروع (خلال فعاليات مهرجان الدوحة الخامس)، قال الساهر مازحًا: "اكيد الأسباب مش سياسية". واضاف: من جهتي لا يوجد اي سبب او مانع، انا عرضت فكرة لم تحظ ربما بإعجاب الطرف الثاني، وهذا عادي وطبيعي، ولا ينفي ابدًا مسألة احترامنا لشخص وفن الفنان القدير محمد عبده.


[email protected]