إسلام أباد من جاسم تقي: أكد رئيس المخابرات العسكرية الباكستاني السابق الجنرال أسد دوراني أن تنظيم القاعدة ما زال قوياً وأنه قادر على تحدي الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح دوراني أن "قوة القاعدة وراء تمكن أسامة بن لادن من الاختباء على الرغم من كافة جهود الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزة مخابراتها المدنية والعسكرية وأجهزة تصنتها الإلكترونية عبر الأقمار الصناعية وتعاون الباكستان وأجهزة مخابراتها مع واشنطن لإلقاء القبض عليه دون جدوى".
وذكر الجنرال دوراني الذي عمل أيضا سفيرا لباكستان في ألمانيا والسعودية في حديث لصحيفة "ديلي نيوز" الباكستانية أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة قادر على تنظيم هجوم انتحاري ضد الولايات المتحدة الأمريكية شبيه بما قام به في 11سبتمبر 2001م. وأضاف أن المخابرات العسكرية الباكستانية تتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لإلقاء القبض على بن لادن ونائبه أيمن الظواهري ولكن كافة تلك الأجهزة عجزت في مساعيها في العثور على قادة القاعدة الذين lازالوا مختبئين ويصدرون أشرطة فيديو صوتية للفضائيات العربية لاسيما قناة الجزيرة تتوعد بالانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية وشن هجوم ضد المدن الأمريكية.
وأعرب دوراني عن مخالفته لوجهة النظر الأمريكية التي تقول إن الإدارة الأمريكية نجحت في تفتيت القاعدة وقطع شبكة الاتصالات بين مختلف خلاياها النائمة. وقال إنه "لو كانت وجهة النظر الأمريكية صحيحة فكيف تمكن تنظيم القاعدة من تنظيم الأعمال الإرهابية في مدريد وفي أماكن مختلفة من العالم".
وأعرب عن اعتقاده أن بن لادن يختبئ في منطقة ما لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الحليفة لها أن تشك فيها وهذا يفسر فشل الأجهزة الأمنية الأمريكية وأجهزة مخابرات الدول المتحالفة معها في إلقاء القبض على بن لادن حتى بعد مضي 3 سنوات على أحداث 11 واستبعد دوراني أن يكون بن لادن يختبئ في منطقة القبائل ولكنه يعتقد أنه ربما يكون مختبئاً في إحدى المدن الأفغانية أو الباكستانية.
و على صعيد آخر تستعد القوات الأمريكية للقيام بحملة جديدة ضد حركة طالبان وفلول القاعدة في الشريط البشتوني الممتد في الأقسام الجنوبية والجنوبية الشرقية من أفغانستان لتأمين تلك المناطق قبل الانتخابات البرلمانية في أفغانستان المزمع عقدها في أبريل المقبل. وقد شكلت الولايات المتحدة الأمريكية قوة تتكون من 18 ألف جندي للقيام بهذه الحملة الشتوية ضد مناطق طالبان في أفغانستان وفي مناطق الحدود المتاخمة للباكستان. وكشف مراقبون أن نجاح الولايات المتحدة الأمريكية والجيش الأفغاني في إحباط العمليات العسكرية لطالبان يعود إلى تعاون القوات الأمريكية والأفغانية مع قادة القبائل البشتون مقابل دفع مبالغ كبيرة لهم وانتهاج مبدأ "الهجوم هو خير طريقة للدفاع" أي بمداهمة معاقل ميليشيا طالبان وفلول القاعدة أينما وجدت قبل إتاحة الفرصة لها لتنظيم أية عملية عسكرية.