القاهرة ـ عنتر السيد: عندما ولدت فنيا كانت بين العمالقة على رغم ان نشأتها كانت تحت الأضواء بحكم عمل والدها المخرج التلفزيوني عادل صادق وعلى رغم نجاحاتها الفنية من عمل إلى آخر واستقرارها على المستوى الأسري بعد زواج مبكر وإنجاب لطفلين إلا ان حياتها تعرضت لزلزال أدى إلى الانفصال.. مع وفاء صادق النجمة المتألقة دائما كان هذا اللقاء.

gt; هناك اتهام يوجه إليك دائما بأنك فنانة الأدوار الجادة على الشاشة.. فهل ذلك نابع من طبيعة شخصيتك؟ وكيف حاولت التمرد عليها؟

ـ اقبل الأدوار الجيدة التي تعرض عليّ سواء كانت جادة أو غير ذلك وفي مشواري الفني عدد من الأعمال الكوميدية ولكنها قليلة إذا ما قيست بكل أعمالي.. كما قدمت ادوار الشر في مسلسل «عائلة الديناصورات» وقدمت الكوميديا والاستعراض في مسرحية «غراميات عطوة أبو مطوة».. وإذا كان هناك بعض المخرجين والمنتجين يرشحونني دائما للأدوار الجادة التي تميزت من خلالها إلا أنني أسعى دائما إلى التمرد عليها كلما عرضت علي ّ فرصة الخروج عن نطاق تلك الشخصية.

gt; لم يكن الطريق السينمائي ممهدا لنجمة صنفت بأنها تلفزيونية من الدرجة الأولى.. فهل توقف رصيدك في السينما عند فيلم واحد هو «القبطان» هذا التساؤل الذي يقودنا إلى الاستفسار بأن وفاء صادق لا تحمل مواصفات نجمة السينما أم ان ذلك بسبب رفضك لأدوار الإغراء التي تتطلبها السينما أم انك غير محظوظة سينمائيا بالمرة؟

ـ تلك التجربة في فيلم «القبطان» كانت ممتعة مع محمود عبدالعزيز على رغم ان الفيلم لم يحقق النجاح المتوقع لعدم وجود دعاية كافية له، إلا انه على المستوى النقدي كان رائعا وعلى المستوى الشخصي أشبعني فنيا، وعلى مستوى المهرجانات والجوائز حصلت من خلاله على ثلاث جوائز وهذا يسعدني في حد ذاته.. لكن لكوني فنانة ملتزمة ترفض تقديم ادوار الإغراء أو المشاهد الساخنة أو ارفض ارتداء المايوه في عمل فني، وهذا مبدأ التزمته منذ البداية فأنا أم ولي أطفال يجب ان أحافظ على نفسي كفنانة ملتزمة حتى لو لم أكن أما، هذا الأسلوب بالطبع لا يغري القائمين على السينما بترشيحي لبعض الأفلام.

أشياء هايفة

وفي دهشة واستغراب تساءلت وفاء صادق.. أين السينما المصرية الآن؟ وأجابت بنفسها لا توجد سينما حقيقية بالمعنى المفهوم عن السينما.. ما يعرض حاليا ليس بسينما ولكن أشياء ضاحكة وهايفة عندما نشاهدها لا نخرج منها بشيء ولا نستفيد منها على المستوى الفني. ونستطيع ان نؤكد ان السينما المصرية الحقيقية في بيات شتوي منذ عشر سنوات تقريبا ولا نتذكر لها من الأفلام المهمة في السنوات الأخيرة سوى عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة مثل «سهر الليالي وبحب السيما وأحلى الأوقات ومافيا وأسرار البنات».. وغير ذلك فقد توقفت السينما المصرية عن الإبداع بسبب الموجة السائدة حاليا.

الاتجاه الجاد نفسه في التلفزيون انتقلت به إلى المسرح فهي مقلة مسرحيا ولكنها عندما تتواجد فهي في مسرح الدولة بعيدا عن مسرحيات الابتذال التي يقدمها القطاع الخاص.. فسرت وفاء صادق موقفها من المسرح بقولها: كل أعمالي المسرحية كانت لمسرح الدولة الذي يتمتع بالأعمال المحترمة والجادة، التي تحترم عقلية ومشاعر الجماهير.. مسرح نظيف لا تخجل منه الأسرة ولا تقع في حرج عند مشاهدته.. واختياراتي المسرحية أيضا هي جزء من تكويني وطبيعة شخصيتي الجادة.. ولهذا السبب كان رصيدي المسرحي أربعة عروض فقط.. فما يغريني هو جودة الموضوع. ومن وجهة نظري ان الفن في حياتي ليس للاسترزاق وجمع المال.. الفن في حياتي غاية وهدف نبيل وليس وسيلة للشهرة.. لأن كثيراً من الفنانات مشهورات وقد تكون شهرتهن على المستوى الإعلامي اكبر من شهرتي لأنني ابتعد كثيرا عن الأضواء الكاذبة، ولم اصنع شهرتي من خلال وسائل الإعلام ولكن اصنعها من خلال أعمالي فقط وحجم الجهد الذي ابذله من خلالها.

وأضافت: أنا فنانة تتلمذت في مدارس كبار النجوم وعملي معهم اكسبني خبرة كبيرة ما كنت اكتسبها عن طريق مليون دراسة ولكوني احقق نجاحا وسط الكبار فهذا يجعلني أسعى دائما إلى الحفاظ على المكاسب الفنية التي حققتها وذلك عن طريق الأعمال الجيدة والأدوار الجيدة التي تفرض احترامها على الجمهور والنقاد على حد سواء.. وهذه مسؤولية ليست سهلة كما يتخيل البعض لأنني أحيانا اجلس في بيتي وقتا كبيرا حتى اعثر على العمل الذي يغريني بالعودة والوقوف أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح.

ولست نادمة على اختيار هذا الطريق فكوني أما لطفلين يجعلني حريصة على تربيتهما بشكل جيد.. طارق 4 سنوات ونور سنتان هما كل حياتي.. هما حبي الحقيقي ولهذا السبب لا أفكر في تجربة زوجية أخرى لأنني متشبعة بحب أولادي إلى أقصى درجة إلى جانب تشبعي بالمشاعر الفنية لأن الفن يحقق لي حالة من المتعة الشديدة والمشاعر الفياضة ويجعلني اخرج كل ما بداخلي من أحاسيس ومشاعر.