دبي - محمد نجيب سعد: لعلها المرة الاولى التي يقف فيها احد المرضى أمام وسائل الاعلام المقروء والمرئية ليتحدث عن قصة مرضه وتفاصيل علاقته الجنسية بزوجته اثناء فترة المرض ورحلته مع العلاج. وتغلب بذلك على العقبات التي تقف امام الرجل الشرقي, وتمنعه من الحديث عن شيء يعتبر من التابو الذي لا يمكن الحديث عنه في المجتمعات العربية. ولوحظ ان هذه الايجابية ترافقت مع اهتمام ترويجي بواحد من اشهر الادوية في علاج الضعف الجنسي عند الذكور.
حدث هذا "الاختراق" القوي للعقلية الذكورية عندما وقف المصري محمد مرزوق ( 58 سنة) في مؤتمر اعلامي نظمته شركة "فايزر", ليتحدث عن مشكلة دأب رجال العرب على الصمت عنها, اي الضعف الجنسي. وأوضح انه عانى فقدان القدرة على الانتصاب منذ خمس سنوات, ما ادى الى عدم قيامه بواجباته الزوجية. وشكّت زوجته في وجود علاقة له مع امرأة اخرى!
*المرض يستوجب العلاج وليس الاحراج
روى مرزوق مشكلته مع الضعف الجنسي من خلال برنامج "فيكتوري" الذي اطلقته شركة "فايزر" للادوية اخيراً في دبي, للتغلب على مشكلة الضعف الجنسي المحرجة للرجال, بواسطة استعمال عقار "فياغرا" الشهير. وأوضح ان الضعف الجنسي الذي حدث له اصابه بالاكتئاب والقلق. وأدى الى اهماله عمله والهروب من منزله لئلا يجبر على مواجهة زوجته, التي نظرت اليه بريبة وشكت في سلوكه .
تهدف الحملة لرفع الوعي بمشكلة ضعف الانتصاب التي تحول دون تأدية الرجال للوظيفة الجنسية على الوجه الاكمل. ويقدم البرنامج هذه المشكلة باعتبارها مرضاً يستوجب العلاج, وليست وصمة تجبر صاحبها على وراء أصابعه.
وأطلقت الحملة في اكثر من 100 بلد حول العالم لفتح امل جديد امام نحو 130 مليون رجل يعانون الضعف الجنسي ولا يسعون الى طلب العلاج, بحسب ما أوضح الدكتور محمد خليفة, المسؤول عن عقاقير المسالك البولية والذكورة في شركة "فايزر- الشرق الاوسط".
وأوضح الدكتور خالد لطفي دعبس, نائب رئيس الجمعية الدولية للجراحات الجنسية في محاضرته حول الصحة الجنسية, ان التعريف الحديث للضعف الجنسي عند الذكور يتلخص في "ان يكون الرجل غير قادر على تحقيق انتصاب كاف للقيام بممارسة جنسية كاملة".
وشدد دعبس على حقيقة ان 30 في المئة من الرجال يصاب بدرجة من درجات الضعف الجنسي, عند بلوغهم سن الاربعين. وتزيد هذه النسبة بمعدل 10 في المئة كل عشر سنوات. وتصل الى 40 في المئة في حالة اضافة مرض السكري, و60 في المئة مرض الاكتئاب, واكثر من 60 في المئة لو أضفنا مرض الضغط والكوليسترول. ولفت الى ان المعدلات الطبيعية للممارسة الجنسية لدى الانسان عند سن الاربعين, تتراوح بين 3و6 مرات شهرياً أي بمعدل 63 مرة في العام.
وذكر ان الممارسة الجنسية تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم, وزيادة معدل الأجسام المضادة في الجسم, وزيادة المناعة العامة, ما يساعد على الوقاية من بعض الأمراض, وكذلك تساعد في انخفاض معدلات الاصابة بجلطات المخ والقلب .
وأشار الى ان انعدام الممارسة الجنسية, نتيجة للضعف, يؤدي عموماً الى العنف الأسري, وعدم التواصل مع الطرف الآخر, والتوتر, والعصبية, وانخفاض الانتاج, والانحراف وغيرها. وأشار الى ان أسباب الضعف الجنسي ذكورياً, في الاعمار بين 35و40, تعود معظمها الى أسباب نفسية, اما في سن الخمسين فتأتي الأسباب العضوية في الطليعة.
*الجنس في آخر العمر
وأوضح دعبس انه لا يوجد مريض لا يستطيع العلاج من الضعف الجنسي, ولكن هناك مريض غير مطلوب منه ممارسة الجنس لاصابته ببعض الامراض. وشدد على قدرة الرجل على ممارسة الجنس حتى نهاية عمره.
وفي المقابل, لاحظ ان 65 في المئة من مستهلكي ادوية دعم الاداء الجنسي عند الذكور, لا يعانون مشاكل مرضية, لكنهم يسعون نحو أداء افضل. وقسم ضعف الانتصاب الى اربع درجات, اولاها ان يكون العضو فاقداً للقدرة على الانتصاب كلياً, وتتمثل الثانية في حدوث استجابة جزئية, والثالثة في حدوث تمدد يشبه الانتصاب مع فقدان القدرة على الاختراق, وفي الدرجة الرابعة يحدث انتصاب متوسط. ونبّه الى ان مؤشرات مستهلكي الادوية الجنسية تدل الى ان 35 في المئة يريدون اداء يشبه ما كان لديهم ايام كانوا في سن العشرين, و29 في المئة يرغبون في افضل انتصاب ممكن, و22 في المئة محتاجون لمعالجة مشكلة الانتصاب.
وفي السياق نفسه, اوضح الدكتور اشرف رضوان مدير التسويق في شركة "فايزر" السعودية, ان حجم السوق السعودي لهذا النوع الادوية بلغ نحو 1.3 بليون دولار العام 2003. ويمثل عقار "فياغرا" نحو 60 في المئة من حجم هذا السوق سعودياً.
التعليقات