نوال الراشد: في آخر إحصائية رسمية نشرتها وزارة الصحة ذكرت أن نسبة عدد السعوديين المصابين بمرض نقص المناعة قد بلغ 1509مصابين وأن نسبة النساء السعوديات من بين المصابين قد بلغ 3- 1وأن أغلب عدد أعمار المصابين كان يتراوح ما بين 15- 45عاماً وتعتبر مدينة جدة أعلى المدن السعودية تسجيلاً لحالات المرض حيث بلغت 41% تليها الرياض 16% والدمام 12% ومن ثم عسير بواقع 6% وأوضحت الاحصائية إلى أن نسبة انتقال العدوى بمرض الايدز على نحو 45% نتيجة الاتصال الجنسي و27% لأسباب غير معروفة و20% نتيجة نقل دم ملوث من الخارج و6% نتيجة انتقال من الأم الحامل إلى الجنين و2% بسبب المخدرات.
معاناة أسرية
ظهرت فكرة طرح هذا التحقيق حول مرض نقص المناعة الإيدز من المرضى أنفسهم حيث اجتمع مجموعة من الشباب الذين أنهكهم المرض وتوقف بهم الزمن وأخذوا يتكلمون ل "الرياض" عن معاناتهم الأسرية قبل الصحية ويتحدثون عن واقعهم المظلم وخاصة أنه لا توجد مؤسسة اجتماعية تهتم بشؤونهم وترعى مصالحهم في ظل فقدانهم لوظائفهم فهم يعانون من الفقر والبطالة والحرمان الأسري ومن خلال حوارنا معهم حاولنا التعرف على تطور المستجدات الطبية لعلاج هذا المرض في العالم وكيف يمكن للمريض أن يعيش حياته الطبيعية بعد الإصابة وأن يتخطى العوامل النفسية والاجتماعية ويكون فرداً منتجاً قادراً على مواصلة الحياة من جديد.
في مجتمع الرياض الطبي التقينا بهؤلاء الشباب والذي تحدث كل واحد منهم عن المشاكل التي يعاني منها وكانت البطالة وفقدان الوظيفة هي العامل المشترك لهم جميعاً.
اعترف أنني أخطأت
الشاب الأول محمد عمره 24سنة غير متزوج كان يعمل في القطاع العسكري ويحمل شهادة الثانوية العامة، يقول: إن سبب إصابتي بالمرض الإيدز كان بسبب كثرة السفر إلى الخارج وأن معيار حياتي قد اختلف كلياً عن ما كنت أعيشه في الماضي فتركت العمل والمدينة التي كنت أعمل بها فرجعت إلى الرياض ومن المشاكل التي واجهتني هو اصطدامي مع أسرتي وخاصة والدي الذي رفض رفضاً قاطعاً أن أرجع إلى البيت وأن أعيش مع والدتي وأخوتي لدرجة أنه كان يتوعد أخوتي بعدم فتح الباب لي بعد فقداني لعملي ومن الطبيعي أن أعاني من الفقر والبطالة وبعدها كان لا بد لي من البحث عن عمل يسد حاجتي عن الناس فلم أجد إلا بصعوبة فعملت سائق باص عند أحد الأشخاص في البطحاء وكانت أجرتي باليومية وبعد فترة استطعت العمل لحسابي الخاص ولكن حصل لي حادث أدى إلى خسارتي لعملي تفاقمت علي الديون وأنا الآن أعيش في نهايات العالم وأعرف أنني أخطأت ولكن من حقي أن أعيش وأقضي باقي عمري مثل أي إنسان يحصل على فرصة للحياة.. لا تسخروا مني إذا قلت أنني أحلم بالزواج والأطفال والأسرة لا تسخروا مني إذا قلت إنني أريد أن أكمل باقي حياتي كإنسان للأسف إن علاجي في مجمع الرياض الطبي قد أحبطني وزاد من معاناتي وإحساسي بالتعاسة فدوره الأساسي لا يتعدى أن يأخذ مني تحاليل الدم كل فترة ويصرف لي العلاج ولم أذكر مرة أنهم سألوني عن وضعي ومعيشتي أو حاولوا أن يساعدوني اجتماعياً أو حتى نفسياً حتى أستطيع استكمال باقي حياتي، فأنا الآن أعيش في الحديقة القريبة من المستشفى فهي بيتي وملاذي ولا يوجد لي أي مصدر رزق سوى من بعض المحسنين وأريد أن أعمل أريد أن أعيش فامنحوني الفرصة.
جعلوني مريضاً
أحمد 29سنة غير متزوج كان يعمل في شركة حكومية كبرى يحمل الثانوية التجارية مصاب بالإيدز منذ 20سنة يقول انتقل لي المرض وذلك عن طريق نقل الدم في مستشفى الملك خالد الجامعي عام 1405ه حيث كان عمري في ذلك الوقت 9سنوات وبعد ذلك استطعت الحصول على تقارير طبية تثبت أنني أصبت بهذا المرض، وبعد مرور هذه الأعوام تم إصابتي بخمسة أمراض منها التهاب الكبد الوبائي وبالرغم من مرور هذه السنوات لم أجد العناية والاهتمام من قبل المستشفى وخاصة أنه المتسبب في حالتي ويقول أحمد تقاعدت عن العمل منذ عشر سنوات ولدي الكثير من الديون والتي لم استطع سدادها وذلك بسبب أنني العائل الوحيد لدى أسرتي فأنا الذي أصرف على اخوتي بعد طلاق أمي من أبي علاقتي بوالدتي علاقة طيبة وطبيعية وأما والدي فقد تزوج وتركنا منذ سنوات ولا نعلم عنه أي شيء وأنا في ظل هذه الديون ما زلت أبحث عن عمل حتى أستطيع أنا وأسرتي العيش ولكن بدون جدوى فأنا كمريض بهذا المرض الذي ليس لي فيه ذنب محارب من المجتمع وممنوع من فرص العمل وأنا على استعداد أن أعمل في أي وظيفة تتناسب مع وضعي وأنا على أتم الاستعداد أن أعمل منذ الآن المهم أنني أعول والدتي وأخواني الذين هم بحاجة إلى المساعدة وأنني أناشد كل جهات التوظيف من شركات أو مؤسسات بتوظيفي وأستطيع أن أسدد كل ما لدي من ديون.
أهلي يحاربوني
ماجد 29سنة متزوج سابقاً وله طفلة كان يعمل في القطاع العسكري ويحمل الشهادة الابتدائية، سبب إصابته بالمرض لا يعرف سوى أنه قبل سنة أصيب بحالة إغماء وتعب نقل على أثرها لأحد المستشفيات الخاصة بجدة بعدها خرجت التحاليل التي تثبت إصابتي بمرض نقص المناعة الإيدز وبصراحة لا أعلم كيف أصبت بالمرض ولا أذكر أنني سافرت إل الخارج وتحولت بعدها إلى مجمع الرياض الطبي وقيل لي أنني حامل للمرض منذ أربع سنوات بعدها تركت العمل وأصبت بحالة نفسية سيئة ولم يعرف إنني مصاب سوى والدي وأخي فأما والدي فلقد أقفل أبواب الدنيا في وجهي حين أخبره أخي بمرضي وكل الذي قاله لي (خلي بينا تلفون) تصوروا كيف وقعت هذه الكلمة على نفسي أنه لا يريد أن يراني أو يزورني يخاف أن ينتقل إليه المرض وهذا ما زاد ألمي أن تكون ردة فعل والدي، ونظرة المجتمع المؤلمة لنا كمرضى صعبة لأنهم يعتقدون أن أي مصاب لابد أنه كان يمارس الرذيلة وهذا الكلام غير صحيح، فالمجميع يظلمنا ويقسو علينا لدرجة أن الواحد منا يتمنى لون أنه يموت أفضل، والذي يزيد الأمر تعقيداً أن المستشفى هنا لا يحاول أن يعالجنا نفسياً ويبحث في أمورنا الاجتماعية ليتعرف على ما لدينا من مشاكل ويحاول أن يخفف عنا المصاب. المستشفى هنا هو أن تدخل وتأخد التحليل ويصرف لك العلاج وغير ذلك لا يوجد رعاية أو اهتمام في المريض من النواحي النفسية أو الاجتماعية.
المتطوعون في رعاية المرضى
التطوع خدمة اجتماعية سامية العاملون فيها يعملون بدون مقابل في رعاية المرضى وتفقد أحوالهم ومساعدتهم ولكن في مثل هذا المرض هل هناك بالفعل متطوعون يقول محمد القحطاني المتطوع الذي قام بالتنسيق والحوار مع المرضى بالإجابة حيث قال نادرا ما تجد شخصا يكرس وقته لخدمة المرضى بدون مقابل وخاصة المصابين بهذا النوع من الأمراض الذين يخاف منهم الكثيرون بسبب انتقال العدوى ولكن أنا أخدمهم هنا لوجه الله ولقد وجدتهم بالفعل بحاجة للاهتمام والرعاية فالكثير منهم يعاني الأزمات النفسية والمادية وخاصة في ظل عدم وجود بحث اجتماعي لكل حالة من الحالات. المريض داخل قسم الأمراض المعدية في مجمع الرياض الطبي الذي يشتكي من هذا الاهمال حيث دور القسم هنا هو ان يدخل المريض لكي يأخذ التحليل الدوري ويصرف له علاج فقط واما الجانب الاجتماعي والنفسي غير موجود وخاصة أنه يساعد على تخطي مراحل المرض ومن خلال التقائي بهم هنا وجدت ان هؤلاء المرضى من الشباب بحاجة إلى الاهتمام والرعاية وكنت احرص على التعرف على مشاكلهم المادية والاجتماعية وان أساعدهم ما استطعت صحيح ان هذا ليس من اختصاصي في العمل ولكن الواجب الإنساني فوق كل شيء.
وأحب ان أشير إلى ان الكثير منهم يعاني البطالة والفقر والحاجة إلى المادة حتى يستطيع ان يعيش وأحاول ان أقوم بمساعدتهم عن طريق لجنة أصدقاء المرضى في المستشفى وإذا قامت بمساعدتهم مادياً فهي تصرف مبلغ 1000ريال لمرة واحدة فهل يستطيع المريض ان يعيش بهذا المبلغ طوال حياته ان الكثير من هؤلاء الشباب المصابين بحاجة إلى العمل ولديهم الرغبة في العمل فالعمل هو الحل الذي من خلاله يستطيعون التعايش مع الآخرين في المجتمع ولا يكونون عالة على أحد.
الدكتور عبدالله الحقيل استشاري ورئيس شعبة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي يتناول في هذا التحقيق بعض المحاور الطبية المتعلقة بهذا المرض، فإلى تفاصيل الحوار:
- مرضى الإيدز أفراد في المجتمع لا يزالون يعيشون ظلم التمييز الاجتماعي الذي جعلهم في عزلة عن العالم بسبب المرض الذي أثر على حياتهم الخاصة، كيف نعمل على تصحيح هذا المفهوم؟
- يعاني جميع مرضى الإيدز من النظرة الدونية في المجتمع حيث اقترن وجود هذا المرض منذ بدايات ظهوره في منتصف الثمانينات الميلادية في كثير من بلدان العالم وخاصة البلدان العربية والإسلامية بحالات الشذوذ الجنسي والمخدرات واقترن انتشار مرض نقص المناعة بهذا النوع من السلوكيات المحرمة حتى أصبح لدى الناس قناعة ان كل شخص مصاب لابد ان يكون مرتكبا لهذه المحرمات وعليه يجب ان ينبذ عقابا له بالإضافة إلى الخوف السريع من انتقال العدوى للآخرين بمجرد الكلام معهم أو المصافحة فالجانب الطبي يتحمل جزءا كبيرا من هذا الخطأ فعند بدايات المرض لم تتضح الصورة العلمية الصحيحة كما هو الآن ولم يكن في ذلك الوقت الأبحاث والعلاج قد توصلت إلى أنه يمكن ان يقلل أو يخفف من نسبة انتشار المرض كما هو الآن، كما أثبتت الأبحاث الطبية العالمية الأخيرة ان ليس كل المصابين بهذا المرضى هم مصابون بالشذوذ الجنسي أو متعاطون للمخدرات إنما الكثير من الإصابات كانت عن طريق نقل الدم الملوث أو عمليات نقل الأعضاء أو استخدام المواد الحادة إذا كانت غير معقمة بشكل كاف وان المصاب بمرض الإيدز شأنه كشأن أي مريض محتاج إلي الرعاية الطبية والاهتمام والمساعدة والأهم هو تصحيح مفهوم ان المصاب بهذا المرض مثل المريض لا يمكن ان ينقل المرض بالمحاكة اليومية ويستطيع ان يمارس حياته بشكل طبيعي وان يشارك في الزيارات الاجتماعية والتعامل الاجتماعي مع أسرهم وكل هذه العوامل الاجتماعية والنفسية تساعد المرضى على ان يعيشوا مثلهم مثل الآخرين ومن الخطأ ان نعاقبهم وقد لا يكون لهم ذنب في الإصابة به وبذلك نزيد من إيلامهم النفسي بعد الإصابة.
- بماذا تفسر زيادة النسبة السنوية لعدد المصابين السعوديين بمرض الإيدز؟ وكيف ترى دخول المرأة السعودية في هذه النسبة؟
- الإحصائيات لمرضى الإيدز في المملكة تعتبر مقيدة بوزارة الصحة فهي الجهة المعنية بتسجيل الحالات في المملكة وفي الماضي كما أسلفت مر المرض بفترتين الأولى ما قبل 85إلى بداية 92كانت نسبة انتقال المرض بسبب نقل الدم ونقل الاعضاء اما الآن وبعد الفحص الإلزامي للمتبرعين سواء بالدم أو الأعضاء انخفضت نسبة المرض إلى 3% في المليون، وإما بعد فترة 92أستطيع ان أؤكد ان أغلب الحالات المسجلة لدينا في المستشفى كانت عن طريق الاتصال الجنسي وتعاطي المخدرات ومن المهم التوضيح هنا ان ما نسبته 75% من الإصابات المسجلة كان عن طريق الاتصال الجنسي غير المثلى أي بين رجل وامرأة وتصحيح الاعتقاد ان طريقة انتقال المرض لا تكون إلاّ عن طريق الاتصال المثلى، وان نسبة إصابة المرأة السعودية بهذا المرض لدى إحصائيات المستشفى قد بلغت 40% من الطبيعي ان نقول ان سبب إصابتها كان عن طريق الزوج في المقام الأول كما أحب ان أشير إلى أنه يوجد لدينا أيضاً أطفال في سن الطفولة المبكرة من سنة إلى 13مصابين بمرض الإيدز وكانت سبب إصابتهم السابقة إما عن طريق نقل الدم أو عن طريق إصابة الأم الحامل بهذا المرض.
- يقال انه يستطيع الرجل المصاب بالإيدز الزواج من امرأة مصابة بنفس المرض؟ وما هي الترتيبات في حالة حمل الزوجة؟
- يستطيع الرجل والمرأة المصابان بمرض الإيدز الزواج وهذه المقولة صحيحة واحتمالية حصولها صحيحة وأعتقد ان النقطة الاجتماعية هنا هي التي تحدد هذا النوع من الزواج، وفي بعض التحفظات الطبية الخاصة سواء كان الزوج أو الزوجة وهي تقدم المرض أو عنده نوع من الفيروس المقاوم للعلاجات على أساس ما ينتقل للطرف الثاني وغير ذلك لا يوجد هناك أي مشكلة، واما موضوع الحمل للزوجة فهذا موضوع حساس بنسبة فرص انتقال المرض إلى الجنين فنحن نتكلم عن 15% إلى 1% تحكمها عدة عوامل منها نسبة الفيروس في الدم، نشاط الخلايا المناعية، إذا كانت نسبة الفيروس في الدم قليلة جداً ونسبة المناعية نشيطة جداً تقل نسبة الإصابة إلى 1% للجنسين وإذا كانت الظروف الاجتماعية للطرفين تسمح بهذا الزواج هذا ولديهم اصرار عليه فلا مانع وعندنا نتائج جيدة لأمهات مصابات بالمرض وأنجبن ونرجع ونقول تحكمنا عوامل طبية دقيقة جداً.
- تتفاوت كيفية العلاج لمرضى الإيدز من مستشفى إلى آخر حيث يشتكي كثير من المرضى في مجمع الرياض الطبي بالاهمال في قسم الأمراض المعدية ومن عدم تكامل العلاج النفسي والاجتماعي بينما يختلف الأمر في مستشفى التخصصي ما تعليقكم على تفاوت نسبة فرص العلاج؟ وهل تؤيد ان يكون هناك مركز طبي موحد لعلاج المصابين؟
- ليس من حقي التعليق على كيفية الخدمة المقدمة لعلاج هؤلاء المرضى في المستشفيات الأخرى بسبب قصور المعلومات بالإضافة إلى ان هذه مسؤولية المستشفيات ولكن من حق كافة المرضى في أي مستشفى أو مركز علاجي ان يأخذوا حقهم من العلاج المتكامل حتى وان يكون الكادر الطبي المعالج من الأطباء والممرضين والصيدلة والعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي، واما ان يكون مركز موحدا فهذا في اعتقادي صعب جداً وسيكون هناك مشقة على المرضى والمراجعين ومن الطبيعي ان يتحول المرضى إلى أقرب مستشفى تابع لمنطقة المريض أو يتم تحويله إلى المستشفى التخصصي هنا في بعض الحالات المتقدمة جداً، وعموماً من حق المريض ان يتعالج مثله مثل أي مريض مصاب بمرض آخر كما ان من الأهمية توفر العلاج الطبي وتكامله مع العلاج النفسي والاجتماعي فالعلاج ليس عقاقير طبية فقط إنما معايشة إنسانية لحالة المريض.
- جميع مرضى الإيدز هم من الناس العاطلين عن العمل والذين لا يجدون وظائف أو ممن فصلوا من أعمالهم بسبب ان المستشفيات التي يتعالجون بها ترسل تقارير طبية حول إصابتهم بالمرض، كيف نعمل على مساعدتهم ودمجهم في المجالات الوظيفية من جديد؟
- بصراحة ليس صحيحاً ان المستشفى يرسل تقارير عن الحالة المرضية للموظفين في أعمالهم وأنا أتكلم عن المستشفى التخصصي بالذات وليس لي علم بالمستشفيات الأخرى ولكن من المعروف ان الحالة الطبية والتقارير تكون سرية المعلومات ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها لا الجهات الوظيفية أو غيرها إلاّ عن طريق تقديم طلب من هيئة طبية حكومية للاستفسار عن حالة المريض، والمفهوم الخاطئ كما ذكرنا سابقاً في مفهوم المرض وطريقة انتقال المرض هي السبب فالمريض الموظف لا يمكن ان يعدي زملاءه بالكلام أو المصافحة أو الجلوس معهم في مكان واحد والمرضى يستطيعون العمل في مختلف المجالات الوظيفية بشكل طبيعي ما عدى بعض المجالات الطبية الحساسة وأن وجودهم كموظفين في أي مكان لا يشكل خطورة على زملائهم في محيط العمل، وعدم توظيف هؤلاء المرضى ليست مسؤولية جهات التوظيف إنما مسؤولية الدولة التي يجب ان يكون هناك قوانين صارمة تحمي حقوق هؤلاء المرضى وتعمل على مساعدتهم حتى لا يتعرضون الى التميز الاجتماعي بسبب اصابتهم بهذا المرض وان من حقهم الحياة بشكل طبيعي والعمل شأنهم شأن الآخرين.
@ إذا تسبب المستشفى في انتقال المرض الى أحد الأشخاص فكيف يستطيع المريض ان يثبت حقه من المستشفى؟
- أنا هنا لست مختصاً بالقانون ولكن من المعروف من الناحية النظامية هو أن يتقدم الشخص برفع دعوى ضد المستشفى المتسبب له بالمرض إذا ثبت ذلك وله حق التعويض من الناحية الشرعية شأنه شأن أي خطأ طبي قد يقع لأي مريض آخر.
@ منظمة الصحة العالمية سنت في الأعوام الأخيرة بعض الأنظمة الخاصة بعلاج مرضى الإيدز في العالم وأكدت على أهمية إتاحة تطبيق هذه البرامج العلاجية لكافة المرضى هل تعتقد أنه تم تطبيق هذه الأنظمة العلاجية لدينا هنا في السعودية؟
- بصراحة استطيع أن أقول اننا لم نقم بتطبيق هذه الأنظمة سوى 5% منها فقط فلا يزال لدينا الكثير ومن أهم برامج الوقاية من الإصابة بالمرض ومنع حدوثه وخاصة بعد أن ثبت أن 90% من سبب الإصابة بالمرض في السنوات الأخيرة هي تصرفات شخصية ناتجة من الشخص نفسه نتيجة ممارسته للمحرمات الجنسية خارج نطاق الزوجية ولا يزال طرق نشر التثقيف الصحي بين أفراد المجتمع عليها قيود في كيفية ان يحافظ الإنسان على نفسه في حالة الخطأ وأن يحاول أن يستخدم الموانع الطبية ما أمكن وإذا تم التطرق الى هذه الأمور الشخصية فإنه قد يتهم بأنه يدعو الى الرذيلة وهذا ليس بصحيح لأننا لانستطيع ان نتحكم في تصرفات الآخرين ولكن من حقنا ان نوعيهم حتى نعمل على منع حدوث المرض فنسبة ارتفاع برامج التوعية في مثل هذه البرامج استطيع ان اقول انها متدنية وتكاد تقارب الصفر لذلك يجب ان تكون كافة البرامج والخطط التي تنادي بها المنظمة متكاملة في كافة بنودها حتى نستطيع الحد من انتشاره.
منيرة الدحام اخصائية الإرشاد الإكلينيكي من شعبة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي تقول:من المعروف ان دور المسشفى لا ينحصر فقط في متابعة المرضى في المستشفى بل يتعدى ذلك الى متابعتهم بعد خروجهم والاتصال بهم للوقوف على اوضاعهم الصحية والاجتماعية وفي حالة تخلف المرضى عن متابعة مواعيدهم يتم الاتصال بهم لمعرفة أسباب هذا التخلف والعقبات التي تصادفهم ومحاولة تذليلها حتى لا تتأثر عملية متابعة العلاج وذلك مثل مخاطبة المستشفى لوزارة الصحة لصرف تذاكر السفر للمرضى إذا كانوا من خارج منطقة الرياض ومساعدتهم في حجوزات السفر وتوفير السكن المجاني ومساعدتهم مادياً في المصاريف والمواصلات أثناء تو اجدهم في الرياض لمتابعة العلاج، كما يتم عقد ندوات واجتماعات دورية بين المرضى للحديث عن تجاربهم وخبراتهم للاستفادة من بعضهم البعض فيما يسمى ((بالعلاج الجماعي)) وبحضور الطاقم الطبي إضافة الى انه قد تم التوفيق بين عدد لا بأس به من اخواننا المرضى حيث تمت مساعدتهم على الزواج من مريضات لديهن نفس المشكلة المرضية بعد التنسيق مع أولياء أمورهن وكشف الالتباس الذي قد يرد في أذهانهم من هذا الارتباط وذلك بمساعدة الفريق الطبي المعالج ومن خلال تقديم التوجيه والإرشاد.
كما انه لابد من إنشاء مؤسسة اجتماعية خاصة بمرضى الإيدز بإشراف من الدولة تعنى بشؤونهم ومتابعتهم وتلبية احتياجاتهم بما يتماشى مع إنسانيتهم وحقهم في الحياة الكريمة كذلك يجب ان يكون هناك دور فعال وبنّاء لوزارة الشؤون الاجتماعية في احتواء مرض الإيدز وتقديم مساعدة مادية سنوية لهم كمعاقين اسوة بمرضى الكبد والقلب والكلى حيث تقل فرص العمل لهم لأن الكشف الطبي غالباً ما يقف عائقاً امام حصولهم على الوظائف كما يجب ان يكون لوزارة العمل دور في ايجاد فرص عمل لمرضى الإيدز لأنهم اعضاء فعالة في المجتمع لهم قدرات وامكانات من الواجب استغلالها لصالحهم وصالح مجتمعهم حتى لا تتعطل كفاءات المجتمع علماً بأنه قد تم تناول هذه النقطة مع الأطباء الاستشاريين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض حيث أكدوا بأن مريض الإيدز يستطيع ان يقوم بعمله الإداري ويمارس نشاطه اليومي وحياته العلمية دون إلحاق أي ضرر أو تأثير على الآخرين حوله ولا ننسى ان توجه الشكر للكاتبة لطرحها مثل هذه القضية للوقوف على حالة بعض المرضى وإعادة النظر في بعض اللوائح كذلك لابد من الإشارة الى أهمية دور الإعلاميين في طرح القضايا وتناولها بشكل علمي ومدروس لتحقيق الصالح العام وتعميم الفائدة للجميع عن طريق الاستعانة بذوي الخبرة عند الحاجة.
الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض يقول:انه من الواجب ان تتكاتف مؤسسات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية في القطاعات المختلفة للبدء عاجلاً في بناء خطة متكاملة تجاه مرض الإيدز في المملكة تأخذ مسارين محددين الأول يتمثل في تكوين جبهة لصد هذا المرض ومنع انتشاره بين فئات المجتمع وذلك من خلال نشر المعارف والسلوكيات الصحيحة المانعة للمرض والثاني تكوين برنامج وطني تشارك فيه الدولة والقطاع الخاص يعني بتعزيز فرص حماية المرضى وضمان حقوقهم الاجتماعية والوظيفية انطلاقاً من ان المرض نفسه لا يمنع المصاب من العزل الاجتماعي او من بيئة العمل.وهذه الثقافة الاجتماعية الشاملة والواعية تمهد بالضرورة الى خلق اجواء معافاة عن العقد او النظرة الدنيوية للشخص المريض سواء داخل مؤسسته التعليمية او منشآته الخاصة او العامة التي يعمل فيها اذ ليس هناك ما يمنع من توظيف المرضى او إدماجهم في فريق العمل لأن ذلك سوف يساعد على تحسين اوضاعهم النفسية وظروفهم المادية وحتى يتمكنوا من توفير لقمة العيش الشريفة لهم ولمن يعلون. إنني أحيي بكل الفخر الجهود الكبيرة التي تقودها الدولة ممثلة في وزارة الصحة السعودية بإنشائها لعدد من المراكز المتخصصة لمعالجة مرضى الإيدز الذين أصيب أكثرهم نتيجة نقل دم فاسد او ممارسة الخطيئة في لحظات لا وعي وأشيد أيضاً بالمبادرات الطيبة لعدد من الجهات الحكومية والأهلية التي تهدف عموماً الى خدمة هذه الشريحة التي نحمد الله انها ليست بالكثيرة في مجتمعنا المحافظ والتي ندعو الله لها بالشفاء والسلامة وأدعو الى مزيد من تلك المبادرات خاصة من القطاع الخاص الذي عرف بموافقة الداعمة لكل عمل إنساني حتى نعيد البسمة لهؤلاء المرضى ولأسرهم.وطالما ان طرق نقل العدوى من المرضى قد تم تحديدها ولا تمثل هاجساً لمن يخالطون هذا المريض في بيئة العمل فإني أرى أن التميز والعزل مرفوض بحقهم.
- آخر تحديث :
التعليقات