يبدو أنَّ الزيارات والبعثات الدبلوماسية الأميركية على أعلى مستوياتها تحمل في طياتها تغييرات جذرية في المنطقة، خاصة في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان، ومصر. إن دل هذا على شيء، فهو يشير إلى تغيرات عكس ما كانت عليه الأوضاع سابقاً، إذ يأتي التغيير من البيت الأبيض مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه وبدء محطاته المستقبلية في المنطقة. إدارة ترامب الجديدة تضم نخبة من العسكريين وأصحاب رؤوس الأموال وأصحاب النفوذ، ما يجعل القادم أكثر حدة.

وفقاً لتصريحات ترامب، فإنه لا يرى حاجة لنفط الخليج، مما يعني أن الكل سيكون تحت المجهر، خاصة من واجهوا أميركا في عهد الرئيس جو بايدن، إذ سيكون حسابهم عسيراً مستقبلاً. كل هذه التغييرات والتصريحات التي يدلي بها ترامب تهدف إلى كسب دعم الشعب الأميركي الذي منحه ثقته رغم احتدام المنافسة مع الديمقراطيين في الانتخابات.

ترامب يحاول مع توليه الرئاسة جعل الولايات المتحدة حكومة قوية ومتمكنة مادياً واقتصادياً، بعكس الإدارات السابقة. يركز أيضاً على الأوضاع في الشرق الأوسط والحرب في روسيا. فهو أولاً يخطط لنزع السلاح من الميليشيات، والقضاء على أذرع إيران، وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. ويعني انتخاب ترامب توجهات جديدة وهيمنة أميركية قوية في المنطقة، حيث أن أميركا هي من أتت بالكثير من الساسة الحاليين للعراق بعد الاحتلال في عام 2003.

بعد مرور 21 عاماً، يبدو أن الأوان قد حان للتغيير، خاصة أن جميع السياسيين في العراق يتبعون أوامر إيران، وهو أمر لا تقبله أميركا ولا إسرائيل. هذه المعادلة صعبة بسبب النفوذ الإيراني الممتد إلى دول مثل سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان. انتهى الدور الإيراني في سوريا، وحان الوقت لتغيير المشهد في العراق.

إقرأ أيضاً: إيران ومصلحة الشيعة في المنطقة؟

تعتزم الإدارة الجديدة حل الفصائل والميليشيات الإيرانية في العراق وقطع مصادر الدعم المادي التي تضخها الأموال العراقية إلى إيران. أميركا تريد الآن تقديم نفسها كمنقذ جديد في المنطقة، مع إرادة واضحة لحل الفصائل والميليشيات الموالية لإيران، وإقامة حكومة جديدة على غرار ما يحدث في سوريا ولبنان.

في لبنان، يسعى اللبنانيون لإنهاء وجود حزب الله والتخلص من تداعياته، بينما في العراق تبدو الصورة واضحة للجميع: حكومة إطارية شيعية بواجهة فارسية لا تمثل الشيعة العراقيين الأصليين. حتى الشيعة في العراق منقسمون بين مؤيد ومعارض للتواجد الإيراني.

إقرأ أيضاً: بعد سوريا.. العراق إلى أين؟

حكومة الإطار التنسيقي لا تعبأ بمطالب الشعب بأي شكل، بل تسعى فقط لإرضاء إيران. هذا ما لا تحبذه أميركا. بالتأكيد، القادم سيكون صادماً في العراق، مع تغييرات جذرية قد تُسعد الشعب العراقي.

في الختام، ليس كل ما يُقال يتحقق، لكن هناك بصيص أمل للتغيير. إن لم يكن دولياً، فسيكون داخلياً. استودعكم الله في سنة 2024، ولكن في 2025 سيكون لنا حديث آخر مع حكومة عراقية جديدة خالية من النفوذ الإيراني.