من الواضح أنه بعد تحرير سوريا من نظام بشار الأسد، تتجه أنظار المراقبين للشأن السياسي نحو العراق. ما حدث في سوريا كانت ملامحه تشير في بادئ الأمر إلى التدخل الروسي والإيراني وبعض الفصائل العراقية الموالية لإيران لإخماد الثورة وإفشالها، إلا أنَّ الرؤية لم تكتمل لديهم من خلال الهزائم في المناطق والأحياء السورية واحدة تلو الأخرى، وصولًا إلى دمشق وهروب الأسد إلى روسيا بدون مقاومة تُذكر.

هنا تغيرت الخطابات والمواقف، وطلبت إيران حفظ ماء الوجه رسميًا من خلال وزير خارجيتها، داعية إلى الحوار بين جماعة الثوار والحكومة السورية. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأصبح المعنيون أمام الأمر الواقع، وهو سقوط سوريا ونفوذهم كجزء في المنطقة.

إذا ذهبنا إلى الشأن الداخلي في العراق، سنرى تضاربًا في الآراء، حيث بدأت مخاوف القادة والفصائل الموالية لإيران تتمظهر بتراجعهم في خطاباتهم، وعدم ظهورهم علنًا على القنوات الفضائية التابعة لهم. ماذا نستنتج من ذلك؟ هل اقتنعوا بأن قوتهم الآن متأرجحة، وشعروا بالقلق مما حصل في لبنان وسوريا، أم أن هناك سيناريو آخر؟

أما الكرد في العراق، ومن خلال حكومة إقليم كردستان، فكان واضحًا منذ الساعات الأولى أن المتغيرات المتسارعة في سوريا وسقوط نظام الأسد فتحت أبوابًا لمرحلة جديدة. وهم صرحوا: "نحترم إرادة الشعب السوري ونأمل أن تكون سوريا المقبلة حرة ومستقرة وديمقراطية تحفظ فيها حقوق سائر الشعوب والمكونات".

الأميركيون يترقبون عن كثب ما يحدث في سوريا، وقد أعلنوا عن رأيهم بشكل صريح وواضح بأنه ليس لديهم مصالح أو صداقة مع سوريا، لكنهم حذروا من إعادة سيناريو 2014 إلى الواجهة من خلال الأراضي السورية، مشيرين إلى أنه سيكون لهم كلام آخر إذا حدث ذلك.

السؤال هنا: هل سيشهد العراق تغيرات داخلية وإعادة النظر بما حدث في لبنان وسوريا، أم سيقحم نفسه في أخطاء لا تُحمد عقباها؟