اثينا - وديع عبدالنور: حين اشار العداء المغربي هشام الكروج امام كاميرا النقل المباشر بيده راسماً الرقم 2, وقبّل فخذيه فور اجتيازه خط النهاية في سباق الـ5 آلاف متر, لم يعد يقوى لبرهة على السير ليس من شدة الارهاق, بل من شدة النشوة والفرح, فقد احرز السباق الصعب, ودخل "التاريخ الاولمبي" لأنه اعاد الى الاذهان سابقة غير مألوفة تتمثل بالفوز في سباقين مختلفي التقنية هما الـ1500 والـ5000م, انجاز لم تشهده الدورات الاولمبية منذ عهد الفنلندي الظاهرة بافو نورمي في دورة باريس عام 1924.

ولم يبالغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي الدكتور جاك روغ في وقفته التقويمية امس حين أشاد بالكروج, على غرار اشادته بالصين الثانية في الترتيب العام خلف الولايات المتحدة, وباليابان وبتطور الرياضة الآسيوية عموماً, وبالبريطاني ماثيو بنست الذي سار على خطى مواطنه ستيف ريديفرف في التجذيف, فحافظ على اللقب في "أرض صاحبة الجلالة", كما حيا المشّاء البولندي روبرت كورزنيوسكي بطل سباق 50 كليومتراً للمرة الثالثة. وكان روغ متفائلاً على رغم ارتفاع مؤشر "بورصة المنشطات", وأشاد في حفلة الختام بهذا اللقاء البراق الذي حول اثينا الى حاضرة رياضية فكسبت التحدي بامتياز, وأعلن انتهاء العاب الاولمبياد الـ28, على ان يكون اللقاء المقبل في بكين عام 2008.

وفي اختتام دورة اثينا, توج الكروج الى جانب السباح الاميركي مايكل فيلبس الذي حصد ثماني ميداليات بينها ست ذهبيات, كنجمين للألعاب. لكن اللحظات السعيدة التي تميزت بها الالعاب شوّهها تصرف أرعن في سباق الماراتون, حين أقدم مجهول يرتدي ثياباً فولكلورية يونانية على دخول المسار ودفع العداء البرازيلي فاندليري ليما عند الكيلومتر الـ 35 حين كان متقدماً في الطليعة بفارق 30 ثانية عن أقرب منافسيه منذ منتصف السباق. ومع ان المتفرجين عاونوه على استئناف الجري إلا أنه دفع ثمن الحادث بحلوله في المركز الثالث بعدما تجاوزه كل من الايطالي ستيفانو بالديني والاميركي مبراتون كيلفيزيغي.