القاهرة: يعد شوقي بدر يوسف من احرص النقاد على متابعة ماتصدره المطابع في مجالات الابداع المختلفة. بالتركيز على النقد التطبيقي. اضافة الي دوره المهم في إثراء حياتنا الثقافية بالاسهامات التي يكاد ينفرد بها. وهي الاعمال الببليوجرافية للمبدعين على مستوى السيرة الشخصية والادبية.
* في الحركة النقدية الحديثة معايير تحكم توجهات وتطور النقد التطبيقي في المجالات الابداعية المختلفة. ما هي الرؤية المستقبلية لحركة النقد الان من خلال هذا التطور؟
** يعتبر النقد التطبيقي هو الهدف الرئيسي في حقل النقد بصفة عامة لانه هو الغاية الكبرى التي توظف لها كل المدارس النقدية امكانياتها المختلفة. ولاشك ان مراحل التطور التي سارت عليها هذه المدارس على اختلاف تياراتها وتوجهاتها في العالم كانت تهدف اول ماتهدف الى مد النقد التطبيقي بوسائل متنوعة للتصدي للنصوص الابداعية في شتى الاجناس الادبية.. حتى تستطيع هذه الوسائل اضاءة الاعمال الابداعية وتحليلها وتقديمها للمتلقي من خلال رؤية جاهزة تعينه على تقبل العمل والتحلق حول العالم الذي خرج منه.
ولاشك ان النقد في الوطن العربي بمصطلحاته واتجاهاته الجديدة والرؤى الحداثية التي عمقت الرؤى التقليدية للنقد من خلال الكلاسيكية والرومانسية والواقعية وغيرها من المدارس التقليدية قد اكتملت له عناصر جديدة جعلته يتفاعل مع الابداع الادبي ويتشكل من امتزاجهما معا حركة ادبية ثرية وخصبة اخذت من العلوم الانسانية واللغوية خطوطا عريضة. وافرزت على المستوى العام لغة واتجاهات نقدية جديدة كالبنيوية والسردية والشعرية والالسنية والسينمائية والتفكيكية وغيرها من الاتجاهات التي تم استيراد جانب كبير منها. ولعل علاقة النظرية بالممارسة داخل البنية النقدية ولدت لنا فلسفة جديدة للنقد نبعت من توخي الاستخدام الامثل للمصطلح النقدي للعمل المنقود. وان كانت هناك مشاكل تكتنف هذه التيارات والاتجاهات من ناحية مدى مناسبتها في التطبيق على النصوص الادبية العربية ومدى تقبلنا لهذه التيارات. بالاضافة الى ان نظرتنا الى تراثنا النقدي القديم قد اصبحت محدودة. بحيث ان كل حاجتنا من التيارات والمصطلحات نأخذها من الغرب.
طموحات
* ظهر لك العديد من الدراسات النقدية. بداية بدراساتك عن بعض المبدعين امثال ضياء الشرقاوي وسعد مكاوي ومحمد جلال وغيرهم من الكتاب. وقد استمر هذا العطاء بعد ذلك من خلال العديد من الدراسات لبعض الاعمال الابداعية والمتابعات في مجال الرواية والقصة القصيرة فهل هناك مشروع نقدي يشغل اهتمام وتفكير الناقد شوقي بدر يوسف؟
** قد يكون المتخيل النقدي عندي له بعض الطموحات مما يجعل الشهية تتفتح لتناول العديد من الكتاب بدراسات شاملة. ولكن هذا الموضوع يحتاج الى إعداد جيد ووقت وجهد والنقد العربي الحديث قد عني بهذه المنطقة من التناول فقد ظهر العديد من الدراسات التي تناولت كتابا بعينهم من زوايا كثيرة.
وهناك مقولة تقول بأن نجيب محفوظ قد حجب الشمس نقديا عن كثير من الاعمال الروائية للاجيال التي جاءت من بعده. ربما هذه المقولة بها شئ من الصحة. فالكم الكبير من الدراسات الذي أعد عن اعمال نجيب محفوظ جعل النقاد يتوجهون الى عالمه القصصي والروائي علي حساب عوالم اخرى متواجدة في الساحة. إلا أننا نقول ايضا ان هذا التوجه قد أفاد الكثير من المبدعين من خلال اجادتهم لاعمالهم .
فريق عمل
* تقوم باعداد ببليوجرافيا عربية طموحة في مجال القصة القصيرة والرواية. فإلي اين وصلت حدود هذه الببلوجرافيا. ولماذا لم تظهر الى للساحة الادبية حتى الان؟
** يحتاج العمل الببليوجرافي في حقل الرواية والقصة القصيرة الى فريق عمل كبير لانجاز هذا المصنف الضخم. والتجارب على ذلك كثيرة في هذا المجال. ففي القصة القصيرة نذكر تجربة الدكتور النساج وتجربة الدكتور مراد مبروك في مصر وهناك مجالات اخرى مشابهة في العالم العربي نذكر منها على سبيل المثال جهود الباحث السعودي خالد احمد اليوسف. وما انجزه الناقد نزيه نضال عن الرواية والقصة القصيرة في الاردن وفلسطين والناقد عبدالرحيم العلامي ومحمد قاسمي في المغرب والدكتور عبدالاله احمد في العراق. والدكتور سمر روحي الفيصل في سورية. كما نذكر في مجال الرواية في مصر جهود وتجربة الدكتور صبري حافظ والدكتور طه وادي والدكتور حمدي السكوت وغيرهم. وما اقوم به من عمل يتناول كتاب القصة والرواية من خلال عالم كل منهم الابداعي والنقدي. وهي تجربة تختلف عما انجزه البعض في هذا المجال. وقد انجزت في ذلك كما كبيرا على مستوى العالم العربي كله. الالياذة
* فيما يفكر الناقد شوقي بدر يوسف الان. وماذا يقرأ. وماذا يكتب؟
** اعكف الان على قراءة ملحمة الالياذة لهوميروس والتي ترجمها الدكتور احمد عثمان مع فريق متخصص في هذا المجال وصدرت عن المجلس الاعلى للثقافة. وهو عمل فذ بجميع المقاييس يعيد الى الاذهان الترجمة الرائدة لسليمان البستاني. وايضا ترجمة دريني خشبة وأمين سلامة. كما اقوم باعداد بعض الدراسات والمتابعات في مجال الرواية والقصة القصيرة لبعض الكتاب المصريين والعرب. وهناك بعض الكتب النقدية في سبيلها الى الظهور ان شاء الله.
كما اقوم مع بعض النقاد في الاسكندرية بالاشراف على مركز النقد التابع لقصر ثقافة التذوق وهو مركز يرأسه الاستاذ الدكتور محمد زكي العشماوي مهمته المتابعة لكل ما ينشر من ابداعات وتغطيتها نقديا من خلال اعداد ندوات لمناقشة هذه الاعمال وقد بدأنا فعلا بإيداعات الكتاب في الاسكندرية سوف ننفتح على بقية الاقاليم وهناك خطة طموحة ايضا لمناقشة اعمال عربية وعالمية من خلال المركز.
وما افكر فيه الان هو هذا الكم الهائل من المتابعات والكتب النقدية التي ظهرت في العالم العربي وكيفية الوصول الى ما اعجز عن الوصول اليه من كتب. وايضا هذا الكم الكبير من الدوريات الموجودة في العالم العربي والتي تتناول نقديا متابعة هذه الاعمال الابداعية الموجودة على الساحة. وقد بهرني احد هذه الكتب وهو للدكتور عبدالله ابوهيف عنوانه (النقد الادبي العربي الجديد) في القصة والرواية والسرد وقد اصدره اتحاد الكتاب العرب عام 2000 وهو موسوعة نقدية تتناول النقد في العالم العربي من جميع الزوايا والاتجاهات وهو مرجع استرشادي هام لا غنى للباحثين عنه بأي حال من الاحوال.
التعليقات