بغداد من دسكتر فيلكينز: اعلن قادة جيش المهدي ان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ضللهم، عن طريق محاولة اغراء مؤيدي الميليشيا بمساعدات قيمتها ملايين الدولارات.
وقال يوسف النصيري وهو من كبار قادة الجماعة، ان الجهود الرامية لتجديد مفاوضات السلام فشلت مرة اخرى اول من امس. واتهم النصيري علاوي بتعمد تعطيل المفاوضات، وهو يحاول عزل جيش المهدي وعرقلة جهوده لنزع السلاح ودخول الحياة السياسية الديمقراطية.
وقد اثار النصيري احتمال تجدد المعارك مع القوات الاميركية، مثلما حدث في مدينة الصدر.
وكانت المفاوضات الرامية لنزع سلاح الميليشيات، التي يقودها مقتدى الصدر قد بدأت في الاسبوع الماضي بعد انسحاب جيش المهدي من مدينة النجف، ولكنها تعطلت هذا الاسبوع.
وقال النصيري: «ان الحكومة العراقية ليست جادة، لقد تجاهلوا جهودنا، وتتنقل القوات الاميركية في انحاء مدينة الصدر بدباباتها تهين الاشخاص وتتصرف بطريقة عدوانية، ولا احد يمكنه التكهن بما سيحدث في المرة المقبلة».
ولا ينطلق الشعور بالاحباط فقط من الفشل في احياء محادثات السلام، ولكن ايضا من الجهود التي يبذلها علاوي لاغراء عدد من المؤيدين الاساسيين لجيش المهدي بالانشقاق عن الجماعة وتأييد الحكومة.
ففي يوم الثلاثاء الماضي، وهو نفس اليوم الذي الغى فيه الدكتور علاوي فجأة، محادثات سلام مع جيش المهدي، التقى مع مجموعة من 300 من القيادات الكبرى في مدينة الصدر وطلب منهم سحب تأييدهم للميليشيات. ولاغرائهم عرض تقديم 300 مليون دولار لمشاريع التعمير في المنطقة.
وقد انتهى الاجتماع بغير نتيجة حاسمة، طبقا لشيوخ القبائل الذين حضروا الاجتماع، غير ان احتمالات تقديم مساعدات قيمتها ملايين الدولارات اثارت مناقشات في جميع انحاء المنطقة، وهي منطقة فقيرة في العاصمة يعيش فيها اكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وتعكس الاستراتيجية التي استخدمها الدكتور علاوي نحو جيش المهدي، تلك التي استخدمها في التمرد السني في شمال وغرب بغداد، ففي تلك المناطق يحاول جذب اعضاء حزب البعث السابقين لدخول معترك الحياة السياسية، في الوقت الذي يحاول فيه عزل الاصوليين الاسلاميين، الذين يعتبرهم غير قابلين للاصلاح.
وحتى الان، فشلت الاستراتيجية في المناطق السنية، فقد قتل عدد من قيادات حزب البعث السابقين الذين حاولوا التوصل الى تفاهم مع الدكتور علاوي، كما ان الاصوليين الاسلاميين، في اماكن مثل الفلوجة والرمادي عززوا سيطرتهم. ويأمل الدكتور علاوي، في ما يتعلق بجيش المهدي، الا يتحمس رجال جيش المهدي للصدر، وان يؤيدوه لعدم وجود بديل لديهم.
غير ان علاوي يتبع مسارا خطيرا: فذلك يمكن ان يؤدي الى اثارة جيش المهدي، او اثارة خلافات وصراعات بين الشيعة في بغداد.
وذكر بعض شيوخ القبائل في مدينة الصدر انهم يشعرون بالقلق من احتمال تخلي علاوي عن جهوده بنزع سلاح جيش المهدي وضمه الى العملية السياسية الديمقراطية. وذكروا انه يبدو انه يحاول تدمير المجموعة بالقوة.
وذكر الشيخ شاكر السعدي وهو من شيوخ القبائل في مدينة الصدر «نريد تأييد رئيس الوزراء، ولكن هذا خطأ. نشعر كلنا بالسعادة عندما نسمع مقتدى يقول انه ينوي دخول معترك السياسة، ويعلن وقف اطلاق النار. وهو الامر الذي ادى الى سعادة الناس».
واضاف السعدي «والان اذا اراد رئيس الوزراء شق شيوخ القبائل عن باقي السكان، فيمكنه ان يتسبب في ظهور نزاعين يتعلقان بالميليشيا: واحد مع القوات الاميركية والاخر مع قادة القبائل. ورئيس الوزراء في حاجة الى تسويات سياسية.
واوضح شيخ قبيلة اخرى هو قريم البخاتي، انه يمكن لعلاوي التوصل الى تسوية سياسية تشمل نزع سلاح جيش المهدي اذا ما وافق على اخراج القوات الاميركية من مدينة الصدر. وقال ان ذلك هو اصل المشكلة هناك.
واضاف البخاتي «ان الناس يكرهونهم. يجب على الحكومة العراقية ان تبلغ الاميركيين بالابتعاد عن المدينة».