ابوظبي ـ شفيق الاسدي: قال وزير النفط في دولة الامارات عبيد بن سيف الناصري ان زيادة النطاق السعري لنفوط اوبك من مستواه الحالي الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل «امر حتمي». وشدد على ان وقف العمل بحصص الانتاج «غير وارد».
واضاف: «ان كثيراً من الافكار تدور في هذا الاطار وسيتم البحث فيها في مؤتمر «اوبك» الاربعاء المقبل في فيينا وليس من المهم تنفيذ الزيادة في هذا المؤتمر او الذي يليه، لكن المهم تغيير النطاق الذي تم تجاوزه فعلياً». واضاف الناصري في حديث الى «الحياة» امس ان «اوبك» ستبحث في زيادة سقفها الانتاجي «اذا كان هناك ما يستدعي ذلك لتهدئة الاسعار وموازنة السوق».
لكن الوزير الاماراتي لفت الى ان «اوبك عملت كل ما تستطيعه وليس هناك الكثير الذي تستطيع فعله...» مؤكداً ان انتاج الدول الاعضاء يزيد أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً على سقفها الانتاجي الرسمي البالغ 26 مليون برميل يومياً. وان معظم الدول الاعضاء تنتج بكامل طاقتها الانتاجية.
وردّ التذبذب في اسعار النفط الى عوامل اقتصادية وسياسية تقع خارج سيطرة «اوبك». وفي ما يأتي نص الحديث:
gt; كيف تنظرون الى الوضع الحالي لاسعار النفط، وهل تتفقون مع الآراء التي تقول انها مرتفعة جداً؟
ـ اسعار النفط في وضعها الحالي مرتفعة نسبياً اذا تم قياسها مع اسعار العام الماضي والذي قبله. لكن اذا نظرنا اليها تاريخياً نجدها غير مرتفعة قياساً مع اسعار 1980 حيث وصلت اسعار النفط الى حدود 40 دولاراً للبرميل. واذا ما اخذنا عامل التصخم واسعار الصرف نجد اسعار النفط الحقيقية الآن في مستوى 20 دولاراً للبرميل. وكما ذكرنا، الاسعار الآن مرتفعة نسبياً، ومسألة تذبذب الاسعار واردة ارتفاعاً وانخفاضاً، وهي دائماً تعكس الوضع الاقتصادي واليأس العالميين وتتأثر بهما سلباً وايجاباً.
gt; ما الذي ستفعله «اوبك» عندما تجمع منتصف الشهر الجاري في فيينا لتهدئة الاسعار؟
ـ هناك الكثير الذي تستطيع «اوبك» ان تعمله، وليس هناك الكثير الذي تستطيع «اوبك» فعله. فانتاج الدول الاعضاء الآن يزيد أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً على سقفها الانتاجي الرسمي وسبق للمنظمة ان رفعت انتاجها الرسمي في اجتماعها السابق 2.5 مليون برميل. و«اوبك» عملت جهداً كبيراً في هذا الاطار لموازنة السوق، ومحاولة تخفيف العبء عن المستهلكين. لكن هناك عوامل خارج سيطرة «اوبك» تدفع بأسعار النفط الى الارتفاع خصوصاً العوامل السياسية والاقتصادية.
gt; اذاً هل سترفع «اوبك» سقفها الانتاجي في اجتماع فيينا ليكون في مستوى قريب من انتاجها الفعلي الآن؟
ـ بطبيعة الحال ستطرح في الاجتماع افكار من هذا القبيل. واذا كان هناك ما يستدعي مثل هذا العمل، لا بأس به، لكن «اوبك» عملت ما في وسعها لتهدئة الاسعار وموازنة السوق.
gt; من المعروف والمؤكد ان دولاً مثل السعودية والامارات تملك طاقات انتاجية فـائضة احتياطية، هل يمكن لمثل هذه الدول الانتاج بشكل استثنائي بكامل طاقتها الانتاجية للحد من ارتفاع اسعار النفط؟
ـ المسألة ليست مسألة استثناءات فالدول المنتجة تنتج ما تستطيع انتاجه. لكن هناك عوامل فنية، وهناك طلب كبير على النفط، وهناك عامل المضاربات التي تجري في الاسواق الدولية بسبب التوترات السياسية المحيطة بالمنطقة. اذا معظم الدول تنتج بكامل طاقتها القصوى، واعتقد ان الاسعار الحالية تحفز على انتاج ما لديها من طاقة.
gt; اذا طرحنا السؤال بشكل آخر. هل يمكن وقف العمل بحصص الانتاج او تجميد العمل بها لفترة محددة، ما يسمح لجميع الدول الاعضاء في «اوبك» الانتاج بكامل طاقاتها الانتاجية؟
ـ وقف العمل بحصص الانتاج «غير وارد».
gt; ماذا عن النطاق السعري والحديث عن زيادته بعدما تجاوزته «اوبك» فعلياً منذ نحو سنة وبشكل مستمر؟
ـ تغيير النطاق السعري الذي حددته «اوبك» مسألة حتمية لان الواقع تجاوز النطاق السعري الذي وضعته «اوبك» منذ اكثر من ثلاث سنوات.
gt; هل سيتم تغيير النطاق السعري في اجتماع «اوبك» المقبل فعلاً؟
ـ في رأيي التوقيت غير مهم لكن مبدأ التغيير وارد بسبب تجاوز النطاق الرسمي الحالي.
التعليقات