بيروت من محمد حجازي: سمية بعلبكي ذات صوت قادر ومتمكن ويذكر بمنارات العصر العصر الذهبي للأغنية، حاضرة منذ 17 عاما، رافضة على الدوام أي تنازل لمصلحة الاستسهال والعصرنة والسطحية، مما وضعها في مصاف الصفوة الغنائية ويقصدها المتذوقون فتنهل اسماعهم من حنجرتها ما يعيد الى اذواقهم توازنها.سمية بلعبكي الغائبة منذ عامين عن الساحة لأسباب خاصة تمثلت في وفاة والدتها في حادث مرور مؤلم، استأنفت الحضور بأمسية على خشبة مسرح قصر اليونسكو مع 12 عازفا و4 مرددين في الجوقة، يقودهم شقيقها لبنان بعلبكي.ساعتان من الطرب الاصيل شدت خلالهما سمية بعلبكي بتنويعة شملت: أهواك، يا زهرة في خيالي، يا حبيبي تعالى الحقني، قلبي يحبك يا دنيا، ليش بحبك هيك، سيد الكلام (كلمات وألحان ايلي شويري)، وبعاد كنتم، وأنا كل ما قول التوبة، طلعت يا محلا نورها، اللي عالوعد ما بينسى اصحابو، يوم اللي التقينا (لإحسان المنذر)، على دلعونا، قتالة عيونا قتالة، ابعتلي جواب وطمني.
التقيناها بعد الأمسية وكان هذا الحوار:

غيبة طويلة؟
حوالي العامين.

السبب؟
ظروف خاصة، وفاة الوالدة (دهستها سيارة في أحد شوارع بيروت) جعلني أمر في مرحلة صعبة جدا من الحزن الشديد فلم يكن سهلا علي استعادة توازني في وقت قليل.

والآن؟
أنا افضل، فقد كان مطلوبا ان استأنف الغناء، لقد اشتقته جدا، وأنا بالتالي خرجت انسانة اخرى من التجربة، تعلمت الكثير من حزني، وعرفت معنى آخر للدنيا، فعندما يفقد الانسان شخصا عزيزا جدا على قلبه يدرك بعد ذلك ان لا شيء اغلى منه سيفقده لاحقا، يدرك تماما ان الدنيا لا تستأهل التقطيب والغضب والحزن، بل ان تؤخذ الامور كلها بعقلانية شديدة.

من خلال متابعتنا لردة الفعل على غنائك في قصر اليونسكو لاحظت مدى الانسجام العام معك؟
الحمد لله شعرت كأنني اطير من الفرح والتواصل مع هذا الجمهور الرائع من “السميعة”.

لقد كسرت مهابة بعض مرتدي البدلات الرسمية وربطات العنق أليس كذلك؟
(ضاحكة) الوقار عندما يكسر بالطرب تكون النتيجة رائعة، يعني لم يحصل ما هو سلبي، بل ان التعبير عن الانسجام يكون في أوجه وهذا ما حصل في امسية اليونسكو.

شقيقك لبنان معك للمرة الاولى قائدا للفرقة الموسيقية؟
لقد ظهر معي في الكورال والعزف على الكمان، وحاليا وقف مشرفا على الموسيقيين والكورال.

والفنان نبيه الخطيب الذي كان رفيق حفلاتك الدائم؟
انه معي دائما، والاشراف العام له، والاحترام الكامل له.

هل تعتقدين ان مثل هذه الامسية يشفي الغليل من الطرب؟
طبعاً لا.

افي النية تكثيف الحفلات؟
ان شاء الله، هناك حفلات عديدة في لبنان وخارجه احافظ من خلالها على صورة الفن الاصيل والنبيل.

ألا ترين ان هناك ضرورة لمسايرة العصر؟
نعم، لكن مع الحفاظ على المستوى الرفيع والمتميز للطرب والاصالة، أنا اعرف ان هناك جيلا مأخوذا بالصرعات الغنائية سواء كانت محلية او عالمية، وعلينا ألا نطلب منهم ترك كل هذا والحضور الى مجالسنا الطربية، بل نطلب ان يعطوا حيزا من الاهتمام للطرب ولما يتلقفونه من الخارج.

كأنما في الامر صورة جديدة، أليس كذلك؟
المطلوب التعامل مع السائد بروح من التفهم، ولن ينفع ابدا ان نتكلم كثيرا ولا نفعل شيئا عمليا، فالمطلوب ان يستمع جيل اليوم الى ما نكرر القول بأنه قيم ومهم، وله وزن لا ان نتكلم وحسب ولا نجد ترجمة له على الارض.

ماذا يعني هذا الكلام؟
رغبة في تكثيف الحضور لاحقا.

مهرجانات أم حفلات في مرابع؟
أي مكان يحترم المطرب ويحترم الفن الاصيل سأكون فيه، لقد اكتشفنا أن الناس تقبل بما يقدم لها لأنها لا تجد بديلا، وعندما تنظم حفلات فيها طرب من “العيار” المحترم تجد الجمهور يتفاعل.

بدليل حفلات ملحم بركات، كاظم الساهر، وصابر الرباعي؟
مشكلتنا ان هذا الجيل لا يجد حضورا قويا للطرب، ونحن لا نريد ان تظل المسألة مقتصرة على النخبة في التذوق، بل ان نقدم ما يمكن اعتباره فنا راقيا يصل الى الجمهور من كل الاعمار.

ما جديدك الغنائي؟
“سيد الكلام”، كلمات وألحان الفنان ايلي شويري، وهناك ألحان عدة لإحسان المنذر، وأخرى لا اريد الاعلان عنها لأنها في طور التحضير.

أهي من ضمن خط التجديد؟
نحن بحاجة الى شبابنا كي تكون لهم ملامح متميزة في كل شيء، وأن يعطوا آراءهم في الذي ننفذه.

متفائلة؟
جداً

ماذا عن فيلم “كروان” مع اسد فولا دكار؟
فولا دكار حضر الامسية، وبدا سعيدا جدا.

وتعليقه؟
قال لم أخطئ عندما اخترتك لدور كروان.

أول مشروع سينمائي لك؟
نعم، وأنا استبشر به خيراً، بحيث يعطيني اندفاعة قوية الى الامام، ويوصل الصورة والصوت الى ابعد مدى خصوصا إن افلام اسد مثل (لما حكيت وين) تسافر الى مهرجانات عربية ودولية عديدة.

وأي علاقة لك بالصورة؟
احب الكاميرا وأميل الى الانسجام معها.

أي خلاصة لك من التجربة مع “الكليب”؟
هناك تجربتان متواضعتان سابقتان، لا ارغب عادة في اضافتهما الى سجلي، لكني اطمح الى “كليب” متميز لثقتي بأن للصورة دورا اساسيا في قيمة وفحوى الاغنية التي نطلقها.

أيعني هذا ان هناك جديدا في هذا الاطار؟
ليس ضروريا الآن، لكن العمل جار لإنجاز ما اجده في وقته، و”الكليب” برأيي اذا ما تميز بإمكانه ان يوصل رسالة رائعة الى المتلقي، وعلى الاقل فهو يغير من رتابة ما نراه غالبا على الشاشات.

هل تتابعين الموجات الغنائية السائدة حاليا؟
تقريبا نعم.

مرتاحة؟
لا