القاهرة ـ حمدي رزق: لم تصدق الراقصة اليابانية كاسومي أن أحمد العماوي، وزير القوى العاملة في مصر، تراجع عن قراره بمنعها مع ما يزيد عن خمسين راقصة أجنبية أخرى من الرقص في الملاهي والمسارح في القاهرة وشرم الشيخ.
كاسومي احتفلت بالقرار على طريقتها برقصة مجانية أدّتها حيث تعمل، خصوصاً وأن القرار يحميها من مطاردة شرطة السياحة والآداب، ويسمح لها بأن تتساوى مع رائدات الرقص الشرقي المصريات.
اللافت للنظر أن الراقصة المصرية الأولى "لوسي" لم تعترض على تراجع الوزير عن قرار المنع، (كان قد صدر قرار المنع هذا في العام 2002)، وهي رحّبت بعودة كاسومي وزميلاتها لمسرح الرقص الشرقي باعتبار أن المنافسة مطلوبة و"البيست" يسع الجميع.
الوزير فوجئ بهجوم الصحافة المصرية المعارضة على قراره الجديد. بعض الصحف رأى أنه رضخ لضغوط الراقصات الأجنبيات. وقد حاول الوزير تبرير تراجعه بأن عدد الراقصات المصريات تناقص، وأنهن لا يلبين حاجة السياحة المصرية، كما أن أسعار الراقصات المصريات مغالى فيها والأمر يحتاج لمزيد من الوفرة في الراقصات لضبط السوق. الوزير شدد على أنه لم يتعرّض لضغوط من أحد بل هي مراجعة روتينية ومستمرة لقراره الخاص بالمهن الحرة الممنوعة على الأجانب، وهو لم يجد داعياً لاستمرار حظر الرقص على الأجنبيات في مصر.
دفاع الوزير لم ين كافياً لتبرير تراجعه عن قراره، خصوصاً أن الراقصات الأجنبيات كنّ بالفعل قد خسرن قضيتهن ضد قرار الوزير في محكمة القضاء الإداري، وأصبح واجباً عليهن الرحيل عن الأراضي المصرية. بعضهن حاول البقاء بالزواج من مصريين هم في الأغلب عازفون في الفرق التي يرقصن على أنغامها، كما أن منهن من تحايلن على قرار الوزير بوضع كلمة "فنانة استعراضية" في خانة المهنة (في جواز السفر) بدل كلمة "راقصة" إذا كانت الراقصة فرنسية أو أميركية، أو كلمة "باليرينية" (راقصة باليه) إذا كانت الراقصة روسية. وكما يقول الوزير فإن التحايل أصبح فاضحاً ويفرغ القرار من محتواه، وأصبح من الضروري مراجعته، وهذا ليس عيباً.
اللافت للنظر أن عدد الراقصات الأجنبيات في مصر مختلف عليه. البعض يقدّرهن بنحو مئة راقصة والوزير لا يزيد أعدادهن عن 50 راقصة، أما المسجل رسمياً فيبلغ عدده نحو 25 راقصة تحمل كل منهن رخصة بالرقص الشرقي ويعمل خلفهن أكثر من 750 عازفاً مصرياً.
الراقصات الأجنبيات يتهمن زميلاتهن المصريات بأنهن وراء صدور قرار المنع الذي يحمل الرقم 164 لسنة 2002، ويفضلن تنظيم رقص الأجنبيات بحيث يمنع دخول الهاويات الى المهنة وينظم عمل المحترفات.
الطريف أن أسماءهن لا توحي أنهن أجنبيات، فأشهرهن أرجنتينية وتدعى أسمهان، وهناك نور الروسية وليلة الروسية. والأطرف أنهن يحصلن على أجورهن بالجنيه المصري وليس بالدولار (أجر أسمهان 6 آلاف جنيه في الساعة، بما يساوي ألف دولار).
كاسومي اليابانية هي الأسعد حالاً، تقول: رفضوا الترخيص ليس بالرقص لأنني أولاً قصيرة، وثانياً لأن اليابانيات لا يفهمن في الرقص الشرقي، ثم اقتنعوا بي بعد الاختبارات، وأخيراً سمحوا لنا بالرقص جميعاً.
- آخر تحديث :
التعليقات