☩ نحتاج في زمن.. إلى أن نسافر بأرواحنا بعيدا، أن نسافر عن وجوه وأرواح، نحتاج ان نسافر لنقف امام انفسنا لزمن لنرى ملامحنا، ان نتعرف ونتأمل صورنا تلك الصور التي ظللنا نحتفظ بها ولم نجد الوقت والزمن للوقوف عندها!
لظروف واحوال واشكال.. منذ زمن.. ضاعت ملامحنا، فقدنا سبيلا للوصول والتعرف اليها!
ضاعت وتاهت معنا.. مع ضياع امل وآمال.. كنا نعيش على رسم تفاصيله وترسيب اوراقه بخيالنا.
نعيش لحظات واياما على امل حياة غد قد يحمل الجميل.. ويخلق المفاجأة التي طالما انتظرنا قدومها وترقب طرقات اناملها على بوابة ارواحنا في وقت وزمن ولحظة ومكان لم نتوقع قدومها
☩ في اوقات قد ننسى لغة الحوار.. ولغة الحروف لكثرة الاصوات والافواه المتكلمة دون آذان تسمعها ـ ومعها نحتاج الى حوار مع انفسنا ان نكون معها، نسأل ارواحنا التي هي اساس وجودنا وتميزنا وانسانيتنا.. ونشعر اننا لا نجد هذه الروح!!
ولا نجد سبيلا للوصول اليها!! نفقد اسلوب الوصول والتواصل اليها، نفقد الحوار معها، نبحث عنها بصدق!!
ـ ينتابنا احساس مخيف باننا فقدنا الوصول اليها.. اضعنا دروبها وطرقها وقد لا نجدها!
ـ نظل تائهين حيارى.. متعبين، ونحن نسأل عنها.. نبحث عنها نحاول ارضاءها.. استدراجها لتكون ضمننا كي لا ترحل بعيدا عنا، في بحث عن مجهول ترى انها تبحث عن مكانه ويطول زمن الوصول اليه.
ـ نحتاج ارواحنا، التي رغما عنا.. ترحل لفترات.. ونظل دونها تائهين حيارى في غيبوبة قد يطول زمنها.. ونعود، نعود كطفل فقد والديه تائها كمن فقد عنوان منزله وسكنه والحي الذي يقطنه.
☩ في لحظات احتياج نفقد عناوين السفر لارواحنا نفقد رقم الرحلة وميناء السفر والاقامة.
تلك الروح المسافرة، قد تيأس من سفرها للمجهول لتعود منكسرة الخاطر والروح دون امل في الوصول!
☩ تعبه.. مرهقة هي ارواحنا المسافرة لمدن لا ميناء فيها، مسافرة برحلة ترانزيت دائمة، لا استقرار الا ساعات.. ونحن في حالة يقظة وتعب وبحث، نظل نبحث عن حقائبنا وعن امتعتنا، كتبنا.. وجواز سفرنا.. ونحن في حالة ترقب وانتظار مع موعد الاقلاع لنسافر.. فنحن مسافرون ومغادرون ونحن ضمنهم متحركون.. ننتظر الاعلان عن اقلاع الطائرة للبعيد المجهول الذي نجهل مكان السفر اليه!
☩ نحتاج الى الحب ان يسكننا ونرفض زمنا يقرر ان يغادرنا، منا ان يتراءى الحب طيفا.. واحساسا.،. وعنوانا.. واملا.. وصورة ووجها قادما.. بين مدن وموانىء مسافرا وقادما.. بين زحمة مسافرين.. تجده قادما.. تعبا ولكننا نظل في زمن انتظار واندفاع اليه بكل مشاعرنا.. ليبقى احساسا صادقا.. يبقى للحظاته وزمنه وملامحه وهيئته وصورته وان حاول الزمن وظروفه تغيير صورته وزمن وصوله ومكان تواجده.
☩ آخر جرة قلم
ـ طالما نحن بشر خلقنا وكنا..
نظل بشرا نحتاج ونبحث، وقد نبحث ونحب وقد نجد يوما روحا صادقة نقف عند حروفها وكلماتها.. وعند روحها وصدقها.
وقد يكون زمن وصولها الينا بعيدا.. او زمنا قريبا او لربما تكون معنا ونحن بين وجوه مسافرة وصالات انتظار ومطار ونبحث عنها.. وهي اقرب الينا من حبل الوريد!!
التعليقات