وجدة (شرق المغرب) من عز الدين المريني: بينما كان ضابط الشرطة الممتاز رئيس القسم القضائي الأول يزاول عمله الروتيني بمصلحة الشرطة القضائية بالناظور، توصل بعلومات تفيد أن عناصر شبكة متخصصة في تهجير القاصرين خصوصا والراشدين أيضا يتواجدون بالقرب من المحطة الطرقية الجديدة. بعد التوصل بالمعلومات انتقلت عناصر الفرقة على الفور إلى المكان المحدد لها في الإخبارية، وأجريت مراقبة على الهدف المحدد، وتم التعرف على المتهم الرئيسي، قبل أن يتم إيقافه، وأخضع في عين المكان للتفتيش. وقد أسفرت عملية التفتيش عن حجز بطاقة إقامة وعمل إيطالية مزورة ووثيقة مزورة غير مرقمة بحوزة المتهم، الذي صرح بخصوصهما أنه كان ينوي استعمالها في تهجير الشخص الذي دون اسمه ببطاقة الإقامة والعمل إلى الديار الإيطالية. ولم يعترف الشخص الموقوف بذلك فقط، بل صرح بوجود أشخاص آخرين سيتم تهجيرهم ويتواجدون بأحد الفنادق ببلدية العروي التابعة لنفوذ الدرك الملكي، ولذلك انتقلت عناصر الفرقة القضائية إلى بلدية العروي، وبعد ربط الاتصال بقائد الدرك الملكي بنفس البلدية، تم التوجه إلى الفندق المحدد لهم من طرف المتهم، وهناك تم إيقاف امرأة وابنها القاصر المرافق لها وطفل قاصر آخر، والذين وضعت صورهم ببطاقة الإقامة والعمل الإيطالية المزورة المحجوزة من المتهم الرئيسي. من خلال التحريات التي بوشرت مع المعني بالأمر، تبين أنه يدعى »رشيد« من مواليد سنة ١٩٧٥ بأولاد بوعلي البروج إقليم سطات، متزوج وأب لطفلة يقطن بالديار الإيطالية التي التحق بها سنة ١٩٩١ بطريقة غير قانونية، وتمكن من الحصول على الوثائق التي تخول له حق الإقامة والعمل هناك. وحين عودته مؤخرا إلى أرض الوطن جلس بأحد المقاهي بمسقط رأسه، وهناك التقى بأحد الوسطاء المتخصصين في الهجرة السرية، وقدم له نفسه على أنه »م.ز« المعروف بنشاطه في تزوير الوثائق، وأن لديه مرشحين للهجرة السرية باستعمال أوراق تعريف مزورة قام هو بتزويرها، واقترح عليه مرافقتهم إلى غاية القطر الإيطالي مقابل مبلغ ٢٠٠٠ درهم عن كل واحد، وأخبره بأن هناك سيدة وابنها وطفل قاصر يرافقها وشخص راشد. وخلال اليوم المحدد للسفر التقى المتهم الرئيسي والوسيط في ميدان الهجرة غير القانونية، فسلمه هذا الأخير بطاقة إقامة وعمل إيطالية بها صورة المرشحة للهجرة والطفلين المراد تهجيرهم وكذا جواز سفر وبطاقة إقامة وعمل إيطالية على أمل الاتصال بأحد الأشخاص بالناظور الذي سيتكلف بالقيام بإجراءات العبور بميناء الناظور، وفي انتظار ذلك تم التوجه إلى الناظور والإقامة بأحد الفنادق ببلدية العروي، المكان المحدد للقاء الشخص الذي سيتكلف بإجراءات العبور. وحين حضر المتهم الرئيسي إلى الناظور، اتصل بالشخص الذي سيتكلف بإجراءات العبور، حيث حدد له موعدا هناك، وحضر إليه على متن سيارة أجرة والوثائق المزورة الخاصة بالسفر بالنسبة للمرشحين للهجرة.. إلا أنه وبينما كان المتهم ومرافقه ينتظران بالمحطة الطرقية الجديدة، تم إيقافه من طرف عناصر الشرطة القضائية. كانت »نجية« المزدادة سنة ١٩٧٠ إحدى الراغبات في الهجرة كذلك، فزوجها المقيم بالديار الإيطالية لم يستطع أن ينجز لها الوثائق التي تمكنها من الالتحاق بالزوج، ونظرا لطول المدة التي انتظرتها ظنت أن زوجها يماطلها، مما جعلها تربط الاتصال بوسيط في الهجرة غير القانونية طالبة منه مساعدتها هي وابنها البالغ من العمر خمس سنوات من أجل الهجرة إلى إيطاليا مقابل مبلغ ٦٥ ألف درهم. ومن أجل الشروع في الإجراءات التي بفضلها ستتمكن من العبور إلى إيطاليا، سلمته صورا فوتوغرافية خاصة بها وبابنها وكذا جواز سفرها المغربي. وبعد مرور أيام قليلة اتصلت »نجية« مجددا بالوسيط ، وأخبرها بأن الوثائق التي ستستعملها في السفر جاهزة، وأنها سترافق »رشيد« الذي سيوصلها إلى مدينة تواجد الزوج رفقة طفلها. وعلي عكس حالة »نجية«، كان »عزيز« يشتغل ميكانيكيا بمدينة خريبكة، إلا أن مدخوله من هذا العمل لم يكن كافيا له مما جعله يفكر في تحسين مدخوله اليومي ليجد السبيل الوحيد لتحقيق هذه الأمنية هي الهجرة إلى الخارج وبأية طريقة. وتنفيذا لطموحه اتصل بالمدعو »بوعبيد« المعروف في ميدان التزوير طالبا منه مساعدته في الهجرة إلى إيطاليا، ووقع الاتفاق بينهما على مبلغ ٥٥ ألف درهم..ومن أجل الشروع في الإجراءات التي ستمكن المرشح من السفر، طلب منه الوسيط تمكينه من صورتين فوتوغرافيتين وحدد معه موعدا للقاء به بأحد المقاهي بالمدينة. لكن بعد مرور أيام قليلة وصل الموعد المحدد بين الوسيط والمرشح للهجرة، توجه إليه هذا الأخير، حيث أخبره بأنه تدبر أمره، وأطلعه على أن يدلي للسلطات عند خضوعه لأي مراقبة على أن اسمه الوحيد هو المثبت في الأوراق المزورة، وأن الرحلة ستكون انطلاقا من ميناء بني أنصار، وسيرافقهم فيها المتهم الرئيسي إلا أنه لم يتمكن من السفر حيث كانت الفرقة القضائية الأولى لهم بالمرصاد، تم إيقافهم وإحالتهم على العدالة لتقول كلمتها.