عند تقاطعات الطرق في العاصمة، حيث إزدحام السير يبقى طوال النهار تقريباً، هناك اطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وهم يمارسون يومياً إما أعمال (التسول) وإما يبيعون أدوات مقلّدة للسيارات.
سألتُ عن هذه الظاهرة فقالوا لي بحسب ما يُروى أن (فاناً) ينقلهم كل صباح ويوزعهم على تقاطعات الطرقات، ليعود عند الغروب ويجمعهم ويجمع ما جنت أيديهم .
هؤلاء، منهم لبنانيون ومنهم غير لبنانيين، وهم يزدادون بأعداد مضطردة .


* * *


بعد هذه الرواية، قلت في نفسي:
الى أن يُطبَّق قانون منع التسوُّل، لماذا لا يؤخذ بالخطوة الإنسانية التي قامت بها مؤسسة كاريتاس فتفتتح فرعاً في بيت الأمان الذي أستحدثته، لمعالجة أوضاع هؤلاء الذين منهم لبنانيين ومنهم غير لبنانيين (على غرار بيت الأمان في مفهومه الأساسي لرعاية عمال الدول الآسيوية). هكذا تكون كاريتاس قد ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد:
تمنع أولاً مشكلة التسول على تقاطع الطرق. تؤمن لهؤلاء (الرعاية الإجتماعية) وتُنقذهم من براثن أصحاب الفانات الذين يستخدمونهم إلى درجة الإستعباد.


* * *


إن مؤسسة كاريتاس مدعوة مع الهيئة العالمية للهجرة ICMC بإلحاح الى مهمات دقيقة وحساسة، أعانهما الله على هذه الأعمال، وكان في عونهما. كما أنهما مدعوتان الى إماطة اللثام عن (سرِّية) بيت الأمان السابق انشاؤه للواتي يعملن في البيوت، من العاملات الاجنبيات واللواتي يشقين في (علب الليل)، خصوصاً أن إتصالات جمَّة إنهالت علينا طالبةً، وبجدية، معرفة المكان السري لبيت الأمان، ولماذا هو سري طالما أنه يجب أن يكون مقصداً.