رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أبدى استعداده وترحيبه بأن تقوم بريطانيا باختيار رئيس وزراء لبنان بشرط المعاملة بالمثل ، فيكون من حق لبنان تسمية رئيس وزراء بريطانيا .. بري كان يسخر من النزعة الاستعلائية الفوقية لجاك سترو وزير خارجية بريطانيا ، الذي أعرب عن (استيائه) لتسمية عمر كرامي رئيسا لوزراء لبنان ، وواضح من هذه النزعة ان الوزير الانكليزي مازال يعيش مناخ الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس .. رغم انها غربت من زمان!
ولو افترضنا ان سترو وافق على ذلك بالفعل ، فربما لمرة أولى في تاريخهم يحصل الانكليز على رئيس وزراء دمه حامي ، وكل الصفات الجميلة للشخصية اللبنانية سوف تنتقل الى من يختارونه للاقامة في 10 داوننغ ستريت ، ومنها ان يكون مرحا محبا للحياة ولمباهجها المشروعة وفي مقدمتها التبولة ، مع احتمال قائم ان يكون من اصحاب الاركيلة يتجاذب انفاسها بمودة مع زائريه ، والارجح انه ربما يسعى الى تعميمها في مقاهي ادجوار رود واكسفورد ستريت!
وفي المقابل ، سوف يحصل اللبنانيون على رئيس وزراء ساقع حاد الملامح صارم التقاطيع ، سوف يحرص على استبدال التبولة بالمشروم والحمص بالهام والاوكيلة بالبايب .. مع تأكيد عادة تناول الشاي بطقوسه الانكليزية في الخامسة مساء كل يوم و... لكن المشكلة ان رئيس وزراء بهذه المواصفات لن يرضي المزاج العام للمواطن اللبناني ، فربما يأمر الرئيس الانكليزي باعتقال فيروز اذا غنت احتفاء به ، رغم معارضتها الشديدة في قولها : غنينا له يا قطيعة شوفيها؟!