نصر المجالي من لندن: في إطار خطة الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن لفسح المجل أمام قطاعات الشباب لدور مهم في قيادة شؤون البلاد سياسيا وأمنيا واقتصاديا سواء بسواء، فإن القرار الأعلى طال عددا من جنرالات الأمن الداخلي بإحالتهم إلى التقاعد بعد يوم واحد فقط من ترفيعهم على رتبة لواء، وهي رتبة في الأردن كما جرت الأعراف التقليدية أن يحمل صاحبها لقب "باشا" وهو لقب متوارث منذ عهد الحكم العثماني البائد في المنطقة العربية، لكن الأردن لا يزال يمارس إطلاق تلك الألقاب التي سيلغيها الملك عبد الله الثاني في قرار ملكي يصدر قريبا كما علمت "إيلاف".

وفي التفاصيل، فإن مرسوما ملكيا صدر في عمان ليلة البارحة بإحالة عدد من "الباشوات" من جهاز الأمن العام إلى التقاعد وهم اللواء زياد النجداوي نائب مدير الأمن العام واللواء خير الدين هاكوز مساعد مدير الأمن العام للعمليات والتدريب واللواء مصلح محادين مدير شرطة الزرقاء واللواء عبد الله كريشان مدير شرطة المفرق واللواء عيسى ايوب مساعد مدير الامن العام للشرطة القضائية واللواء عدنان العبد اللات مدير ادارة الدوريات الخارجية والعميد محمد الشرفات مدير التخطيط والعميد محمد الروسان مدير إدارة شؤون الضباط.

يذكر أن مدير الأمن العام الأردني هو الفريق الركن تحسين شردم، وهو شركسي الأصول كان قائدا لقوات الصاعقة الأردنية، حين كان الملك الأردني أحد عناصرها حين كان ضابطا صغير الرتبة في الجيش، حيث خلف الملك الحالي شردم في قيادة القوة بعد إحالته إلى التقاعد في مطلع تسعيبنيات القرن الماضي. لكن الملك الوفي لمدربه أعاده إلى منصب قيادي ليدير شؤون المن الداخلي لما عرف عنه من صلابة في القرار.

وعلمت "إيلاف" أن تغييرات كبيرة ستطال أجهزة عسكرية وأمنية وإعلامية وسياسية أردنية أخرى في وقت قريب، في إطار رؤية القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبد الله الثاني لحال أمني متماسك داخليا وخارجيا، وعلى كل الجبهات، حيث يواجه الأردن حملات كثيرة من داخله وخصوصا المتشددين الإسلاميين الذين يعارضون أي قرار أو أي تحرك تقوم به القيادة العليا خدمة لمصالح "البلاد والعباد، في عالم سريع التحرك على تداعيات ما يجري على كتفي الأردن، عراقيا وفلسطينيا".