عامر الحنتولي من عمان: كاد لقاء ضم وزير الاعلام الفلسطيني السابق ياسر عبدربه مع اعلاميين وسياسين أردنيين في فندق الموفنبك في البحر الميت حضرته "ايلاف" عصر أمس السبت، أن يتحول الى مشكلة كبرى حينما فوجئ الحضور بوجود وزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين داخل القاعة المعدة لنقاش سياسي واعلامي بين عبدربه والحضور.

فما كان من الحضور الا الانسحاب احتجاجا على خطوة عبدربه باصطحاب الوزير الاسرائيلي، وهو ما اعتبروه يندرج في اطار التطبيع مع شخصيات اسرائيلية، خشية التأثير على سمعتهم السياسية والاعلامية، قبل ان يتطور الامر باتجاه حل وسط وهو انهاء المؤتمر الصحافي المشترك لعبدربه وبيلين الذي حضره صحافيون اجانب للحديث عن فرص تفاهمات سياسية من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لاعادة اطلاق خريطة الطريق وتحقيق مكاسبها السياسية.

وغادر عبدربه لاحقا القاعة التي يتواجد فيها بيلين للانضمام الى الصحافيين والسياسيين الأردنيين في غرفة مجاورة للحديث عن الملف الفلسطيني بكل تداعياته السياسية والامنية والاعلامية، وكذلك حصر رؤيته لتهدئة الاوضاع في السلطة الفلسطينية، وللحديث عن ست لقاءات في البحر الميت مع شخصيات اسرائيلية للتباحث حول عملية السلام بين الفسطينيين والاسرائيليين.

وخلافا لما كان متوقعا عبر الوزير الفلسطيني، عن استغرابه الشديد لتجاهل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لكل دعوات الاصلاح والتغيير والتطوير التي اطلقتها شخصيات ومنظمات فلسطينية في الداخل والخارج لها وزنها الكبير على الساحة الفلسطينية، لكن بصورة مخففة جدا عن الانتقادات القوية والقاسية التي أطلقها في الاردن الاسبوع الماضي وزير الامن الفلسطيني السابق العقيد محمد دحلان، التي بلغت حد وصف عرفات بـ"الدكتاتور".

وقال عبدربه، إنه لابديل عن الاصلاح السياسي والامني الذي تنشده شخصيات فلسطينية، والذي يطالب به الشعب الفلسطيني، لكن عبد ربه تساءل عن السر الذي يمنع عرفات من اقرار تلك الاصلاحات التي اشار عبد ربه الى مفاتحة شخصيات فلسطينية له بها ، إذ يشير عبد ربه إلى ان عرفات كان قد أعرب عن تفهمه الكامل لها .

ويمضي عبدربه الى القول خلال اللقاء ذاته، إن هناك تجاوزات مريبة من شخصيات فلسطينية مقربة من عرفات، وقال انه ينبغي وضع حد لتلك التجاوزات بأي صورة من الصور، مؤكدا انه يعتبر نفسه من دعاة الاصلاح والتغيير في أجهزة السلطة الفلسطينية، اذ لم يبد عبدربه اعتراضا على ماقاله أحد الحضور حول بقاء عرفات رمزا للفلسطينيين مع انسحابه من الحياة السياسية الفلسطينية.

وقال اعلامي أردني بارز حضر مع "ايلاف" لقاء عبدربه في البحر الميت، إن الوزير الفلسطيني قال "تلميحا" كل ما قاله وتناوله العقيد دحلان في الاردن من الكلام القاسي والاشارات السياسية المليئة بالدلالات ضد سلطات الرئيس الفلسطيني، لكن بحدة أقل مارس معها عبد ربه ذكاءه السياسي المعروف عنه، الا ان الاعلامي الاردني أضاف، ان عبد ربه أراد أن يمسك العصا الفلسطيني من الوسط فهو من جهة لايريد المجازفة بقربه من عرفات، ومن جهة أخرى لايريد ان تفوته موجة المطالبة باصلاحات سياسية وأمنية داخل أجهزة السلطة الفلسطينية نادت بها على مدى الشهرين الماضيين عشرات الشخصيات السياسية الفلسطينية.