محمد الخامري من صنعاء : شكّك القاضي حمود عبد الحميد الهتار عضو المحكمة اليمنية العليا "أعلى سلطة قضائية " وعضو لجنة الوساطة الموسعة التي شكلت في وقت سابق للوساطة بين القوات الحكومية والمتمرد حسين بدر الدين الحوثي ، شكك فيما نشرته اغلب وسائل الإعلام المحلية والخارجية " حسب رواية أعضاء في لجنة الحوار " من ان تكون القوات العسكرية قد أفشلت لجنة الوساطة بقيامها بشن غارات جوية على المكان الذي تم الاتفاق عليه للقاء اللجنة بالحوثي.
وأضاف القاضي في تصريحات خاصة لـ" إيلاف" أن القوات العسكرية اضطرت للرد على أنصار الحوثي الذين بدأوا بإطلاق النار بعد أن كانت ملتزمة تمام الالتزام بوقف إطلاق النار الذي طلبته اللجنة من الجانبين.
واعتبر القاضي الهتار أن ما قامت به القوات العسكرية من شن غارات جوية على المكان المحدد للقاء لم يكن من باب خرق الهدنة او إفشال وساطة اللجنة وإنما كان دفاعا عن النفس ، مشيرا إلى أن ما نشر في بعض الصحف المحلية من مذكرات وأخبار صادرة عن بعض أعضاء اللجنة تتهم القوات العسكرية بإفشال مهمتها عندما شنت الغارات الجوية على موقع الحوثي غير صحيحة وغير دقيقة في نقل المعلومات ، بل واتهمها بأنها متحيزة إلى طرف ضد الآخر.
يذكر ان أعضاء في لجنة الوساطة الموسعة كانوا قد أكدوا لـ" إيلاف " في تصريحات سابقة ان القوات العسكرية هي التي أفشلت مهمة اللجنة بتصرفها الغير معقول عندما علمت بمكان اللقاء الذي حدده حسين الحوثي للجنة المصغرة وقامت بشن غارات جوية عليه بطائرات عسكرية نوع أباتشي ، الأمر الذي اوجد استياء في أوساط اللجنة وحملت القوات الحكومية مسئولية إفشال مهمتها.
القصة الكاملة للجنة
وكانت لجنة الوساطة الموسَّعة قد وصلت إلى مدينة صعده يوم الأربعاء 28 من شهر يوليو الماضي وبدأت أعمالها تالياً بإرسال رسالة إلى الزعيم الديني المتمرد حسين بدر الدين الحوثي تبلغه فيها طبيعة مهمتها وتطلب إليه الاستجابة للوساطة وتسهيل مهمتها.
وجاء الجواب من الحوثي الى مديرية حيدان متضمناً ترحيباً كاملاً باللجنة واستجابة واضحة لمهامها طالباً منها إرسال لجان مصغرة (3 أشخاص) الواحدة تلو الأخرى لاستحالة استقبالهم جميعاً لديه لأسباب تتعلق بصعوبة النقل ووعورة الطرق وأخرى تتعلق بعدم قدرته على توفير احتياجاتهم الغذائية جميعاً في ظل الحصار المفروض على المنطقة ، كما أوضح جواب الحوثي، أنه سيقوم بتوفير الحماية الأمنية الكاملة لأعضاء اللجنة المصغرة حال وصولهم إلى منطقته، مؤكداً على اللجنة أن إطلاق النار من جانب الحملة العسكرية لا زال قائماً ورغم أوامر الرئيس بوقفه.
وبالفعل قامت اللجنة الموسعة بإرسال لجنة مصغرة مكونة من خمسة أعضاء هم ( الشيخ محمد عبدالله بدر الدين الحوثي، الشيخ محمد ثوابه، الشيخ صالح الوجمان، يحيى بدرالدين الحوثي، الشيخ أحمد ناصر البعرة)، وظل في منتصف المسافة اللواء محمد شائف جارالله والعميد دارس، والعذري.
وبعد وصولهم الى مديرية حيدان أرسلوا رسالة الحوثي بطلب لقاءه فارسل لهم الرد التالي :
الأخ المحترم صالح الوجمان
الأخ المحترم احمد ناصر البعران حياكم الله
وصلتنا رسالتكم وحياكم الله أما الطريق فهو مقطع من الرجو فيمكن أن تركبوا سياراتكم في الرجو ونلقى لكم سيارة فوق الخط .
والله الموفق أخوكم/ حسين بدر الدين الحوثي 30 / 7 / 2004.
وصلت اللجنة إلى مديرية مران وصعدت الى الجبل وتم استقبالها من أنصار الحوثي الذين سلموها رسالته التي تقول :
الأخوة الضيوف الكرام حياكم الله
البيت بيتكم وأهلاً وسهلاً بكم والأخ يحيى " شقيقه وعضو اللجنة " وبقية الإخوان في مكاننا في استقبالكم الليلة، ارتاحوا وناموا وغداً إن شاء الله سنلتقي بكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم/ حسين بدر الدين الحوثي
بعدها التقت اللجنة المصغرة به وظلت لديه يومي الجمعة والسبت، وبعد عودتها يوم الأحد أطلعت اللجنة الموسعة على ما توصلت إليه والذي تحدد في أن حسين الحوثي يفوض اللجنة تفويضاً كاملاً لإيجاد حلٍّ للقضية مع استعداده للامتثال لذلك والحل مع اشتراط شرطٍ واحد وهو أن تعمل اللجنة على ضمان استمرار السماح له بالتدريس وترديد الشعار.
تدارست اللجنة ردَّ الحوثي واعتبرته إيجابياً وقررت على إثره إرسال لجنة أكبر قليلاً من الأولى، تضم 12 عضواً برئاسة العلامة المنصور لبدء البحث في الترتيبات المطلوبة لتنفيذ الاتفاق وإنهاء الأزمة رغم استمرار المواجهات بين الجانبين للتباحث معه حول نقاطٍ عديدة.
وانطلقت هذه اللجنة أولاً إلى حيدان وهناك وصلتهم رسالة من الحوثي حدد فيها المكان الذي سيستقبلهم فيه أعلى جبل مران.
ولم تستطع اللجنة مغادرة حيدان باتجاه مران سريعاً بل مكثت هناك ثلاثة أيام بانتظار أن تسمح لها القوات العسكرية بالانتقال، وكتبت اللجنة في تقريرها الذي أعدته فيما بعد تقول إن القصف وإطلاق النار ظل مستمراً.
وجرى خلال تلك الفترة مراسلة الحوثي حول إمكانية قبول طائرة مروحية تقل العلامة محمد المنصور نظراً لظروفه الصحية وفعلاً تم قبول ذلك وحدد مكان وزمان اللقاء ، حيث ارسل اليهم الرسالة التالية:
الأخ المحترم الشيخ صالح الوجمان حياكم الله إذا جئتم الينا بواسطة المروحية فبالإمكان هبوطها فوق الجميمة في أعلى القرية سنجعل من يحدد مكان هبوطها.
فهناك جربة فسيحة هناك في أعلى القرية شجرة تالوق كبيرة ومكان الهبوط سيكون منها وشام بنحو مائة متر.
واستقبالكم سيكون في منزلنا الذي في جو علي وأصحابنا سنبلغهم بعدم إطلاق النار على المروحية اطمئنوا من جانبنا.
ولا تحتاجوا لحمل راية بيضاء لان الهبوط أعلى القرية وسيكون هناك في الموقع من يستقبلكم.
وشكراً..
أخوكم/ حسين بدر الدين الحوثي 3 / 8 / 2004م.
وقبل أن تسمح القوات العسكرية لأعضاء اللجنة بالانتقال إلى مران على متن هيلوكبتر استطاعت الاطلاع على رسالة الحوثي ، وفي الوقت الذي يفترض أن يكون حسين الحوثي في انتظار وصول الطائرة باللجنة اذ بثلاث مروحيات عسكرية من نوع اباتشي تضرب نفس المكان المحدد لهبوط طائرة اللجنة على مرأى من أعضاء اللجنة حسب تقريرها الذي قالت فيه إن ذلك أدى الى استياء اللجنة من هذا التصرف وبذلك التصرف أحبطت مساعي اللجنة وفقدت الأمل في الوصول إلى مران ومواصلة عملها وقررت العودة إلى صعدة.
اللجنة على اثر ذلك قررت العودة وانتظرت يوم الاربعاء لوصول اعضاء اللجنة من حيدان وغادرت صعدة يوم الخميس متجهة الى صنعاء في يوم الجمعة ثم اللقاء برئيس الجمهورية الذي استمع لاعضاء اللجنة وتوالت اجتماعات اللجنة يومي السبت والأحد ولم يتم التوصل الى اتفاق بشأن بيان أو بلاغ واكتفوا بإبلاغ رئيس الجمهورية بآرائهم في لقائه يوم الجمعة باعتباره صاحب قرار تشكيل اللجنة.
التعليقات