اعتدال سلامه من برلين: يبدو أن محمد عطا المتهم في عملية الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر) حاول السفر عام 1999 إلى الولايات المتحدة، رغم كرهه لها، عن طريق شرعي يسلكه الملايين سنويا لكن دون نجاح. فحسب المعلومات التي أرسلها مؤخرا مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي أي" إلى مكتب الادعاء سعى عطا مرتين للحصول على ما يسمى بالبطاقة الخضراء Green Card عن طريق سحب اليانصيب الذي تقدمه السلطات الأميركية قبل نهاية كل عام وتطرح في كل أنحاء العالم 55 ألف بطاقة خضراء مقابل ملء استمارة، ودفع في كل مرة خمسين دولارا كرسوم. والمعروف أن من يحصل على السماح بالدخول مع إجازة عمل لمدة عام بعدها تبدأ الإجراءات الروتينية لنيل الإقامة.

فعن طريق إحدى الشركات الألمانية التي تعمل وسيطا لهذا اليانصيب حوّل عطا إلى المكتب الوطني الأميركي لخدمة تأشيرات الدخول مرتين الرسوم المطلوبة من بطاقة الائتمان فيزا التي كان يحملها، لكنه لم يحصل على رد إيجابي لأن اسمه لم يكن من بين المحظوظين، لذا من المحتمل أنه اضطر لـتأجيل سفره إلى الولايات المتحدة من أجل وضع أول خطوة لعملية أيلول.

وكل ما توفرت المعلومات عن محمد عطا زاد اهتمام المدعي العام الأماني بها، فهي تخدمه في مساعيه لإعادة الطالبين المغربيين منير المتصدق وعبد الغني مزودي إلى السجن ويتهمهما بالانتماء إلى خلية هامبورغ . فحسب قوله فإن كل معلومة جديدة عن مسعى عطا لنيل البطاقة الخضراء تدعم افتراضاته بأن التخطيط لعملية أيلول تم عام 1999في هامبورغ وبعلم من الاثنين. ولقد تساءل عن سبب عزم عطا ومجموعته السفر إلى الولايات المتحدة وهي الدولة التي يكرهونها بشدة إن لم يكن في الأمر هدف إرهابي. لذا طلبت المحكمة الإقليمية في هامبورغ مساعدة قانونية من السلطات الأمريكي لتوفير المزيد من المعلومات تتعلق بمشاركة عطا في سحب يانصيب البطاقة الخضراء في هذا العام وكيف ومتى علم بأن حظه لم يسعفه ، لكن أيضا إذا ما أقدم آخرون مثل المتهمين الثلاثة رمزي بن الشيبه ومروان الشاهي وخالد الشيخ محمد على سحب اليانصيب هذا. ولقد رجا المدعي العام الطرف الأمريكي بالحصول بسرعة على رد من أجل ضمه إلى ملف المتصدق، فإذا اتضح أن العديد من أعضاء خلية هامبورغ من بينهم المتصدق أقدم على سحب اليانصيب من أجل الحصول على البطاقة الخضراء تتوفر للمدعي العام أدلة جديدة مهمة قد تساعده في إعادة المتصدق إلى السجن.