في الوقت الذي ينتظر فيه محمود عباس ( أبو مازن ) تنصيبه في رئاسة السلطة الفلسطينية ، اليوم ، طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون من كافة وزارئه و طواقمه الإسرائيلية قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية حتى تقوم بوقف العمليات العسكرية ضدها ، بعد عملية " زلزلة الحصون " التي وقعت يوم الخميس ، و أدت إلى مقتل ستة جنود إسرائيليين و إصابة نحو عشرين آخرين في معبر كارني بغزة .
و لم تكتف إسرائيل بهذا الحد بل ضربت طوقاً شاملاً على قطاع غزة ، و أغلقت كافة المعابر و المنافذ المؤدية إليه حتى إشعار آخر ، في خطوة اعتبرها مراقبون بأنها بداية لعملية عسكرية ربما تكون واسعة في القطاع الذي تزعم إسرائيل بأنه معقلاً للتنظيمات الفلسطينية المسلحة خصوصا لحركة حماس و تنظيم كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح .
و تبنت ثلاثة فصائل فلسطينية عملية " زلزلة الحصون " النوعية التي وقعت يوم الخميس ، في معبر كارني شرق قطاع غزة و أسفرت عن سقوط ستة جنود إسرائيليين و إصابة أكثر من عشرين آخرين ، و قالت كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، و كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، و ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية ألوية الناصر صلاح الدين ،أن ثلاثة من عناصرها ، قاموا بتنفيذ عملية زلزلة الحصون النوعية .
و أضافت الفصائل في بيان مشترك حصلت " إيلاف " على نسخة منه ، أن هذه العملية تأتي استمرارا لنهج المقاومة ، وهي رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، مؤكدة أن إسرائيل سترحل عن قطاع غزة تحت نيران ضربات المقاومة الفلسطينية .
و أدان محمود عباس ( أبو مازن ) رئيس السلطة الفلسطينية الذي ينتظر تنصيبه اليوم في رام الله ، حيث دعا المجلس التشريعي الفلسطيني أعضاءه لهذا الغرض ، عملية معبر كارني ، و الغارات التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة ، معتبراً ذلك بأنه لا يخدم عملية السلام .
و أشار عباس أنه سيبدأ اتصالاته مع الحكومة الإسرائيلية خلال الأسبوعين المقبلين ، و تحديداً بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة .
و تريد إسرائيل من خلال هذا الإجراء الذي جاء مفاجئا أن ترد السلطة الفلسطينية بحزم على الفصائل المسلحة , و هو شرط إسرائيلي لبدء أي مفاوضات تسوية مع الفلسطينيين .
و نقلت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن مصادر مأذونة في ديوان شارون أن كافة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية قطعت حتى تتخذ إجراءات حازمة ضد الارهاب ( حسب وصفها ) ، في حين نادى عدد من الوزراء الاسرائيليين بمنح عباس فرصة كافية للسيطرة على الوضع ، من أجل تعزيز موقفه كرئيس مفترض للشعب الفلسطيني ، بينما قال آخرون إن هناك فرصة حقيقية للسلام في ظل وجود عباس على سدة الحكم الفلسطيني .
و يجمع الكثيرون على أن ما قامت به إسرائيل أمس من سياسات قديمة جديدة تجاه الفلسطينيين ستؤدي إلى مزيد من التعقيد الموجود أصلاً في عملية السلام ، و هذا الشيء ما يتوقعه في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ مخططات جاهزة ضد قطاع غزة و تحديدا ضد قادة و كوادر الفصائل الفلسطينية التي يسعى عباس لاستمالتها من أجل وقف إطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي تمهيداً للبدء بمجال حواري يفيد عملية السلام و يدفع المفاوضات قدماً بين الطرفين .