وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان لـ"إيلاف":
إيران أنفقت مليار دولار للتدخل في شؤوننا

أسامة مهدي من لندن: أكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أن إيران أنفقت إلى الآن مليار دولار للتدخل في شؤون العراق الداخلية، وقال إن سورية بدات تتعاون لحماية الحدود المشتركة وتتراجع عن تشجيع المسلحين، واتهم رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي بتشويه سمعته مشددًا على أن القائمة الشيعية للانتخابات العراقية تحمل توجهات ستقود البلاد إلى حرب أهلية طائفية. وأعلن الشعلان عن قرب الانتهاء من تشكيل قوات حدود مزودة بأحدث الأسلحة والمعدات التكنولوجية المتطورة قوامها 25 ألف عسكري وأشار إلى أن منعًا للتجول سيفرض على جميع أنحاء العراق في الليلة التي تسبق يوم الانتخابات.

وفي بداية حديثه هاتفيًا من بغداد مع "إيلاف" اليوم، رد الشعلان على سؤال حول حقيقة وثائق تروج في العراق حاليًا وتتهمه بعلاقة مع مخابرات نظام الرئيس السابق صدام حسين فاوضح أن وراءها دوافع انتخابية وخاصة من قادة قائمة الائتلاف الوطني العراقي المعروفة بالقائمة الشيعية واتهم الجلبي ومساعده (أراس حبيب) بمحاولة تشويه سمعته والتشويش على قائمة "عراقيون" التي ترشح فيها، مشددًا بالقول "أنا صفحتي السياسية بيضاء ناصعة ولن تجعلني هذه الاتهامات الباطلة أتراجع عن مواقفي الوطنية وهي تزيدني فخرًا واعتزازًا وتصميمًا على الاستمرار بآداء مهماتي". وأضاف أن التحقيق في مصدر هذه الوثائق أكد أنها مزورة ومن ترويج القائمين على القائمة الشيعية التي قال إنها ستقود العراق إلى حرب أهلية طائفية وتشجع الاخرين على الاستمرار بتخريبهم البلاد "لأنها قائمة تمثل الطائفية بابشع صورها وتجسد خرقًا للقانون من خلال دعم إيران لها" بواسطة الأموال الطائلة التي تنفقها وتهيئة أدوات إعلامية قوية للترويج لها.

وكانت وكالة مهر الإيرانية زعمت أمس وجود وثائق تثبت ارتباط حازم الشعلان بمخابرات نظام صدام وتتهمه بأنه كان أحد العناصر المؤثرة فيه وله "دور في اعتقال وتعذيب آلاف المعارضين العراقيين لسياسات نظام صدام الدموي". وأشارت الوكالة إلى أن الشعلان "تسبب إثر التقارير التي كان يبعثها في إعدام مئات المعارضين العراقيين منذ عام 1986 وحتى مغادرته العراق في عام 1990"، غير أن هذه المعلومات جاءت خاطئة لأن الشعلان كان غادر العراق منذ العام 1976 وعمل في صفوف المعارضة العراقية في لندن منذ ذلك الوقت حتى سقوط نظام صدام حسين في نيسان (أبريل) عام 2003 حين عاد إلى العراق وتولى منصب محافظ القادسية ثم وزارة الدفاع لدى تشكيل الحكومة العراقية الحالية في حزيران(يونيو) الماضي.

وشدد الشعلان على أن إيران أنفقت لحد الآن مليار دولار للتدخل في الشؤون العراقية وتشجيع مسلحين على القيام بأعمال تخريبية والترويج للقائمة الشيعية. وأعرب عن أسفه لأن مرشحي هذه القائمة يحتمون بالمرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني مع أن عددًا من مساعديه والمقربين منه "أبلغونا أن المرجع حفظه الله ينظر إلى جميع القوائم المرشحة لانتخابات الثلاثين من الشهر الحالي بعين واحدة". وأضاف أن البعض يحاول سرقة جهد وعظمة السيستاني "وهم يقومون بجهدهم الخبيث هذا بدعم من ايران المعادية للشعب العراقي".

وعن سؤال حول تعاون سورية مع السلطات العراقية لحفظ أمن الحدود المشتركة، أشار الشعلان إلى أن سورية بدأت تتراجع عن دعم المسلحين وتتعاون في تشديد الرقابة على الحدود ومنع التسلل عبرها الى العراق. وأشار إلى أن الجيش العراقي بدأ حملة واسعة منذ الآن لتأمين أجواء مناسبة لإجراء الانتخابات موضحًا أنه يقوم يوميًا بخمسين غارة ليلية في بغداد ومثلها في بقية المحافظات يجري خلالها مداهمة أوكار المسلحين واعتقالهم ومصادرة أسلحتهم وأعتدتهم . وقال إن ثلاثة أحزمة أمنية ستقوم بحماية أكثر من خمسة آلاف مركز انتخابي في عموم العراق حيث سيتولى أفراد الشرطة العراقية حماية صناديق الاقتراع والمصوتين بداخلها فيما ستقوم عناصر الجيش العراقي بحماية الأحياء حولها في وقت ستتولى القوات المتعددة الجنسيات حماية الشوارع العامة وحدود المدن. وأضاف أنه سيجري منع التجول في جميع أنحاء العراق بين الساعتين الثامنة مساءً والخامسة صباحًا ليلة الانتخابات وتمنع الحركة بين المحافظات.

وعما إذا كان يؤكد أو ينفي اعتقال الأصولي الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي، قال وزير الدفاع العراقي إن هناك المئات من المعتقلين العرب والأجانب في قبضة القوات العراقية والأميركية التي تجري معهم تحقيقات واسعة "ونأمل أن يكون الزرقاوي واحدًا منهم ويجري التعرف عليه لأنه يغيّر من ملامح وجهه ويتحرك متنكرًا بأشكال مختلفة يوميًا".

وحول تقدم عمليات بناء الجيش الجديد ودمج الحرس الوطني بتشكيلاته، أشار الشعلان إلى أن ماتم مؤخرًا ليس دمج الحرس وإنما تغيير اسمه إلى الجيش العراقي الذي أصبح يضم الآن 11 فرقة عسكرية قوامها 60 ألف فرد ويجري العمل لزيادة عدده إلى مائة ألف في نهاية العام الحالي.

وعن إنشاء قوات حدود مقتدرة لحماية منافذ العراق مع البلدان الستة المجاورة البالغ طولها حوالي ستة آلاف كيلومترًا، أوضح الشعلان أن وزارة الدفاع تملك الآن وحدات استطلاع واستخبار وتنصت على الحدود. وأضاف أن العمل يجري الآن للانتهاء من تشكيل ثلاث فرق لحراسة هذه الحدود سيتم الانتهاء منها في آذار(مارس) المقبل وصولًا إلى 25 ألف عسكري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل سينتشرون على امتداد الحدود وسيكونون مزودين بأحدث الأسلحة والمعدات التكنولوجية ووحدات للاستطلاع الجوي.

وفيما يخص استعدادات قائمة "عراقيون" الانتخابية التي ترشح فيها، أشار الشعلان إلى أن رقمها هو 255 وتضم إلى جانب الرئيس العراقي غازي الياور ووزراء الصناعة حاجم الحسني والتجارة محمد الجبوري ، والنقل لؤي العرس إضافة إلى رجال عشائر وأصحاب اختصاصات علمية واقتصادية واجتماعية وسيدات قال إن جميعهن من التكنوقراط المستقلين الليبراليين الذين ينتمون لمختلف فصائل الشعب العراقي من السنة والشيعة والمسيحيين والآشوريين واليزيديين والعرب والأكراد والتركمان. وأوضح الشعلان أن القائمة باشرت حملتها الانتخابية بامكانات متواضعة معربًا عن أمله في أن تحظى بثقة العراقيين وتأييدهم.

واكد الشعلان أن البرنامج السياسي للقائمة التي تضم 80 مرشحًا تدعو للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال السياسي الناجز وتنبذ الطائفية والعرقية وتعمل من أجل امتلاك العراقيين لثرواتهم وتقرير حاضرهم ومستقبلهم وأشار إلى أنها تعمل من أجل "تحقيق برنامج وطني ليبرالي يتبنى مجمل المطالب التي يسعى إليها العراقيون" إضافة إلى "نبذ الأيديولوجيات وإعادة الاعتبار إلى الدولة وبناء مؤسسة أمنية عراقية على درجة من الكفاءة ووقف تدهور الاقتصاد".