عمر جاري من الرباط: شدد مصدر كويتي على أن العلاقة التي تربط بين المكتب الإعلامي التابع للسفارة الكويتية في الرباط وبين اتحاد كتاب المغرب تنبني أساسا على التفاعل والتأثر والاحترام المتبادل. وكان اثير لغط في المغرب حول علاقة الجانبين لكن المصدر رفض ان ينظر الىهذه العلاقة من زاوية "الاستقطاب والاستمالة".

وقال بدر المطيري مدير المكتب الإعلامي في السفارة الكويتية في الرباط في حوار مع إيلاف إن المكتب يرغب في أن يكون له بتنسيق مع اتحاد كتاب المغرب دور في تنمية وتبلور المشهد الثقافي في المغرب الذي "ننظر إليه على أنه امتداد طبيعي للمشهد الثقافي في الكويت. ونعمل سويا مع أشقائنا المغاربة على الرقي بالتعاون الثقافي إلى مستوى علاقات متكاملة ومتفاعلة مبنية على الأخذ والعطاء" على حد قول المطيري الذي عبر عن رفضه أن ينظر إلى التعاون مع الكتاب والمثقفين المغاربة من زاوية ضيقة وغير مقبولة ولا تعكس بالفعل حقيقة التعاون بين المغرب والكويت في كل المجالات.

وفيما يلي نص الحوار:

*يلاحظ أن المكتب الإعلامي في سفارة الكويت تربطه علاقة وثيقة مع اتحاد كتاب المغرب. هل هذه العلاقة تقوم على التفاعل أم أنها تهدف إلى الاستقطاب والاستمالة؟

- هي علاقة تفاعل وتكامل, لأننا في الكويت ننطلق من مبدأ أن العلاقات العربية العربية كيفما كانت طبيعتها سواء أكانت ثقافية أو سياسية أو اقتصادية, يجب تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون وتبادل الخبرات. وعلاقتنا مع اتحاد كتاب المغرب ومؤسسات مغربية أخرى وإن كنا نعتز بدرجة التعاون مع اتحاد الكتاب تأتي كرافد أساسي من روافد أعمالنا ونشاطاتنا في الساحة المغربية. وهنا يجدر أن أشير إلى أن ما ساعد على التعاون المتميز مع اتحاد كتاب المغرب هو إدارة الاتحاد التي لمسنا منذ البداية أن لديها كل استعداد للتفاهم والتعاون المشترك.

*في أي إطار يندرج الدعم الذي يقدمه المكتب الإعلامي لطبع منشورات اتحاد كتاب المغرب؟

- أولا هذا الدعم جاء باقتراح من اتحاد كتاب المغرب, وقبول المكتب الإعلامي للاقتراح كان رغبة منه في أن يكون له دور في تنمية وتبلور المشهد الثقافي في المغرب الذي نعتبره امتدادا طبيعيا للمشهد الثقافي في الكويت.

*كم حجم الأموال التي يخصصها المكتب الإعلامي لدعم طبع منشورات اتحاد كتاب المغرب؟

- لا يوجد رقم معين, هناك مبدأ عام ننطلق منه هو أننا مستعدون للتعاون دائما مع الاتحاد الذي لديه رغبة أيضا في أن تكون له مصادر دعم خارجية, ونحن لا نجد في ذلك أي حساسية, فهذه صيغة للتعاون معمول بها في جميع بلدان العالم, وهناك الكثير من المؤسسات, ثقافية وغيرها, تتلقى دعما من مراكز خارجية ولا تجد أي حرج في الإعلان عن ذلك ما دامت تعمل في شفافية تامة.

*ألا يتدخل المكتب الإعلامي في عناوين ومحتويات الكتب التي يتقدم اتحاد كتاب المغرب بطلب دعمها؟

- أبدا, والمكتب الإعلامي لا يريد من دعم كتب مغربية دعاية ما أو إعلانا ما بقدر ما يدرج تعاونه مع اتحاد كتاب المغرب في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع بين المغرب والكويت في مجالات مختلفة.

*هل ترتبطون بعقد مع اتحاد كتاب المغرب؟

- نحن لا نتعامل مع الاتحاد كشركة خاصة, بل نتعامل معه كمؤسسة تمثل اسم المغرب الشقيق.

*وفي أي إطار يمكن إدراج الرحلات الكثيرة التي ينظمها المكتب الإعلامي من المغرب إلى الكويت؟

- في إطار التعريف بالكويت ولإعطاء الصورة الحقيقية لبلدنا ولتصحيح كل مفاهيم أو معلومات مغلوطة. وهذه الرحلات ليست سرية ولا تتم في الخفاء بل هي معلنة. لسنا نحن الوحيدين التي ننظم هذه الرحلات فهناك دول متقدمة جدا تحرص على استقبال وفود أجنبية بانتظام للتعريف بمجتمعها وبثقافتها وبتقاليدها..

*لكن لوحظ أن هذه الرحلات ازدهرت كثيرا بعد حرب الخليج الأولى والتي انتهت بتحرير الكويت؟

- بل كانت هناك رحلات قبل غزو الكويت, وكانت تتم بمناسبة الأسابيع الثقافية, لكن ساعتها لم تكن سفاراتنا تضم مكاتب إعلامية التي جاءت كمؤسسات تكاملية بعد تلك الأزمة لشعورنا أن هناك حقائق مغيبة عن الشارع العربي والذي عمل البعض على خلط الأوراق لديه بطريقة أساءت لمواقف الكويت وأدوارها لدى أشقائها.

بتوجيهات عليا نكثف الآن من هذه الزيارات, وفي نفس الوقت تسعى الكويت إلى تكثيف مشاريع التعاون المشترك على كل المستويات, وهذا نفس المنهج لصندوق الكويت للتنمية الذي يقيم المشروعات ويعطي القروض ويساهم في الكثير من الدول العربية وهذا هو الهدف الأساسي من إنشائه.

ونحن في المكتب الإعلامي نراهن من جانبنا على عكس الصورة الحقيقية لدولة الكويت, ذلك ما نرتجيه من عائد. والأشقاء المغاربة الذين تعاملنا معهم يدركون جيدا قيمة العلاقة التي تربطنا وإياهم والتي أكرر أنها مبنية على الاحترام المتبادل.