سوق الطيور في دمشق ملتقى العشاق والحمامجية


حسام شحادة من دمشق: تتميز مدينة دمشق،بتنوع أسواقها وكثرتها،من سوق الحميدية إلى سوق الهال والسوق العتيق وسوق مدحت باشا وسوق الحرير... الخ.وقد اكتسبت الأسواق السورية أسمائها إما من اسم السلعة كسوق الحرير الخاص بالمطرزات وسوق البزورية الخاص بالبهارات والأعشاب الطبية و"الحباشات"كالفستق الحلبي واللوز والصنوبر،أوهي اكتسبت إسم بانيها،كسوق الحميدية الذي بناه السلطان عبد الحميد،أو سوق مدحت باشا نسبة لوالي دمشق.
وفي وسط العاصمة السورية بالقرب من ساحة المرجة مقابل سوق الهال القديم المحاذي لقلعة دمشق،يقع سوق الطيور المخصص لبيع كافة أنواع الطيور من الديك الرومي إلى الدجاج و الحمام الداجن والزاجل،بالإضافة إلى طيور الحب والبلابل والببغاوات والصقور.
ولعل يوم الجمعة خاص بسوق الطيور،حيث أن سوق الجمعة أصبح من المعالم الرئيسية لمدينة دمشق، واللافت أثناء تجوالك بالسوق أن رواده ينتمون إلى مختلف شرائح وفئات المجتمع السوري بالإضافة إلى الحمامجية أي"كشاشي الحمام " فإقتناء الطيور بالنسبة إلى هؤلاء "سوسة"لايمكن الإستغناء عنها،كما يمكن أن ترى ببساطة مجموعة لا بأس بها من الشباب والمراهقين العاطلين عن العمل حيث قاسمهم المشترك هو جمع الطيور وتربيتها والغالبية ليس بهدف اللهو والمتعة وإنما بهدف التجارة والكسب المادي.
وخلال التجوال بالسوق التقينا بالشاب أنور أبو عيسى وسألناه عن سبب زيارته للسوق فقال: أنا عامل دهان وهوايتي كش الحمام وأنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر حتى أتي إلى السوق لأتجول فيه علي أحظى بطيور مميزة،وعن مكان تربية هذه الطيور يقول: على سطح المنزل حيث يومياً وبعد الفجر وقبل ذهابي إلى العمل أخرجها من أعشاشهالأتمتع باللهومعها وبمنظرها.. وعصراً بعدعودتي من العمل أعاود اللقاء بطيوري حيثُ أقوم بالإعتناء بها وأطعامها.. أناهاوي ومدمن علىالتعامل مع الطيور وإقتنائها وعن إزعاج الجيران بهوايته يقول أنور: طبعاً الجيران ينزعجون ولاينظر بشكل عام إلى"الحمامجي"بعين الرضا والإحترام فهو عندهم كذاب وشهادته لا تقبل في المحاكم ايضاً ومع ذلك أنا مدمن وليس من السهل ترك هذه "السوسة"في احد محلات بيع الطيور بالسوق يقول صاحب المحل:إن أهم الطيور التي يبيعها هي طيور الحب،والبلابل والحساسين،وطيور الحب تحتاج إلى رعاية خاصة،ومكان معتدل الحرارة وهي طيور دائمة البحث عن زوجها، الذكر كان أم الأنثى، وإذا مات الذكر فبالضرورة أن تموت الأنثى والعكس صحيح ولهذا سميت طيور الحب، وعن الزبائن اللذين يرغبون هذه الطيور يقول في الغالب هم من العشاق والمتزوجين الجدد الباحثين عن رضا الحبيب أو هم من أصحاب"المراء"أي المزاج والكيف.
وتتباين اسعار الطيور في السوق بين 200ل.س إلى ألف ليرة سورية (4 دولار إلى 20 دولار تقريباً) وزوج الحمام تتراوح أسعاره حسب نوعه من 1000ل0س ويصل حتى سبعين ألف ل0س أي بين (20 دولار -1400دولار) وهذه الأنواع الغالية تستحوذ على إهتمام الحمامجية،
كما أن سعر الببغاء يصل إلى عشرة الاف ليرة سورية.
ويوجد في السوق أيضاً محال خاصة ببيع النسور والصقور والتي يتم اصطيادها في مواسم خاصة وأشهر هذه الأنواع الصقر الحر وخاصة الأبيض منه او النسر الرحيباني وهو نادر جداً وتفوق أسعاره ال 2-3مليون ليرة سورية وقد يكون أكثر من ذلك وهذه الأنواع تصطاد خصيصاً لأبناء الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى.
يلاحظ أيضاً أن رواد السوق ليس فقط الحمامجية او العشاق، بل أيضاً هناك أشخاص يمتهنون مهنة تحنيط الطيور والحيوانات على إختلافها لبيعها كوسائط زينة أووساثل تعليمية في المدارس وغالبية الطيور يتم اصطيادها من البادية السورية أومن الجبال في سورية حيث تباع للمهتمين اللذين يقومون بتربيتها في البيوت قبل عرضها للبيع في المحال والإقبال على شراء الطيور بأنواعها المختلفة،إقبال جيد وخاصة في موسم الصيف حيث هوموسم سياحة.. وقدأصبحت تجارة الطيور في السنوات لأخيرة، تجارة رائجة، حيثُ راحت تنشر محلات بيع الطيور خارج نطاق السوق وانتشرت في الكثيرمن أحياء المدينة وفي هذه الأسواق أيضاً، هناك محلات متخصصة ببيع الأقفاص التي قد تصنع من مادة الخشب أ ومن مادة المعدن،وكذلك الأعلاف والحبوب التي هي مادة إطعام الطيور.وفي هذا السياق يقول أبو خالد في السوق.إن بيع الطيور هو مصدر رزقنا،فالناس يرتادون السوق بشكل يومي،حيث هناك عدد من المحال المختصة ببيع وشراء الطيور،وأخرى خاصة ببيع مستلزمات تربيتها من أقفاص وشباك ومواد غذائية علفية وحبوب وغيرها.