بغداد: في مكان منزو وفي احدى الساحات التابعة لجامعة بغداد يحاول ثلة من الفرسان يمثلون فريق الفروسية العراقي التغلب على ظروف اشبه ما تكون بالمستحيلة من اجل اعداد فريق قادر على تمثيل بلدهم في المسابقات الدولية. فبعد ان كان فريقهم يعتبر أحد أفضل الفرق في المنطقة بما يضمه من فرسان نالوا عديدا من الالقاب العربية والقارية وبعد ان كان اتحاد اللعبة يمتلك عددا كبيرا من الخيول العربية الاصيلة المدربة والمعًدة بشكل جيد يحاول القيمون على اللعبة الان البدء من جديد.

فقد فقدوا كل شيء في موجة السلب والنهب التي تعرضت لها البلاد بعد سقوط النظام القديم في التاسع من نيسان ابريل من العام الماضي. وقال صلاح جاسم رئيس الاتحاد العراقي للفروسية "قررنا البدء باعداد الفريق للمسابقات الدولية وشرعنا بهذه المهمة قبل ثلاثة اشهر. بدأنا من الصفر بعد ان فقدنا كل ما نملك... "كان للاتحاد قبل الحرب 180 حصانا اغلبها عربية اصيلة مدربة ومهيأة للمسابقات الرياضية وكان هناك ملعب خاص للاتحاد اضافة الى تجهيزات كاملة خاصة باللعبة وقد فقدت كلها اثناء موجة السلب والنهب العام الماضي اضافة الى تعرض ملعب الاتحاد الى الدمار."

واضاف اما الان فان "الاتحاد لا يملك الا ثمانية جياد فقط تم شراؤها قبل ثلاثة اشهر من السوق المحلية... وهذه الجياد ليست من النوع الذي يمكن المشاركة به في المسابقات الدولية لكننا نحاول الاستعانة بها لغرض تهيئة الفرسان الذين نحاول اعدادهم لتمثيل الفريق الوطني." ورغم تواضع المخصصات المالية والتجهيزات يحاول القيمون على اللعبة تهيئة الفريق المكون من ثمانية اشخاص وتذليل كل العقبات التي تواجه حيث سيتم اختيار اربعة فقط ليمثلوا بلدهم في المسابقات القادمة.

وقال سعد حميد مدرب الفريق " مهمتنا الان صعبة فالمكان الذي نستعمله الان لا يصلح لاجراء التدريب عليه على الرغم من الجهد الكبير التي بذله الاتحاد لتهيئته اضافة الى ان الجياد ليست من نوعية الخيول التي تستعمل في السباقات الرياضية لكننا لا نملك الخيار." واضاف حميد أنه عندما تم احضار هذه الخيول قبل ثلاثة اشهر لم يكن بمقدورها القفز "اما الان وبعد التدريبات المكثفة فانها تستطيع الان ان تقفز 110 سنتيمترات.. لكن هذا غير كاف لزجها في المسابقات الدولية."

ويتم التركيز الان في تدريب الفريق لعلى اعداد الفارس وليس الحصان حيث تم الاتفاق بين القيمين على اللعبة في بغداد والجزائر على ان تقوم الاخيرة بتوفير الجياد للفرسان العراقيين. وقال حميد "غايتنا الان هي تهيئة الفرسان نفسيا وبدنيا للمشاركات الدولية وخصوصا الدورة العربية التي ستجري في الجزائر نهاية شهر سبتمبر ايلول القادم... سنشارك بالفرسان وستؤمن لنا الدولة المضيفة الخيول حيث تم اجراء اتفاق بهذا الخصوص."

ويندفع الفرسان في التدريب رغم النقص الكبير الذي طال حتى تجهيزاتهم الخاصة فهم حتى لا يملكون الملابس الخاصة التي يستعملها الفرسان اثناء امتطاء الجياد. وقال عبد الكريم عبد وهو من ابطال العرب البارزين ان هذه الجياد تحتاج الى "وقت طويل لكي تكون مؤهلة لمثل هذه الاختبارات ومع هذا فاننا نستعملها لاننا لا نملك البديل." واضاف عبد الذي يشارك في الاختبار رغم انه يعاني من اصابة في قدمه نتيجة سقوطه من الحصان قبل يوم "نحن مطالبون بتحقيق قفزة على ارتفاع 140 سنتيمترا لكي نكون مؤهلين للمشاركات الدولية وهو امر يستحيل تحقيقه مع هذه الخيول وبهذه الفترة القصيرة. "المهمة صعبة جدا لكن شرف تمثيل البلد تبقى امنية للجميع تهوّن الكثير من الصعاب."