اكتفى بغرفة تناسبه واستغنى عن الحرس
أغنى الأغنياء يبحث سُبل الاستثمار في السعودية
سعيد الجابر من الرياض
حطأغنى رجل في العالم رحاله اليوم في العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة له يبحث من خلالها سبل الاستثمار التي طالما بحث عنها بفكره التجاري والالكتروني معاً، إذ إنه قد دخل التاريخ جراء برامجه الكومبيوترية التي غيرت حياة البشرية، وعقد اليوم بيل غيتس مؤتمراً صحافياً في فندق الفورسيزن بالإضافة إلى كلمته التي ألقاها خلال منتدى التنافسية الدولي الأول الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار في السعودية وشركة مايكروسوفت، والذي يرعاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كما يفتتحه نيابةً عنهحاكم منطقة الرياض الأمير سلمانبن عبد العزيز. وتأتي زيارة غيتس للسعودية تمهيداً لتأسيس معمل للبرمجيات في السعودية، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية منها هيئة الاتصالات السعودية والهيئة العامة للاستثمار، حيث سيقابل غيتس المسؤولين السعوديين المعنيين، إضافة إلى إطلاقه مجموعة من المبادرات التقنية الأخرى.
وألقي غيتس كلمة بعنوان quot;دور الاتصالات وتقنية المعلومات في تفعيل التنافس الاقتصاديquot; يتناول فيها الدور الاستراتيجي الذي تلعبه صناعة تقنية المعلومات والاتصالات في تفعيل عوامل التنافس الاقتصادي في السعودية، وانعكاسات هذا الدور على التنمية الاقتصادية والتقنية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي سواء من حيث التحديات وسبل مواجهتها، أو من حيث فرص النمو والنجاح وطرق تفعيلها.
وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاكم منطقة الرياض، قد افتتح اليوم المنتدى في فندق الفور سيزن بالرياض، واستقبله حين وصوله الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة و الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين ووزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ.
وكانت مصادر عليمة قد ذكرت لـquot;إيلافquot; في وقت سابق أن بيل غيتس قد رفض الجناح الذي كان قد جُهّز لإقامته في فندق الفورسيزن، بينما اكتفى بغرفة صغيرة تناسبه، كما رفض الحراسات الشخصية التي وفرتها له الحكومة السعودية في وقتٍ سابق، إلاً أن مصادر عليا أقنعته بأن ذلك من ضروريات الضيافة التي تتّخذها الحكومة السعودية تجاه زوارها.
من جانبه، أوضح محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية عمرو بن عبد الله الدباغ أن تنظيم الملتقيات التنافسية هو أحد الآليات التي تستخدمها الهيئة في سياق برنامج quot;10 في 10quot; الذي يستهدف الوصول بالسعودية إلى مصاف أفضل عشر دول في مجال التنافسية الدولية في جذب الاستثمار في نهاية عام 2010 م الذي تعده الهيئة الهدف الرئيس لها.
وبيّن أنه تم اختيار قطاع تقنية المعلومات والاتصالات كعنوان للمنتدى الأول للتنافسية نظرا إلى أهمية هذا القطاع وأثره على الجهود الرامية إلى تحسين إنتاجية أي دولة والرفع من تنافسية اقتصادها وتأثير تقنية المعلومات على مختلف القطاعات الاستثمارية ولأنه أحد القطاعات الواعدة ذات السوق الضخم في المملكة والذي يحتوي العديد من الفرص الاستثمارية المتميزة.
وقال: quot;إن المنتدى يأتي ضمن سلسلة من المنتديات لمناقشة محاور مختلفة للتنافسية الدولية في مجال تحسين البيئة الاستثمارية في المملكة بالتعاون بين الجهات الحكومية وقطاع الأعمال، وتركز على القطاعات الاستراتيجية في المملكة عبر استقطاب أهم الشخصيات العالمية من مفكرين وقيادات اقتصادية لتبادل الأفكار والمقترحات العملية مع المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين للمساهمة في تحسين تنافسية مناخ الاستثمار في المملكة، وذلك في سياق البرنامج الشامل الذي وجه به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل تحسين البيئة الاستثمارية وحل الصعوبات التي تواجه المستثمرين السعوديين والأجانب بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية في المملكة quot;.
وناقش المنتدى في دورته الأولى دور كل من تقنية المعلومات وصناعة الاتصالات في النهوض بالاقتصاد الوطني، فضلاً عن استكشاف أثر هذين القطاعين بوصفهما من أبرز محفزي التنافسية الاقتصادية في المملكة، حيث يعد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من المحركات الحيوية التي تستخدم في وضع اللبنات الأولى للاقتصاد القائم على المعرفة.
من جانبه قال المدير العام لشركة مايكروسوفت في السعودية الدكتور خالد الظاهر: quot; نحن ملتزمون بالمساهمة في تطوير صناعة المعلومات والاتصالات في المملكة لتكون في مصاف الدول المستفيدة من هذين المجالين الحيويينquot;، مؤكداً أن التعاون الاستراتيجي بين مايكروسوفت والهيئة العامة للاستثمار يأتي على مستوى تبادل الرؤية في العمل ، وتدشين المبادرات المختلفة لجذب الاستثمارات الخارجية .
وأضاف الظاهر أن توجهات رئيس شركة مايكروسوفت تبرز توافق الرؤية بين الشركة وبين الهيئة العامة للاستثمار التي تهدف إلى وضع المملكة في مصاف الدول الأولى الجاذبة للاستثمارات. وهذا ليس خياراً اقتصادياً فحسب، بل مطلب استراتيجي يتعين على الجميع التكاتف من أجل إنجاحه وتحقيقه على أرض الواقع.
بيل غيتس والسنوات الأولى في طريق الغنى مع مايكروسوفت:
منذ السنوات الأولى، كان بيل غيتس يملك تركيزًا شديدًا وذاكرة قوية. فقد قرأ الموسوعة بأكملها في الثامنة من عمره. وفي مدرسة لايكسايد الثانوية، استطاع بيل غيتس أن يبارز جميع أقرانه بالتفوق عليهم في الرياضيات.
وعندما كان في مدرسة لايكسايد فإن بيل غيتس وصديقه بال ألان قضوا الكثير من وقتهم على جهاز Teletype موصول بجهاز كمبيوتر Pep-10 مصنوع من قبل شركة Degital Equipment Corporation. وقد كانت شركة General Electric تدير هذا الجهاز في شركة مركز الكمبيوتر، أو Computer Center Corporatio. وقد كانت لغة البيسك هي المستخدمة هناك. وقد كان غيتس وألان يحصلان على أجر مقابل تصليح وإعادة كتابة الشفرات (الكودات) بلغة البيسك لبعض من الشركات من مثل TRQ وCCC. في خلال هذه السنوات، استطاع غيتس أن ينمي مهاراته التنافسية. قبل التخرجفي الثانوية العامة، قال غيتس: quot;سأصنع مليوني الأول عندما أكون في الـ25 من العمر.quot; ومن أجل التخرجفي الثانوية، فإن والدة غيتس اضطرت أن تدفع 200 دولار من أجل تمويل استخدامات غيتس للكمبيوتر بصورة مكثفة.
دخل غيتس جامعة هارفارد المرموقة في عام 1973 ميلادية. ألان أصبح طالبا في جامعة WAshington State ولكنه لم يكمل دراسته هناك. ثم رافق ألان زميله غيتس في بوسطن وعمل كمبرمج في شركة هوني ويل. عندما ترك ألان مدرسته الثانوية، فإنه كان ينوي أن ينشئ شركة. وعندما كان غيتس في هارفارد، فإنه كان يمضي ساعات طويلة متواصلة (تصل أحيانا إلى 36 ساعة) في مختبر الكمبيوتر في الجامعة. وكان يعتمد على الكولا والبيتزا لكيتبقياه صاحيا. وفي عام 1975 ترك غيتس جامعته قبل أن ينهيها وترك بوسطن مع صديقه ألان.
ثم قرأ الصديقان إعلانًا عن ألتير 8080، أول جهاز كمبيوتر صغير صُنع من قبل شركة MITS. فاتصلا بإيد روبرتس، وهو مالك شركة MITS وأخبراه بأنهما قد قاما بتطوير برنامج يسمح ببرمجة جهاز ألتير 8080 بلغة البيسك. فاهتم روبرتس بهذا المشروع. ثم قام الصديقان بتطوير المشروع لمدة 8 أسابيع نهارا وليلا. لم يكن لديهما جهاز ألتير 8080 فلذلك قاما بتطوير المشروع على جهاز انتل 8080. وبسبب ضيق الوقت، فإنهما كانا مازالا يكتبان الـBoot Strap في أثناء الرحلة على متن الطائرة إلى مركز شركة MITS من أجل التحدث مع روبرتس. ونجحا في الاختبار ووقعا على اتفاقية من أجل ترخيص برنامجهما (الذي سمي بMicrosoft BASIC) لشركة MITS. قال غيتس: quot;عندما وصلت إلى موقع الشركة MITS فإني اضطررت أن آخذ مقدم الأتعاب منهم من أجل دفع فاتورة الفندق فإن رحلة الطائرة أخذت كل مالنا.quot;
وفي يوليو 1975 أنشأ غيتس شراكة مع زميله ألان، وسميا الشركة الجديدة بquot;ميكروسوفتquot;. وكان الهدف من هذه الشركة هو تطوير لغات برمجة لألتير وبقية شركات الكمبيوتر. وافتتحا العمليات في مدينة سياتل في أميركا. وقد طور غيتس أيضا Disk BASIC لألتير. ثم عرض غيتس على روبرتس أن يبيعه BASIC بقيمة 6,500 دولارات لأن الجميع كان يقرصن برنامجه، إلا أن روبرتس رفض.
في عام 1976 وقعت كل من الشركات التالية اتفاقية تكفل لها حرية استعال برنامج ميكروسوفت بيسك: جنرال اليكتريك وسيتيكورب وNational Cash Register. في هذه اللحظة، أنشأ غيتس quot;أطفال الميكرو - الشباب ذوي الذكاء العالي الذين أرادوا أن ينضموا إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، شباب بعاطفة هائجة للكمبيوتر الذين سيبذلون آخر ما لديهم من قوة وطاقة من أجل توسيع رقعة التكنولوجيا.quot; وكان لزاما على غيتس أن يقطع اتفاقيته مع شركة MITS من أجل تكوين مال أكثر. وقد طور غيتس نظاما من أجل المصالحة خارج المحاكم وتوج فيها المالك الشرعي لبرنامج البيسك. وقد قال أحد المحللين: quot;هذه كانت أول حالة من حالات أخرى تم التقليل فيها من مهارات بيل غيتس التفاوضية.quot; من خلال الأعوام 1976-1981 أخذ غيتس يومي اجازة في كل سنة.
في عام 1980 دخلت IBM في عالم الكمبيوترات الصغيرة من خلال جهاز أنشئ على رقاقة ذاكرة أنتل 8086. واتفقت IBM مع ميكروسوفت على كتابة برنامج بيسك لذاكرة IBM ذات ال8 بت. وطلبت IBM من ميكروسوفت أن توفر لغات أخرى من مثل فورتران وباسكال وكوبول من أجل أجهزة IBM الأخرى.
وقالت وكالة الأسوشيتد برس مؤخراً: quot;في يوم ليس ببعيد، سيسمح التقدم العلمي والتقني، بزرع الكمبيوتر في الجسم البشري، فيساعد بذلك المكفوفين على الرؤية، والصمّ على السمعquot;.
لم يرد هذا التصريح على لسان أحد كتاب روايات الخيال العلمي، وإنما نقلته الوكالة عن لسان رئيس عملاق صناعة البرمجيات العالمية quot;مايكروسوفتquot;، بيل غيتس، وقد أدلى به في إطار حلقة بحث انعقدت هذا الأسبوع في سنغافورة.
لكن غيتس أضاف: quot;أنا، شخصيا، غير مستعد لعملية كهذه.. غير أن أحد الموظفين في شركتي يلحّ علي دوما بقوله، أنا جاهز متى صار وصل الجهاز جاهزا وممكنًا ، وما تمت مناقشته في حلقة البحث تلك، يشير إلى أن العلوم تتقدم بخطى حثيثة نحو تحقيق إنجازات كتلك التي تخيلها بعض الروائيين، مثل شحن الذكريات على الرقائق الإلكترونية، أو التحكم بالأطراف الإصطناعية والأعضاء المزروعة، عن طريق ذبذبات دماغية.
بكل الأحوال، أشار الباحثون في الندوة إلى أنه بات من الثابت اليوم أن أجهزة الكمبيوتر المتطورة أصبحت قادرة على التفاعل مع ظواهر خارجية بشكل قريب جدا من ردود فعل الحواس البشرية، كالتجاوب مع الصوت واللمس وحتى مع بعض الروائح، كما لو كانت هذه الأجهزة قد طوّرت فعلا حاسة الشم، حيث كان مشرعون أميركيون قد أبدوا قلقا حول قانونية إجراء عمليات زرع رقائق إلكترونية في جسم الإنسان تحمل تاريخه الطبي وتسّهل على الجهاز الطبي التعامل مع المريض في الحالات الطارئة.
ويعتبر هؤلاء أن سهولة الكشف عن الملف الطبي لحاملي هذه الرقائق يمس بمبدأ سرية المعلومات الشخصية، وقد يستخدم لمتابعة تحركات المريض، إذ كانت دائرة الدواء والغذاء الأميركية (FDA) وافقت على السماح بهذه العمليات نظرا لفوائدها الطبية بالنسبة إلى المرضى والجهاز الطبي، بحسب وكالة الأسوشيتد برس، كما يبلغ حجم الرقاقة المسماة VeriChips حجم حبة الأرز، وتستغرق عملية زرعها تحت الجلد قرابة 20 دقيقة، ومن دون أن تتسبب بألم أو أثر للجرح.
لقطات من منتدى التنافسية الذي تحدّث خلاله بيل غيت بعدسة يوسف السعد- إيلاف
التعليقات