إيلاف تكشف أسباب تسريب الفقرة المحذوفة من قناة الجزيرة
القصيبي والحمد في شريط بن لادن التهديدي
ولوحظ أن قناة الجزيرة القطرية فضلت إلغاء الفقرة السالفة التي قال فيها بن لادن عبارته التهديدية وإكتفت ببث مقتطفات من الخطبة الللادنية، في حين قال مسؤول كبير في قناة الجزيرة لـquot;إيلافquot; quot; قرارنا كان صائباً، ولا يمكن أن تسمح القناة بمثل هذه التهديدات بحق أشخاصquot;، لكنه استغرب تسرب هذه المعلومة لوسيلة إعلامية quot;مقربةً من قطرquot;، نافياً في الوقت ذاته علمه بكيفية quot;التسريبquot;.
ورأت مصادر مطلعة على حالة الجزيرة الجديدة راهناً خلال حديث لها مع quot;إيلافquot; نهار الخميس أن تسريب تهديدات بن لادن quot;مقصودquot; في ظل الصراع بين الحرس القديم داخل المحطة وبين القيادة الجديدة، التي تريد أن quot;تمهننquot; المحطة، وتبعدها عن الارتباطات الإيديولوجية، إذ يسيطر فريق من الأخوان المسلمين وقوميين عرب على سياسة وتوجهات المحطة الشهيرة في العالم.
وتقول مصادر لـquot;إيلافquot; أن أشرطة بن لادن عادة حينما تصل إلى المحطة يستلمها جهاز معين داخل المحطة لتذهب بعدها إلى أجهزة عليا في الدولة، لم تشأ المصادر تسميتها، وهذه الجهات العليا هي التي تراقب ما هو الممكن نشره وما هو المحذوف، مما يعني أن تسريب العبارة quot;اللادنيةquot; كان مقصوداً من قبل فريق في المحطة يريد إحراج الحكومة القطرية أمام حلفائها، وأمام الرأي العام العالمي بأنها مؤيدةٌ للإرهاب.
ويتزامن هذا الإحراج الأخير المتمثل في تسريب فقرة بن لادن التهديدية ، مع الضغوطات الغربية التي تطالب بتشديد المراقبة على أشرطة بن لادن بعد أن أتضح، وفق مصدر أمني بريطاني تحدث إلى quot;إيلافquot;، أنها تحملُ إشارات خطيرة ممكن أن تكون مُرشداً للعديد من الخلايا المسلحة كي تباشر تنفيذ عدة عمليات إرهابية في العالم، وهو ما بدا جليا إثر تفجيرات quot;دهبquot; المصرية التي أعقبت الخطاب الللادني.
وتتخوف مصادر أمنية خليجية من أن يغير الإرهاب من إستراتيجيته بعد فشله الذريع في الهجوم على المواقع الحيوية في السعودية، وتمكن السعوديين بكفاءة عالية، سواءً من قبل قوى الأمن السعودية أو المجابهة السياسية من إعاقته، ليذهب إلى أماكن سهلة متعرضاً للرموز السياسية،والمفكرين، والإعلاميين، وحتى الدينية على غرار ما حصل في الجزائر في الثمانينات، ومصر أيضاً مع فارق التوقيت النسبي.
وكان بن لادن قد اعتبر في خطبته أن الأمم المتحدة هيئة كفرية ورفض اتفاق السلام السوداني داعيا إلي محاربته، وحمل القوات الأجنبية مسؤولية العنف ومسلسل الدم في العراق.و هاجم بن لادن عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي وكتابا وإعلاميين في السعودية وعددا من دول الخليج متهما بعضهم بالكفر والردة مستشهدا بفتاوى أصدرها عدد من العلماء في المنطقة .
و دعا إلى رفض الاتفاقات الموقعة بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان، وقال ليعلم (الرئيس السوداني عمر) البشير و(الرئيس الأمريكي جورج) بوش أن هذا الاتفاق لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به ولا يلزمنا بمثقال ذرة وليس لأحد مهما كان أن يتنازل عن شبر من أرض الإسلام وسيبقي الجنوب جزءا لا يتجزأ من أرض الإسلام بإذن الله ولو استمرت الحروب لعقود قادمة .
واستنهض همم من وصفهم بالمجاهدين وأنصارهم عموما في السودان وما حولها وبما في ذلك جزيرة العرب خصوصا أن يعدوا كل ما يلزم لإدارة حرب طويلة المدى ضد اللصوص الصليبيين في غرب السودان (دارفور) وقال :quot;هدفنا واضح وهو الدفاع عن الإسلام وأهله وأرضه لا دفاعا عن حكومة الخرطوم وإن تقاطعت المصالح، فخلافنا معها عظيم، يكفي أنها تقاعست عن تطبيق الشريعة وفرطت بالجنوبquot; .
وانتقد بن لادن السعي الغربي لإنشاء محطات تلفزيونية تبث بالعربية، معتبرا أنها جزء من الغزو الفكري ضد quot;أمتناquot; .وهاجم بن لادن من وصفه بـ مفتي الأمريكان الذي قال إنه أعلن علي الملأ أن أسف الصحافي الدنمركي يعتبر اعتذارا كافيا رغم أن الكل يعلم أنهم مصرون علي باطلهم ولم يعاقبوا هؤلاء المجرمين ولم يتخذوا أي إجراء لمنع تكراره .
التعليقات